ادرك مقدما ان هذا المقال سوف لن يروق للكثيرين والذين ستصيبهم سهامه في الصميم ولكني أقول الحق والحقائق فمن يعجبه مقالي فهو من اهل الحق ومن لم يعجبه فهو من هذه المجموعة التي استهدفها هنا وادرك أيضا ان مثل هذه المقالات سوف لن تبقي لي صاحب وصديق وما ابقى لي قول الحق من صاحب على قول ( أبا الحسنين علي بن ابي طالب كرم الله وجهه الشريف ) ويقول أيضا ما جمع مال الا من بخل او حرام ولم يعد البخل في يومنا هذا مصدرا لجمع المال والغنى اذن ما تبقى هو المصدر الثاني الا وهو ( الحرام ).
المال الحرام هو ان تحوز مالا ليس لك سواء عن طريق السرقة او الرشوة او الهبة بدون وجه حق من مسؤول اوما شابه هذا أولا وثانيا مالا ليس مساويا للجهد المبذول فيه أي تعمل وتنتج اقل مقابل ما تحصل عليه من اجر عال وهذا التعريف بسيط ولا يحتاج الى رأي فقهي او فتوى من رجل دين او رجل شريعة تحدد لنا التفاصيل لندخل في باب الاعذار والتقية وما شابه اعيد وبوضوح المال الحرام هو ان تأخذ او تحوز مالا ليس لك وانتهى.
افصل الموضوع كالتالي :
جميع المسؤولين في الدولة العراقية اكلين للمال الحرام وسراق للمال العام ممن هن بدرجة رئيس جمهورية او رئيس وزراء او رئيس برلمان او أعضاء برلمان او مستشارين او وزراء او وكلاء وزراء او مدراء عامين وبدون استثناء رواتبهم لا تساوي مقدار ساعات عملهم وانتاجيتهم وسراق للمال العام للامتيازات التي شرعوها لهم من دون وجه حق ناهيك عن المقاولات والمشاريع والعمولات التي تجري تحت الطاولة ومن خلف الكواليس والتي يجنون منها الملايين.
الموظف في الدولة العراقية ممن يستغل موقعه الوظيفي في الحصول على أموال ليست من حقه كأنجاز معاملة او تمشية امر ما او التهاون والتستر على ملف فساد مقابل رشوة او حصة من الربح فهذا مال حرام.
القاضي حين يحرف القانون ويحتال عليه عبر تفاصيله ونوافذه لتخليص المجرمين والفاسدين من مسائلة القانون لقاء مبالغ تحول الى حسابه فهو اكل للمال الحرام. المحامي حين ينصب على موكله وياخذ أموالا بالباطل دون حل لمشكلته فهو اكل للمال الحرام. الطبيب حين يأخذ اجرة مرتفعة لمعاينة المرضى مستغلا قلة الأطباء فهو اكل للمال الحرام. الصيدلاني حين يتاجر بالادوية ليصبح بزنس مان عبر الام الناس واوجاعهم فهو اكل للمال السحت الحرام. المقاول حين يسرق المواد الانشائية لاي مشروع ويغش في نوعيتها ويقدم كشف بأسعار مساوية لاسعار المواد الاصلية فهو اكل للمال الحرام. المهندس حين يسرق من الدوائر التي اؤتمن على ماليتها وعدتها فيقوم بسرقتها وبيعها في السوق السوداء فهو اكل للمال الحرام. المتقاعد حين يأخذ راتبه من الدولة العراقية ولهو راتب اخر يحصل عليه في دول اللجوء دول الكفر الاوربية وغيرها فهو اكل للمال الحرام لان لديه راتب يكفي حاجته ويسد رمقه ولديه علاجه المجاني، ( هناك رجل بروفيسور عراقي يعمل في دول الخليج براتب 7000 دولار مع فيلا وامتيازات أخرى ) عاد للعراق ليكمل معاملة تقاعده ويوكل من ينوب استلامه عنه فهل مثل هذا بحاجة لراتب تقاعدي ياخذه من افواه جياع وارامل وايتام العراق !!!. اللاجيء حين يقبل لجوءه تخصص له الدولة راتب حتى يستطيع اتقان اللغة والبدء في البحث عن عمل ليعيش من كد وعرق جبينه هناك الكثير من اللاجئين المليونيرية في العراق أتوا الى دول المنافي واشتروا بيوت بمئات الالاف من الدولارات المسروقة اما عبرهم او عبر اهليهم السراق فهكذا يورث العراقيين لابنائهم حبهم للمال الحرام تصوروا يأخذ راتب من مكتب المساعدات وهو يملك الملايين وبعد ذلك يصلي ويتنح لرب العالمين في اليوم خمس أوقات ويتكلم عن الحلال والحرام فهذا اكل للمال الحرام لان راتب الحماية وجد فقط للذين لا يملكون قوت يومهم اما اذا كان لديك مال توفير في حسابك البنكي فليس لديك الحق في استخدام المال العام. مال المساعدات يعتبر عارا في نظر الغربيين لذلك لا تجد مواطن غربي يذهب الى المساعدات الا في اقسى واصعب الظروف على عكس العراقيين فهم يعشقون هذا المال ويفتخرون بانهم تحايلوا في الحصول عليه.
اذن اترك لكم احبتي القراء تقدير النسبة المئوية لهذا الكم الهائل من اكلي المال الحرام في العراق وانتم تعلمون علم اليقين وحتما سمعتم القصص الكثيرة عن ما ذكرت أعلاه فانا لا اتهم احد جزافا معاذ الله ولا اتجنى على احد ولكن هؤلاء هم حينما يستمتعون بهذه الأموال ويعيشون معيشة مترفة ورخية فانك تجد امام هذا الرخاء تعاسة كبيرة تتمثل في كثرة الجياع من الايتام والارامل وكبار السن والمعاقين ممن هم بحاجة الى مأكل وملبس ومسكن ودواء وحتى الشباب العاطلين عن العمل فهم ايضا بحاجة الى المال ليغطي نفقاتهم اليومية اسوة باقرانهم.
كلامي هذا موجه الى اخي وصاحبي وصديقي في الوطن ان كان من اكلي المال الحرام اتقوا الله في أنفسكم واهليكم وراجعوا أنفسكم قبل الرحيل الى العالم الاخر فما اجمل واروع من ان يغادر الانسان هذه الحياة نظيفا طاهرا من كل دنس او شائبة واسال الله الهداية والتوبة للذين اوغلوا في اكل المال الحرام عافانا الله واياكم.