بعد ان حرم من كافة مباهج الحياة من الالعاب والحلويات والنساتل والملابس والغذاء الصحي عاد ساسة العراق الانتهازيين هذه المرة ليلاحقوا الطفل العراقي في تعليمه ومدرسته ومعلمه او معلمته وهي الحق الطبيعي الاخير له في هذه الحياة كي تخلق منه انسانا متعلما ناضجا مثقفا نافعا قادرا على خدمة بلده ومجتمعه واهله.
يقترح علينا المدعو علي الاديب نائب في البرلمان ( البولي ) العراقي ايقاف مجانية التعليم بحجة التكاليف المرهقة لميزانية الدولة وكأن التلميذ العراقي يتعلم في مدارس خمسة نجوم من النظافة والاثاث وقاعات الالعاب ووجبات الغذاء من اللحوم والفواكه والالبان لتنشئة جيل صحي خال من الامراض والعقد النفسية كالذي يحدث في البلدان النفطية ذات المداخيل القومية المرتفعة.
يعاني الطفل العراقي معاناة كبيرة وعلى شتى الصعد في هذه الحياة في امور ليس له اي ذنب فيها وفي وقوعها سوى انه ولد على ارض العراق من ابوين عراقيين ليجد هذا الكم الهائل من المعاناة والمآسي والعقد بانتظاره وليبدأ مسيرة حياة ملئها الهموم والاحزان مكتوبة ومقدرة عليه وليدفع ثمنا غاليا جراء صراعات دامية ما زالت مستعرة على السلطة وامتيازاتها بين احزاب واشخاص نزع الله الرحمة من قلوبهم وحولهم الى شياطين لا يمل ولا يكل احدهم من الايغال في دماء الاخرين.
اقول للذين ينتهكوا حقوق الطفل العراقي في هذه الحياة اتقوا الله واعلموا ان زوالكم قريب ذلك ان الرحمن وملائكته هم حماة هؤلاء ومن يريد مواجهة الله وملائكته فليفعل علنا نرى فيه عجائب قدرته جل وعلا.