17 نوفمبر، 2024 7:42 م
Search
Close this search box.

العراق لغير العراقيين

العراق لغير العراقيين

ظاهرة غريبة وعجيبة في بلد العجائب والغرائب ، ففي الوقت الذي تملأ صور الخامنائي والخميني ونصر الله وغيره من رجال الدين غير العراقيين ، تملا الشوارع العراقية تتعرض الصور والملصقات التي ترمز للمرجع العراقي الصرخي الحسني إلى المنع والتمزيق على يد المليشيات الحكومية وعلى مرأى ومسمع الجهات الحكومية والقوات الأمنية علما أن الملصقات التي فيها صورة المرجع الصرخي هي عبارة مواعظ وإرشادات وخطابات سماحته والتي يدعو فيها إلى نبذ الطائفية والعنف والقتل والتقسيم والقمع والتهجير، فهل حرام أن تعلق صور المرجع العراقي في بلده وأرضه ووطنه وحلال على الخامنائي والخميني وغيرهم من غير العراقيين؟!!!!.
من الخطأ اختزال هذه الظاهرة في قضية صورة وتسطيحها وتفريغها من الأبعاد والأهداف التي تتوارى وراء هذا السلوك البعيد عن أدبيات حرية الرأي والفكر والعقيدة لأن ثمة معطيات ومؤشرات وإجراءات وحشية قديمة ومتجددة ومستمرة مورست بحق هذه المرجعية وغيرها من المراجع العراقيين تكشف وبكل وضوح عن عملية استهداف مبرمج تطال كل ما يرتبط ارتبطا حقيقيا بالهوية الوطنية التي يُراد طمسها ومحوها فضلا عن استهداف العراق بأكمله شعبا وأرضا وسماءا وخيرات وحضارة حتى يبقى العراق يعيش مرارة التبعية والهيمنة الخارجية وخصوصا الإيرانية التي باتت تقبض بيد من حديد على كل مقدرات بلاد الرافدين من خلال أدواتها واذرعها من الساسة ورجال الدين والأحزاب والمليشيات الذين يأتمرون بأوامر إيران وهذا شيء لا ينكره احد حتى إيران اعترفت وتبجحت بذلك .
إن استهداف المرجعيات العراقية ليس وليد اللحظة بل هو مخطط إيراني له جذور ممتدة مع امتداد تاريخ نشوء الحوزة الدينية كي تبقى هذه المؤسسة تحت هيمنتها لأنها تدرك جيدا تأثيرها الفعال على سواد الشيعة ، ومع شديد الأسف يشترك شريحة كبيرة من الشارع العراقي في هذا المخطط ، فهو يسلم تسليم مطلق للمراجع الذين يأتون من خارج الحدود ويصطف معهم في حربهم الشعواء على المرجعيات التي تنبثق من الرحم العراقي فنراه سليط اللسان على ابن جلدته وأصم أمام المراجع الأعاجم ، فلا يوجد مرجع عراقي إلا و تعرض إلى حرب شعواء اعلامية وجسدية تحركها وتديرها المؤسسة الدينية وخير شاهد هو ما تعرض له الشهيد الصدر الأول كما يذكر ذلك الشيخ محمد رضا النعماني في كتابه سنوات المحنة وايام الحصار بعد أن كلفه الشهيد الصدر بكتابة سيرة حياته وخصوصا مرحلة الأزمة والتصدي للبعث ومعاناته من الحوزة ووقوفها مع صدام ، وكذا ما تعرص له الصدر الثاني الذي حكي بنفسه عن الحرب التي شنت عليه من قبل المؤسسة الدينية في هذا المقطع
https://www.youtube.com/watch?v=t8IM4SIT4vk
واليوم تعاد الحرب وبصورة ابشع واقبح واشد على المرجع الصرخي الحسني اذا لم يشهد تاريخ المرجعيات تهديم دار وبراني المرجع فضلا عن قتل مقلديه والتمثيل بجثثهم وحرقها وسحلها بالشوارع واعتقال الآلاف وزجهم بالسجون المظلمة وتعذيبهم ابشع انواع التعذيب وغلق المكاتب والجوامع وغيرها من جرائم مورست بحقه
فالي متى يبقى العراق وشعبه وخيراته وثرواته تحت الهيمنة الإيرانية ؟!!!.
إلى متى يبقى العراق تديره أدوات واذرع إيران من الساسة الخاضعين لإرادة إيران؟!!!.
إلى متى تبقى الميليشيات التابعة لأيران تقتل وتهجر وتروع العراقيين وتنتهك مقدساتهم ؟!!!.
إلى متى يبقى ابن العراق تحت وطأة الحرب التي تشنها المؤسسة الدينية ومن ورائها إيران ؟!!!.
إلى متى يبقى العراق لغير العراقيين ؟!!!.

أحدث المقالات