7 أبريل، 2024 11:36 ص
Search
Close this search box.

العراق: كثرت الاحزاب فقل الولاء

Facebook
Twitter
LinkedIn

منذ أن انفرط عقد حزب البعث الذي حكم العراق على مدار خمسة وثلاثين عاماً من تاريخه بقبضة من حديد، إلى حين غزو القوات الأمريكية البلد والتي كانت سبباً رئيسياً لإنهاء هذه الحقبة وحلّ البعث المسيطر والتأسيس لمرحلة جديدة في العراق، وفتح الباب على مصراعيه لظهور أحزاب كثيرة في مشهد الساحة العراقية، تعددت أسماؤها وهدافها ليشهد عام 2003 بامتياز إن صح التعبير أو جاز انطلاقاً للأحزاب السياسية الدينية وغير الدينية السنية ومنها الشيعية لم يمضِ الكثير من الوقت حتى بدأ العمل لكل حزب من هذه الأحزاب بجمع الجماهير من حولهم والتثقيف لهدافهم ومشاريعهم المستقبلية.
وبعد مرور عشر سنوات لحكم هذه الأحــــزاب العـــــراق لم تفلح في تحقيق أي شيء يذكر للعراقيين على كل الأصعدة فلا أمن، ولا خدمات، ولا كهرباء والكثير من الأمور الهامة الغائبة لحياة المواطن ومن يتابع الشأن العراقي اليوم في ظل حكومة وحكم الأحزاب الدينية حالياً يُصــــدم بالأخبار الســيئة التي تناقلــــها الصحف العربية والعراقية والمواقـــــع الالكترونـــية ووسائل التواصل الاجتماعي فالمتابع لا يقرأ إلا فساداً ولا يشم إلا رائحة المفسدين وقد اجتـــاحت البلاد ولم يكتف منظرو الأحزاب بهذا بل ذهبوا إلى ما هو أبــــعد من ذلك باستـــهداف العــــراق وتدمير الاقتصـــاد من خلال عقد الصفقات ونهب أمـــوال الدولة العراقـــية وتهريبـــها إلى الخارج،وتدمير البنى التحتية والمتاجرة بقتل الإنسان العراقي جسدياً ومعنوياً بل تعدوا ذلك أيضاً إلى استهداف مستقبل العراق والقضاء على مستقبله وتكبيله بأغلال من حديد.
ربّما يتصور البعض وخصوصاً من المعارضين العراقيين الذين يتعاملون مع الأحزاب وقد اغترّ قسم كبير بهم ،إن تغيير النظام وحكم الأحزاب الحالي هو بصيص الضوء في النفق العراقي المظلم وعذراً لكم لأن الواقع ومعطياته لا يبشران بذلك ولا يوحيان به، فهذه الأحزاب لن تغير شيئاً في النهج والبعد الاستراتجي المرسوم للعراق من قبل إيران وحليفتها أميركا اذكر قبل أكثر من ثلاث سنوات مضت كان ذكر اسم الأحزاب شيئاً مقدساً ولا يمكن التجاوز عليه وكان الجدل يتصاعد والآراء تتضارب بين مؤيد وناقم، إلا أن الصورة السابقة في أذهان كل عراقي عن الأحزاب اليوم تغيرت وبشكل كبير والجدل محسوم حولهم من حجم الإحباط الذي يسود الناس وقد أثبت الشارع العراقي أنه موجود وله موقفه تجاه أغلب هذه الأحزاب التي تعاقبت على حكم العراق في السنوات التي خلت والسؤال؟ لماذا تسقط الأحزاب الدكتاتورية بهذه السرعة، دون أن تصمد ولو أياماً وهي لم تتعرض إلى احتلال أجنبي كما تعرض له العراق ، الجواب لا يحتاج إلى تفكير عميق، سقطت لأن الجماهير رفضتها وكشفت عورتها ودمويتها وتسلطها وفشلها الذر يع في قيادة العراق، فكانت هذه الأحزاب تعمل لنفسها فقط ونسيت الجماهير، بل وأستخفت بها متناسية غضبتها وهيجانها في ساعة غضب مقدس.
وأعتقد إن الانتخابات القادمة التي سيشهدها العراق ستكون حداً فاصلاً وإطلاق رصاصة الرحمة على مسلسل تلك الأحزاب العراقية ولنا تجربة حيّة وعملية في الانتخابات السابقة التي أفرزت نتائجها فشلاً ذريعاً لبعض الأحزاب الدينية بعد أن هوت وتساقطت و ابتعدت عن الساحة السياسية العراقية والشعبية بلا عودة إن المتابع لعمل الأحزاب العراقية بالأرقام والإحصائيات والتفاصيل والبحث بما قدمته على مدار سنوات في إدارة العراق يدرك إنّما هو بلد وضع تحت تصرفها وقبضة يدها فهي المتحكم والحاكم والمسؤول عن مصائر الناس في بلد كالعراق كُتب عليه قدراً التنوع في كل شيء ومنها الأحزاب التي أوصلت العراق الغنيّ بالموارد الثروات إلى نهاية وخاتمة مأساوية لتفيذ سيناريو معد سلفاً في إطار تحرير العراق.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب