18 ديسمبر، 2024 5:49 م

العراق قوس قزح ديني وحضاري وتاريخي وثقافي

العراق قوس قزح ديني وحضاري وتاريخي وثقافي

يتألف العراق من تركيبة سكانية متعددة الأعراق والأديان والطوائف، تلتقي على العيش المشترك على رقعة جغرافية واحدة

العراق من أقدم الحضارات التي بدأت على أرضها، قبل بضعة آلاف سنة، حياة بشرية لأقوام وشعوب استقرت فيه.

وبنت حضارة العراق أقوام وشعوب، بينهم السومريون والأكديون والآشوريون والفرس والترك والعرب والبابليون.

وساعدت ظروف دينية وثقافية على أن يكون العرب حاليًا هم أغلبية سكان العراق، يليهم الكرد ثم التركمان وقوميات أخرى.

يتألف العراق من تركيبة سكانية متعددة الأعراق والأديان والطوائف، تلتقي على العيش المشترك على رقعة جغرافية واحدة.

يدين العراق بالدين الإسلامي كدين رسمي للدولة، بموجب المادة الثانية من دستور تعتبر مادته الـ 14 أن جميع العراقيين متساوون أمام القانون دون تمييز.

وأعطى الدستور في المادة 43 الحرية لأتباع كل مذهب لممارسة شعائرهم الدينية، وأكد على الشعائر الحسينية، وأن الدولة تتكفل بحرية العبادة وحماية أماكنها.

يبلغ عدد السكان، في أحدث إحصاء أعده الجهاز المركزي للإحصاء لعام 2017، 37 مليونًا و139 ألفاً و519 نسمة، بمعدل نمو 2.61%، مع نسبة ذكور إلى إناث عند الولادة تبلغ 103.9% .

في عام 2005 بلغ عدد السكان 27 مليونًا و962 ألفًا و968 نسمة، وفق جهاز الإحصاء.

أما عدد السكان، حسب وزارة التخطيط والتعاون الإنمائي لعام 2015، فبلغ 36 مليون نسمة، بزيادة 5 ملايين عن 2009، حيث بلغ العدد 31.6 مليون نسمة. وجميع الأرقام والإحصاءات تقديرية، حيث لم يُجر أي تعداد منذ 1997.

السنة والشيعة:

يشكل المسلمون نحو 95% من السكان، وتتوزع الـ5% المتبقية على المسيحية والإيزيدية والصابئة وديانات أخرى أقل عددًا.

رغم عدم وجود تعداد سكاني رسمي يحدد انتماء سكان العراق الديني أو الطائفي أو القومي، إلا أن سلطة الائتلاف المؤقتة، وبالاتفاق مع الكتل السياسية التي شاركت في مجلس الحكم الانتقالي بعد احتلال العراق عام 2003، وضعت نسبًا اتُّفق عليها لاقتسام السلطات والموارد.

بموجب تلك النسب يتكون العراق من أكثر من 55% من العرب الشيعة، و22% من العرب السُنة، أي أن نسبة العرب تبلغ 77%، ثم الأكراد 19%، وتتوزع نسبة أقل من 3% قوميًا على التركمان وغيرهم.

وتتراوح نسبة العراقيين السُنّة، وفقًا لتقارير وإحصاءات غير رسمية، بين 47% و51% من السكان، ويتوزعون بين العرب والأكراد والتركمان.

بينما يُقدر عدد السكان الشيعة بحدود 50%، أي نصف السكان، وأغلبهم من العرب، وبعضهم من الأكراد والتركمان والفرس.

القوميات :

يتشكل المجتمع العراقي من قوميتين رئيسيتين، هما العربية والكردية، حسب الدستور المؤقت لعام 1970.

وتتراوح نسبة العرب بين 75% و80%، بينما يتراوح الأكراد بين 15% و20%، إضافة إلى قوميات أخرى، مثل التركمان والسريان وآخرين، وهم بين 5% و7% .

الأكراد:

يتمركز الأكراد في إقليم كردستان شمال العراق بمحافظاته الثلاث، السليمانية وأربيل ودهوك.

وقالت وزارة التخطيط، في إحصاء تقديري عام 2017، إن نسبة السكان في تلك المحافظات تبلغ 13.2% من سكان العراق، دون احتساب الأكراد الذين يعيشون في محافظات كركوك والموصل وديالي وواسط والعاصمة بغداد.

يشكل الأكراد، وفق إحصاءات غير رسمية، 19% من سكان العراق، وينتشرون في محافظات إقليم كردستان، ويشكلون 25% من سكان كركوك، و6% من سكان نينوى.

ينتمي أكثر من 80% من الأكراد للطائفة السُنية، و17% للطائفة الشيعية، وهم المعروفين باسم “الكرد الفيلية”، ونسبة 3% منهم من الصابئة والمسيحيين.

ويتكلم جميع الأكراد اللغة الكردية، وهي تضم لهجات رئيسية عديدة.

التركمان:

التركمان من أبرز الأقليات العرقية التي تشكو من عدم منحها حقوقًا تتناسب مع ثقلها السكاني.

هم من أبرز الأقليات بعد العرب والأكراد، ويُقدر عددهم بنحو 3 ملايين نسمة، وفقًا لتقديرات منظمات تركمانية.

أما التقديرات من غير جهات تركمانية فتفيد بأن عددهم لا يتجاوز 2 مليون نسمة، ويعيشون في الشمال، في كركوك ونينوى وإقليم كردستان.

لا يمكن التأكد من صحة الأرقام؛ لعدم وجود إحصاء رسمي يحدد القومية، لكن نسبة التركمان المثبتة في الدوائر الرسمية ذات الصلة بتوزيع الثروات والمحاصصة السياسية، تبلغ 2% من سكان العراق.

وتبلغ نسبتهم 55% من سكان كركوك، و5% من سكان إقليم كردستان، ونسبة غير معروفة من سكان نينوى.

ويتكلمون جميعًا اللغة التركمانية.

لا توجد إحصاءات تحدد الانتماء المذهبي للتركمان، وهم يتوزعون بين تركمان سُنة وتركمان شيعة، وتفيد أغلب التقديرات بأن 50% من التركمان من السُنة، و50% من الشيعة.

الكلدوآشوريين:

ينتشرون في سهل نينوى بمحافظة نينوى وفي البصرة وبغداد، ويتكلمون اللغة السريانية، ويتبعون جميعًا الديانة المسيحية.

توجد خلافات حول التسمية دفعت المكونان الأساسيان للكلدوآشوريين، الكلدانيين والآشوريين، إلى تبني اعتبار كل منهما مكونًا مستقلًا عن الآخر وله خصوصياته وثقافته الخاصة به.

الآشوريون:

يشكل الآشوريين 0.5% من سكان العراق، وهم قوم ساميون استوطنوا القسم الشمالي من العراق منذ الألف الثالثة قبل الميلاد.

يتكلم الآشوريون اللغة الآشورية الحديثة، وتُعرف أيضًا باللغة السُّريانية في الأدبيات الكنسيّة، نسبة إلى انتشارها بواسطة كنيسة المشرق، التي عُرفت بالسُّريانية.

الكلدانيون:

الكلدان المعاصرون هم أحفاد سكان بلاد الرافدين الأصليين، ويتكلمون الآرامية.

يبلغ عددهم داخل العراق حوالي 650 ألف نسمة، يشكلون 80% من مسيحي العراق.

ويعيش الكلدانيون في الجزء الجنوبي من العراق على الضفة اليمنى لنهر الفرات.

الطوائف :

أظهرت دراسات التعداد السكاني بالعراق عام 1977 أن المسلمين يمثلون 97% من السكان، والمسيحيون 2.14%، والصابئة حوالي 16 ألف نسمة، واليهود نحو 400 نسمة في العام نفسه.

لا تتوفر إحصاءات رسمية تتضمن التوزيع الطائفي للمجتمع العراقي ونسبة كل مكون طائفي إلى عدد السكان الكلي.

وتفيد تقديرات لمواقع تابعة للاستخبارات اللأمريكية قبل غزو العراق بأن الشيعة يمثلون من 60% إلى 65% من سكان العراق، والسُنة بين 32% و37%.

وتلك هي النسب، وفق مراقبين، التي اعتمدتها سلطة الائتلاف المؤقتة في وضع أسس المحاصصة لاقتسام السلطة والموارد عقب الغزو.

لكن إحصاءات لمراكز ومنظمات دولية، مثل المنظمة الإنسانية الدولية، تفيد بأن عدد السُنة بالعراق يزيد بـ819 ألفًا و950 نسمة عن عن عدد الشيعة في 1997، وهو العام الذي شهد إجراء أخر تعداد عام رسمي للسكان.

واعتمدت المنظمة في تقريرها على قاعدة بيانات الجهاز المركزي للإحصاء، التي خلصت إلى أن نسبة السُنة بين المسلمين في العراق تبلغ 53% مقابل 47% هي نسبة الشيعة.

المسيحيون:

يُقدر عددهم بقرابة 550 ألف نسمة، وهو العدد نفسه تقريبًا عام 1977، حيث قدرت إحصاءات رسمية عددهم بـ500 ألف نسمة، أغلبهم من الكلدانيين الكاثوليك والآشوريين النساطرة وطوائف فرعية أخرى.

ينقسم المسيحيون إلى طوائف فرعية مرتبطة بالقوميات، كالسريان والآشوريين والكلدان.

الإيزيديون:

هم مكون ديني في الأساس، وبلغ عددهم، حسب تعداد عام 1977، أكثر من مائة ألف نسمة. وتبلغ نسبتهم غير الرسمية وفقًا لمصادرهم 2% من السكان.

هم خليط قومي من الأكراد والعرب والفرس والأتراك، ويتحدثون بتلك اللغات؛ ويتركزون في منطقتي قضاء الشيخان شمال شرقي الموصل، وجبل سنجار قرب الحدود السورية في شمال غربي العراق.

الصابئة المندائيون:

هم من الأقوام الأرامية من أسلاف العرب، هاجروا إلى العراق بحدود عام 100 ميلاديًا.

يقدر عددهم بنحو 200 ألف نسمة، ويتمركزون في بغداد والعمارة والبصرة والناصرية والكوت والديوانية وديالي، ويعيشون على ضفاف الأنهار، ويتكلمون لغة خاصة بهم.

والصابئة المندائية ديانة يعتقد أتباعها أنها من أقدم الديانات المعروفة في تاريخ البشرية، وأن أول نبي ومعلم لهم هو آدم، ثم ابنه شيت وسام بن نوح ويحيى بن زكريا (يوحنا المعمدان) عليهم السلام. ويقول الصابئة إنهم يتبعون يحيى.

اليهودية:

لا يزال عدد قليل من اليهود، يقدر بـ400 نسمة، يعيشون في العراق من بقايا الهجرة الجماعية والترحيل بعد عام 1948، حيث بلغ عددهم ذلك العام حوالي 120 ألف نسمة.

يرجع الوجود اليهودي في العراق إلى أيام السبي البابلي والآشوري، حيث خضعوا لعمليات تهجير كبيرة أيضًا.

انتشر اليهود، بعد الحرب العالمية الأولى (1914: 1918) إلى فترة رحيلهم أواخر الأربعينيات، في بغداد والبصرة وشمال العراق.

الشبك:

يُنسب الشبك إلى قبيلة الشبك الكردي، وكانت الدولة العراقية تعتبرهم من الإيزيديين، لكنهم ليسوا كذلك، والمرجح أنهم من الأكراد لغة ونسبًا، وبعضهم سُنة شافعيون، وبعضهم شيعة اثنا عشر.

بلغ عددهم، عام 1977، حوالي 80 ألف نسمة، واعتُبروا في الإحصاء الرسمي لذلك العام من العرب.