في البداية أود أن أؤكد إنني أكن كل الإحترام والتقدير لطبقة في المجتمع العراقي ممن تحملوا الإعتقال والسجن أيام النظام العفلقي المقبور وفي الوقت الذي أقدر فيه أشد التقدير لمعاناة هذه الطبقة التي لاقت ظلما إضافيا وعانت معاناة قد تفوق التصور للبعض منهم أقول للبعض منهم، لا بد أن لا ننسى معناة الشعب العراقي كافة من ذلك الحكم البغيض وإصرار هذا الشعب على إسقاط النظام وجيل من شهداء القادسية وحرب الخليج الأولى والثانية وإذا كنا منصفين نقول إن الشعب العراقي من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه قد تأثر بتلك الفترة من حكم الطاغية ولو بدرجات متفاوته…
وكنا نأمل من الحكومات التي تعاقبت على العراق أن تنصف هذا الشعب المظلوم دون تمييز بعد أن تحاسب أزلام النظام السابق من يثبت تورطه في سفك دماء عراقية شريفه…ولكن لاحظنا إن هذه الحكومات راحت تفصل قوانين الدولة العراقية على مقاساتها ولمنافعها الشخصية ومجلس النواب يشرع القوانين التي تخدم غاياتهم ومنافعهم الشخصية ضاربين عرض الحائط معناة شعب كامل…
لقد مرر قبل أيام من تحت قبة البرلمان العراقي البائس التعديل الأول القرقوشي لقانون مؤسسة السجناء السياسيين رقم (4) لسنة 2006 وسوف أسلط الضوء على حالة واحدة في هذا التعديل لإيضاح مدى قرقوشية هذا القانون
لنفرض إنك كنت معتقلا سياسيا ليوم واحد فقط أثناء حكم صدام حسين المقبور أو لساعات أو دقائق معدودة فقط ولديك ما يثبت ذلك فما هي الإمتيازات التي سوف تستحقها وفق هذا القانون
1) المادة 17 سادسا تعطيك الحق بأستلام منحة مقدارها خمسة ملايين دينار تعويضا عن الثانية او الدقيقة او الساعة التي قضيتها تحت عنوان معتقل سياسي.
2) المادة 17 عاشرا ب تعطيك الحق بالجمع بين راتبك الوظيفي وأي راتب تقاعدي تتقاضاه إستثناءا من قانون التقاعد الموحد أي يحق لك أخذ راتبين من الدوله في آن واحد ولمدة عشرة سنوات.
3) إذا كان متوفي فإن جميع زوجاته واولادهم يستحقون نفس مستحقات الزوجه الأولى هذا ما تعطيه المادة 17 الفقرة احد عشر.
4) المادة 18 اولا تعطيك الحق بالحصول على قطعة أرض سكنية في المكان الذي تحدده ولا علاقة لمسقط الرأس بذلك
5) المادة 18 ثانيا تعطيك الحق بالأختيار بين قطعة ارض سكنية ومنحة بناء وقرض من المصرف العقاري أو دار سكنية أو تعويض مالي
6) المادة 19 اولا أ لك الحق في مقعد دراسي إستثناءا من التعليمات للدراسات الأولية أو العليا.
7) إذا رغبت في إكمال دراستك في الدراسة المسائية أو في الجامعات الأهلية فلا يوجد هناك مشكلة لأن المادة 19 اولا ب تعطيك هذا الحق.
8) إذا كان معدلك 50 وعمرك كبير وترغب في إكمال دراستك على نفقة الدوله فلك ذلك حيث المادة 19 اولا د تعطيك الحق في ذلك
9) إذا لم توفق من خلال الجامعات العراقية في تحقيق طموحك الدراسي فلا عليك فإن مؤسسة السجناء السياسيين سوف تحل محل وزارة التعليم العالي في إرسالك بعثه خارج العراق على نقفقة الدولة المادة 19 اولا ج تعطيك الحق في ذلك.
10) مهما كان معدلك فلك الحق في أختيار الكلية التي ترغبها إذا كنت خريج معهد أو مدرسة مهنية مثل صناعة أو تجارة ضاربا عرض الحائط ضوابط التعليم العالي لآن المادة 19 اولا هـ تعطيك الحق في ذلك
11) يمكنك وأنت موظف أن تكمل دراستك دون الحاجة للحصول على موافقة دائرتك بإجازة دراسية وعلى الدائرة صاغرة قبول أي شهادة جديده تحصل عليها إستثناءا من التعليمات لآن المادة 19 اولا و تعطيك الحق في ذلك
12) لك الأولوية في كافة المناصب الحكومية حيث حددت لك نسبة خمسه بالمائة بغض النظر عن خدمتك ومؤهلاتك لآن المادة 19 ثانيا تعطيك الحق في ذلك
نتساءل بعد كل هذه الإمتيازات عن دقيقة الإعتقال هذه هل أعطيت الدوله حق تلك الدقيقة أو الساعة أو اليوم يبدوا لا إذا لنواصل إستعراض قرقوشية برلمان العراق
13) كلنا يتذكر عندما تم مناقشة قانون الخدمة الجامعية مدى الإعتراض من قبل مجلس النواب على علاج الإستاذ الجامعي ممن يحمل لقب إستاذ وعائلته على نفقة الدوله ولكن حينما نصل إلى المعتقل السياسي ولو لدقيقة واحده فإن المادة 19 ثالثا تعطي الحق لهذا المعتقل لمدة دقيقة أو ساعة العلاج مدى الحياة له ولأفراد عائلته داخل أو خارج العراق.
14) إن الدقيقة او ساعة الإعتقال التي قضاها هذا المعتقل بالتأكيد قد أثرت على حالته النفسية لذلك فإن المادة 19 خامسا تمنحه بطاقة سفر مقطوعة للمكان الذي يحدده ذهابا وإيابا
15) يمكنك إذا كنت معتقلا لمدة دقيقة أو ساعة في زمن صدام الحصول على القروض الحكومية من صندوق الإسكان والمصرف العقاري والمصرف الزراعي والدوله هي التي تسدد الأقساط لآن المادة 19 سادسا تعطيك الحق في ذلك…
هذا جانب قليل من الإمتيازات التي شرعها هذا القانون وواضح إن القانون مفصل على مقياس النواب والحكومة العراقية وما يوفر لهم هذا القانون أضعاف تلك الإمتيازات في قانون تقاعد البرلمانين….هم ليس بحاجة لقانون تقاعد البرلمانيين بعد الآن لأنهم تسللوا تحت مظلة السجين السياسي
إستغفال كامل لوعي الشعب العراقي ومتاجرة رخيصة جدا بالسجناء السياسيين الحقيقيين والشرفاء الذين يترفعوا أن يستغل أسمهم بأكبر سرقة مقننة لشعب مظلوم…