يصعد المشهد السياسي والأمني العراقي نحو هاوية الحرب الأهلية بكل ثقة ،بعد اصرار رئيس الوزراء نوري المالكي على الذهاب إلى النهاية في حربه المزعومة على داعش في الانبار، وسط رفض وذهول جميع شركائه في العملية السياسية الفاشلة لهذه الحرب الطائفية الخاسرة والتي لا يعلم بتفاصيلها احد غيره، مستخدما شعار الأرض المحروقة في تصفية حسابه على الشعب في الانبار ونينوى وديالى وصلاح الدين وكركوك المحافظات المنتفضة منذ أكثر أربعة أشهر لحظة دخوله الحرب ضد هذا المحافظات ،حيث استخدم جيش المالكي ولا يزال جميع الأسلحة المحرمة دوليا مثل البراميل المتفجرة والغازات السامة والراجمات والصواريخ والطائرات والمدفعية الثقيلة وإغراق المدن بالمياه وإحراق المزروعات وتهجير الأهالي من بيوتهم بعد سرقتها وإرسالها إلى(سوق داعش) في بغداد ،فما الذي بقي للشعب من كبرياء وكرامة وهو يرى الدمار والخراب والقتل والتهجير والاعتقالات والاغتيالات والإعدامات الميدانية من قبل جيش المالكي ،وجميع القادة والكتل السياسية ينظرون دون أن يرف لهم جفن ،أو تهتز لهم رقبة ،الآن انتهت الانتخابات البرلمانية وبدأت جولة أخرى من الانشقاقات والتحالفات والصراعات للبحث على اكبر كعكة من مناصب الحكومة المقبلة، أما الخدمات والفساد والتفجيرات الدامية اليومية بشوارع العراق ، والحرب التي أعلنها المالكي على الشعب فلا تعنيهم أبدا ،ولا يسأل عنها احد منهم ،هناك تحالفات مريبة ظاهرها وحدة العراق وباطنها الهيمنة والتقسيم والأقلمة ، مثل تحالفات متحدون والتيار الصدري والكردستاني والمواطن والوطنية ،في حين أعلن عن تحالف جديد باسم اتحاد القوى الوطنية برئاسة صالح المطلك وأيضا ببرنامج هو يقول عنه انه (وطني) ، في حين يلعب المالكي ودولة القانون لعبة خطرة وقذرة هي شق صفوف الكتل بالترغيب (مناصب واستثمارات)او بالترهيب (ملفات أوامر قبض بحجة سرقة المال العام وأربعة إرهاب الجاهزة لكل من يعارضه)،وهكذا نشهد تصدع والتباس الخطاب الإعلامي للكتل وتخوفها من حصول انشقاقات داخلها وهناك حملة قوية من المالكي ضد متحدون لتفكيكها وخاصة الضغط على قادة الحزب الإسلامي ، ومثلها كتلة الوطنية بزعامة علاوي وكتلة المطلك والمواطن والتيار الصدري ،وهناك كتل صغيرة وأعضاء يتعرضون لنفس الأساليب لإلحاقهم في كتلة دولة القانون لتشكيل حكومة الأغلبية التي يحلم بها المالكي ،إلا إن اصرار جميع الكتل ورفضهم لولاية ثالثة للمالكي مستندين على دعم المرجعية في النجف جعل من فرص تولي المالكي لولاية ثالثة أمرا مستحيلا ، بعد تخلي إيران وواشنطن عن دعم ولايته بسبب اصرار رفض الكتل وتوحدها ضد تجديدها ،لذلك سيلجأ المالكي بعد أن تأكد من عدم استطاعته جمع المقاعد التي تؤهله لتشكيل الحكومة (هو أعلن ان الرقم اكتل وهو أل(165) لكن هذا الإعلان للاستهلاك والمناورة وتخويف الآخرين هو لم يجمع ولن يجمع هذا الرقم أبدا ،إذن سيلجأ إلى إشعال الحرب الطائفية الأهلية بينه وبين الشعب فيقوم بمغامرات كبيرة وخطيرة بحيث تدخل البلاد عنوة في الحرب الأهلية وذلك بشن هجومه على الفلوجة ونينوى واستخدام كل الأسلحة الفتاكة والمحرمة دوليا ضد أبناء هذه المحافظات إضافة إلى شن حملة عسكرية على صلاح الدين وديالى لإعلان الحرب الطائفية الأهلية بشكلها الرسمي وليحرج بها شركاءه في العملية السياسية بسبب رفضهم ،إذن نحن على أبواب أحداث كارثية غير شن الحرب على ما يسميها المالكي داعش زورا وبهتانا (كل من يعارضه يسميه داعش)،مثل تفجيرات تطال عتبات مقدسة او غيرها المهم هو سيفتعل أكذوبة جديدة لتبرير حربه على من يعارضه ويريد إقصاءه من السلطة او يغتال شخصية نافذة دينية او سياسية كبيرة ويستخدم الشعار المكيافيلي الغاية تبرر الوسيلة ، وهناك تسريبات كثيرة تؤكد ما ذهبنا إليه ومن فم شركائه بل ومن أعضاء دولة القانون المنشقين عنه ممن خسر وهزم في الانتخابات مثل وليد الحلي او حسن السنيد او خالد العطية وغيرهم ،ولكن وأمام هذا المشهد الدموي الذي يقف خلفه المالكي بكل قوته العسكرية والمالية والدينية والسياسية والدعم اللامحدود لأمريكا وإيران له ،ما هو دور الآخرين ممن يعارضونه ،وأين سيكون مصيرهم بعد دخول العراق في الخراب الأخير قبل الحرب ،هنا عليهم ان يدركوا أنهم كلهم في سفينة واحدة تقلهم الى الغرق حتما ومعهم كل العراقيين ،بعد ان أدخلهم المالكي في نفقها المظلم مستخدما ميلشيات حزب الله وعصائب الحق وقوات بدر وبقية الميليشيات الإيراني الحرس الثوري وفيلق القدس الإيراني في حربه وهي اكبر ورطة وضع المالكي نفسه فيها ،الم يقل المالكي معترفا بوجود الميليشيات ضمن قواته العسكرية (ان الميليشيات هي الظهير القوي للجيش)،وهي تقاتل الآن بشكل علني في الفلوجة وديالى تحت مسمى قوات سوات او ما يسميها أهل الانبار وديالى (الفرقة القذرة تيمنا بالأمريكية القذرة )،إذن نحن أمام منعطف مهلك ولا فكاك منه سوى إبعاد شبح الحرب الأهلية الطائفية التي يصر المالكي وأعوانه أن يشعلها قبل تشكيل الحكومة، وها نحن نحذر الجميع من هذا السيناريو الدموي في العراق وحتما المستفيد الأول منه إيران وإسرائيل وأمريكا ،بل هي من يؤجج ويشعل ناره بدعم وإسناد وتشجيع المالكي ،لذلك فالعمل على إبعاد المالكي عن تولى السلطة في ولايتها الثالثة ،هو ضرورة وطنية لإبعاد شبح الحرب الأهلية الطائفية بكل أثارها المدمرة على مستقبل العراق وشعب العراق ، وإخراج العراق من فوهة هذه الحرب القذرة التي يذهب أبناؤها من الجيش والشرطة والمواطنين حطبا رخيصا لها ،من اجل أن يظل المالكي وحزبه على رأس السلطة الطائفية ،التي أوصلت العراق بالفساد والقتل وإشاعة روح الانتقام الطائفي أقصى مدياته ، العراق يعيش لحظته التاريخية الأخيرة ،بين أن يبقى عراقا موحدا متماسكا ،أو يدخل في نفق التقسيم والتفكك والتفتيت والاحتراب الطائفي والقومي والعرقي تماما كما أراد له مشروع بايدن سيء الصيت ،وهذا أيضا تحذيرا شديدا لحكام الخليج والدول العربية ،من ان المد الإيراني ألصفوي الشيعي لإقامة هلاله المزعوم قادم إليكم حتما ،وكما ترونه الآن يتشكل في العراق وسوريا ولبنان واليمن والبحرين والكويت ،أنقذوا أنفسكم وأنقذوا العراق قبل الانهيار الأخير له بدعم الموقف السياسي والإعلامي في المحافل العربية والدولية،ضد المشروع الإيراني الكوني التوسعي ،وفضح هذا المشروع الجهنمي ألتدميري لحاضر الأمة العربية ومستقبلها،نعم العراق في مشهده قبل الانهيار…فانتبهوا أيها العرب …..