أجمل ما في مباراة منتخبنا الوطني مع نظيره الياباني يوم أمس في بطولة آسيا أنها أتت مخالفة لتوقعات الذات والآخرين حتى وإن قلنا غير ذلك في الإعلام بأن منتخبنا سينتصر كنا نطلقها جزافا ونعلم ما وراء هذا الكلام بحساب المنطق الذي يؤشر العكس تماما لصالح اليابانيين بعد سيل الانتصارات لهم على أعتى المنتخبات العالمية، ولكن بعد دقائق من الثبات والمقارعة الرجولية من زمن الشوط الأول زاد يقيني بأن النتيجة ستكون مختلفة تماما ولن يمر اليوم من دون أن يسعد أبناء شعبنا بفوز صريح ونتيجة طيبة كنا أحوج ما نكون إليها إذا ما أردنا التفكير عمليا بحصد الكأس الآسيوي للمرة الثانية بعد بطولة عام ٢٠٠٧ الكبيرة، أدركت وأنا متسمر في مقعدي بالملعب بأن جدار المنتخب الصلب ستتكسر عليه أمواج اليابانيين الذين لم يصدقوا ما حل بهم وخرجت عنهم أجواء المباراة بكرات طائشة في الأغلب وثبات نادرا ما نراه لدى الفرق العراقية التي تدافع عن ألوان كرتنا تجسد اليوم بهذه المجموعة الرائعة.
وأقولها اليوم وبثقة إن روح الشباب والخبرة والاغتراب الاحترافي قد تمازجت وسيتصاعد الأداء معها من مباراة الى أخرى وإذا ما حصل فعلا في المباراتين المقبلتين فإن الطريق الى الكأس ستكون سالكة جدا وصريحة وتشتاق الى أبناء الرافدين ليحتضنوا الكأس الجديد وينقلوه من الدوحة الى بغداد باقتدار .
وأود هنا أن أشير الى تفاعل إيجابي آخر يضاف الى النشوة الجماهيرية والتلاحم هو ذاك الاهتمام الرسمي الذي بدأ بدولة رئيس مجلس الوزراء والسيد رئيس اللجنة الأولمبية ووزير الشباب والرياضة، والذي سيثمر عن أفضل مردود إيجابي يمسح جميع الصور المشوشة التي رافقت المنتخب والمشاكل التي حصلت له وأعتقد أنها قبرت تماما مع هدفي أيمن حسين البارعين.
قبلاتي الحارة الى جماهيرنا ولاعبينا الأبطال وملاكهم التدريبي وأشد على أيديهم لإسعاد شعبهم مع كل جولة سنعيش معها لحظات لا توصف.