العراق في منطقة المراوحة

العراق في منطقة المراوحة

تتزايد مؤشرات التصعيد في الشرق الأوسط، وتنعكس بصور متباينة من عدم الاستقرار، في مشهد ينذر بانفجار وشيك.
رغم “الهدنات” المعلنة… تلوّح إيران بإغلاق مضيق هرمز ردًا على الضغوط الغربية بشأن برنامجها النووي. وبالمقابل، تسعى إسرائيل، وبدعم غير مباشر من واشنطن ومعظم دول ناتو، لإبقاء إيران تحت طائلة العقوبات، بهدف تكريس عزلتها خارجيا، وتعميق ازمتها داخليا.
ازاء ذلك، تشهد المنطقة أيضًا تصعيدًا في الحرب السيبرانية، وتحركات عسكرية مثيرة للقلق، وتصريحات سياسية مشحونة من مختلف الأطراف.
وفي هذا المناخ الملبّد، يقف العراق في وضع معقد؛ فالجغرافيا تُلزمه، والسياسة تُربكه، والتوازنات تُثقله.
العراق ليس محايدًا تمامًا، ولا آمنًا فعليًا، ولا قادرًا على أن يكون طرفًا فاعلًا؛ بل هو واقع في منطقة حرجة، تُملي عليه مواقف دقيقة وحسابات متوترة.
اختلال ميزان القوى في المنطقة قد ينعكس عليه فورًا، بإستهداف فصائل مسلحة صنفتها الولايات المتحدة بانها ذات “ولاءات إقليمية” وحدود رخوة، وحكومة تحاول جهدها حفظ التوازن.
وفي ظل هذا الوضع، يبقى العراق مضطربًا لا محرجًا، وقلقًا لا مطمئنًا؛ يحاول النجاة وسط أمواج متلاطمة، يتقن فيها فن البقاء أكثر من فن التأثير.
وفيما يتعلق بالمؤسسات الحكومية, نرى انه الظروف الإقليمية الحساسة واحتمالية التصعيد في أي لحظة، تدفع باتجاه الإبقاء على سيرورة العمل ونظامه الحالي كما هو دون أي تعديلات في الوقت الراهن، حفاظًا على الاستقرار المؤسسي وتفادي أي إرباك قد ينعكس سلبًا في حال تفاقمت الأوضاع.