18 ديسمبر، 2024 10:15 م

العراق في قلب الفوضى الآن..!!

العراق في قلب الفوضى الآن..!!

الفوضى في كل مكان من العراق، فوضى لم يشهد لها تأريخ العراق منذ الآف السنين،فوضى في الحكومة وأدائها، فوضى وفضائح في البرلمان وأعضائه، فوضى في جميع وزارات السلطة ودوائرها ، حيث الوزارات والدوائر تتحكم فيها الأحزاب وحسب توزيع طائفي وحزبي وفئوي طائفي مقيت ،بفعل المحاصصة الطائفية البائسة ، لاتوجد سلطة ولا نظام في العراق، على الاطلاق،ونقصد هنا بالفوضى( الفسادالمالي والاداري) ،الذي تحوّل الى فضائح يومية. أزكمت الأنوف ، كل شيء في العراق فاسد ،من قضاء مدحت المحمود المسيّس، الى تعليم محمد إقبال الصيدلي المسرِّب أسئلة الامتحانات، وهكذا بقية الوزارات ، وحتى رئيس الجمهورية أتهم بالفساد حين عيّن إبنتّاه وأخاه بعقد مليوني ،علما أن أخاه يعيش في لندن منذ أربعين سنة ،وهكذا جميع دوائر الحكومة ومؤسساتها، ومجالس محافظاتها، نعم فوضى الفساد في كل زاوية ،وبجيب كل مسئول في الحكومة والبرلمان بلا إستثناء، ولهذا وصل العراق الى الحضيض وأدنى من الحضيض ، وكان من نتيجة هذا الفساد وفوضاه، والسياسة الطائفية المصرّة على إقصاء الطوائف والاقليات والقوميات والمذاهب. والاستمرار بمنهج الإجتثاث ليس للبعثيين فحسب، وإنما للمسيحيين والاكراد والايزيدييم والسِنّة، التي خَلت منهم بغداد بسبب تهديدات الميليشيات لهم، بعد مصادرة بيوتهم وتهديدهم بالترغيب والتهجير،إذن الفساد والفوضى والخراب والتهجير ممنّهج تماماً ،ومفصّل على مقاس الاحزاب المتنفذة الحاكمة ،منذ أيام بريمر سيء الصيت ومجلس الحكم، الذي وزّع الوزارات والرئاسات بطريقة المحاصصة. وأَقصى أكبر المكونات والاقليات الأخرى، هذه المقدمة أسوقها عُنوّة لكي يعلم العالم، كيف وصل العراق ،الى قاع الخراب والدمار والحرب الأهلية الغير معلّنة ، اليوم إنتهت صلاحية مجلس النواب وصلاحيته التشريعية واصبحت الحكومة حكومة تصريف الاعمال فقط، وسط أوضاع امنية بالغة الفوضى، وعودة ظهور خلايا تنظيم داعش الارهابي بقوة. في أطراف كركوك والموصل وديالى وصلاح الدين، كفرصة أخيرة لهُ قبل أن ينتهي الى الابد في العراق، ولكن ، ليس في ظل هذا الوضع العراقي الفاشل. حكومة منتهية الصلاحية لتصريف الاعمال فقط، وإنتخابات مزوّرة لاطائل منها ،في تشكّيل حكومة قادرة على مواجهة الأزمات والمشاكل، نعم ستتشّكل حكومة طائفية ومن مكوّن واحد وذيول وتوابع وأُجراء لها ،أذلاء ديكورات فقط، يسميّها نوري المالكي حكومة الاغلبية السياسية ، ونسميها الأغلبية الدكتاتورية الطائفية التي بسبب سياسة نوري المالكي الطائفية الاقصائية ،وصل العراق الى ما وصل اليه الآن بإعتراف الرئيس أوباما نفسه، ووسط هذه المعمّعة السياسية، تفجرّت عدّة أزمات قاتلة ، لايمكن أنْ تمرَّ بسلام ، ونقصد بها تصاعد تهدّيد الميليشيات والأحزاب الخاسرة، بإشعال الحرب الأهلية، التي حذّر منها مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري ،وقال أن (العراق في خطر ) وهو يدرك تماماً أن العراق في خطر فعلاً، وهذا الخطر القادم الذي يعنّيه الصدر.هو من الميليشيات والاحزاب (لذلك جمّد ميليشيات سرايا السلام لمدة سنتين)، والذي يقف خلفها ويوجهّها قاسم سليماني و نوري المالكي، الذي هو الآخر بشرّ بحرب أهليّة هو ومفوضية الانتخابات التابعة له ،إذا لم يشكّل الحكومة القادمة هو، في حين هدّدت كتائب حركة حزب الله العراقي بإشعال العراق، إذا لم يشكّل الحكومة، من أحد قادة الحشد الشعبي ويقصد به هادي العامري زعيم منظمة بدر، وهاجم حيدر العبادي ووصفه بأنه ( قزم وتابع ذليل لبريطانيا ولن تشكّل حكومة برئاسته أبداً الا على جثثنا)،إذن نحن على أبواب حرب لاتبقي ولاتذر ،حرب الميليشيات مع بعضها، والميليشيات وتنظيم داعش، والميليشيات الجيش والشرطة( كما حصل في بغداد الجديدة وشارع فلسطين وغيرها) ، حرب لصالح داعش تماماً ، وفعلاً تنفّس داعش الصُعداء بعد هزائمه في الموصل والحويجة والقائم وغيرها، وظهرت خلاياه بقوة في أماكن رخوة وعلى شكل عصابات وذئاب منفردة، مثل أطراف خانقين وقرى ديالى وقرى الحوية وصحراء الحضر والرمادي، ونفذّت عمليات نوعية ،من خطف ونصب سيطرات وهمية ،بزي الحشد الشعبي والجيش والشرطة، أو هجومات على قرى بسيطة وخطف أبناءها، لتثبيّت موقف وإرسال رسالة( أننا مازلنا سادة الساحة ونستطيع إسقاط مدن كما أسقطناها من قبل)، في عملية جَس نبض الجيش والحكومة وردّة فعلها ، مستغلين فوضى وإنشغال الحكومة والبرلمان ،والاحزاب بنتائج الانتخابات المزورة .وتقسيّم المناصب والمغانم ، تاركين داعش والميليشيات الوقحة تهدّد المدن وتذبح المواطنين الابرياء بوضح النهاروتعيد تنظيم نفسها،إن عمليات تنظيم داعش في هذه الاماكن التي ينفّذ عملياته فيها الآن ،ليست الهدف الحقيقي لداعش، فالهدف الحقيقي له هو المدن والاقضية والنواحي ،التي خسرها وطرد منها ، والتي تشكل عصباً إستراتيجياً لموارده النفطية ،التي أصبح بدونها بلارصيد. ولاسبيل له بالاستمرار سوى بالسيطرة على النفط والموارد والمدن المحاددة لسوريا ،لكي يستطيع التمدّد الى أهداف اخرى خطط لها وماهذه العمليات إلآ تموّيه وخداع للجيش ، أرى ان داعش وخطره الذي يدقّ أبواب الحكومة، ليس الوحيد، بالرغم من أن داعش فقد أرضيته وحاضنته الى الابد، ولن يَعدْ يشكّل خطراً حقيقياً وحده على الاطلاق، لولا فوضى السلطة والاحزاب والميليشيات، التي تتقاتل فيما بينها على المواقع والغنائم والمكاسب ونهب ثروات العراق. وتحويلها الى الخارج هذه الصراعات ، هي الوحيدة التي ينمو بظلها ،ومن خلالها يقوى تنظيم داعش الارهابي، ويهدّد مستقبل العراق، إذن من يهدّد مستقبل العراق، وجعل العراق في خطر ليس تنظيم داعش وحده، وإنمّا ، الأحزاب والميليشيات التي تأتمر بأوامر سليماني، وتنفّذ الأجندة الايرانية ،والمشروع الايراني في العراق، هي من يهدّد مستقبل العراق وهي من ادخله في الفوضى التي هو فيها الان،ويشكل أكبر خطر على شعبه، ومستقبل أبنائه في صراعها مع بعضها ومع الحكومة، ولذلك ، فالادارة الامريكية والرئيس ترمب يعملون لمواجهة (الخطر في العراق) ، والخطر في العراق برؤية الاستراتيجية الامريكية، هو( إستلام قادة الميليشيات والاحزاب التابعة لايران) رئاسة الوزراء ، وإفشال المشروع الامريكي في المنطقة برمتّها، هذا هو تخوّف الارادرة الامريكية، وهو سبب الصراع بين أمريكا وإيران في العراق، والذي وصلت مدياتها، الى حد إعلان الحرب بينهما في العراق، وما نسمعه من تسريبات وتحشدات أمريكية عسكرية .وتهديدات الميليشيات وقاتدتها لأمريكا، وتوجيه صواريخها نحو السفارة الامريكية والقواعد الامريكية في العراق، ماهو إلا نتيجة لهذا الصراع، ولاتوجد نار بدون دخان، فكل المؤشرات والتسريبات والتصريحات والتهديدات، وما نشرته صحيفة الواشنطن بوست .من تحضيّر مؤكد لسيناريو أمريكي يُنهي الأمر في العراق، بحكومة إنقاذ وطني ، ومواجهة الفاسدين ،وإنهاء دور إيران وميليشياتها في العراق، دليل على رؤيتنا للاحداث، أن شيئاً من هذا سيحدث حتماً ، فقد وصلت الاوضاع بخطورتها على أمريكا وجيشها وسفارتها ومصالحها ومشروعها في العراق ، حداً مقلقاً جداً للادارة الامريكية، وإعلان هذا ،سيكون بعد الانتهاء من مهزلة العد والفرز الجارية الان ، وتشكيّل حكومة، وما يجري في إيران ،من تظاهرات شعبية غاضبة تهدد مستقبل نظام ملالي طهران كالتي حصلت مع الشاه، وإتهام الخامنئي لأمريكا بأنها وراء هذه التظاهرات، إلا دليل آخر على أن أمريكا تملك خيارات وبدائل كثيرة ،لإسقاط نظام الملالي في طهران، ويبدو سيناريو العراق ماض في التنفيذ، بعد دعم وتشكيل تحالف دولي وأوروبي وغربي. لإسقاط النظام الايراني، خاصة بعد تقدّم النظام السوري في معاركه ضد داعش .وإنهاء الحرب هناك لصالح النظام، بموافقات روسية لإخراج إيران من سوريا، وكذلك النصر المتحقق في اليمن ،ومحاصرة الحوثيين وإستسلامهم قريباً بالأمر الواقع، بعد خسارته لمطار الحديدة ومينائه ،عصب التسليح الإيراني للحوثيين، نعم العراق على بركان قابل للتفجر بأية لحظة ، لأنه في قلب الفوضى السياسية، وإنفلات الميليشيات ،وصراعها الدموي مع بعضها، ومع الجيش والاجهزة الامنية ومع الحكومة،وما يجري في جنوب العراق، من إنفلات العشائر التي تنتّمي للميليشيات ،وبكامل الاسلحة الخفيفة والثقيلة وحتى الصواريخ،ماهو إلا علامة على أن الفوضى والإنفلات الأمني الميليشياوي هو من يحكم العراق، وهو من يعيد تنظيم داعش الارهابي الى المدن، وربّما يهدّد بغداد ،إذا ما إستمر صراع الميليشيات مع بعضها ،في حرب شيعية شيعية ،تدعمها جهات خارجية ، العراق في قلب الفوضى الخلاقة الآن ،إنتظروا العاصفة إذن…