23 ديسمبر، 2024 3:18 م

العراق في زمن الأين .. فلم هندي

العراق في زمن الأين .. فلم هندي

تعتمد صناعة الأفلام السينمائية على تحويل قصة واقعية أو خيالية, إلى فلم سينمائي لا تتجاوز مدته بضع ساعات, مع إضافة أمور وقضايا مكملة للعمل الفني, لكنها لا تخرج الموضوع عن القصة الأصلية, أو عن حد المنطق و المعقول والمقبول بأي حال من الأحوال.
اختلفت السينما الهندية عن السينما في باقي دول العالم, فالأفلام فيها تحوي من العجائب والغرائب ما لا يخطر ببال, وبشكل مبالغ فيه يوفق حد المعقول أو المقبول, ورغم أن فيها عددا لا يستهان به من الأفلام الراقية جدا, من حيث المحتوى أو الاحتراف الفني, ويمكن أن تنافس السينما العالمية, إلا أن الطابع العام لها هو غرابة الأحداث, حتى أصبح وصف الأحداث الغريبة في الحياة بأنها أشبه بالفلم الهندي مثلا شائعا جدا؟!.
في السياسية تحصل الكثير من الأمور والقضايا التي لا يمكن أن يظن المواطن العادي أنها مصطنعة , ويعتقدها تلقائية أو طبيعية بأسبابها المسببة , لكن لو صعد قليلا على التل, للاحظ أنها مترابطة متسقة, ومخطط لها بعناية ودقة, لأهداف وغايات بعيدة المدى, أو غير منظورة أنيا.
قبل الانتخابات بفترة, حصل أن ما يعرف بتنظيم داعش هاجم بغداد وديالى والموصل ومناطق اخرى, بكل قسوة وعنف, بسلسلة تفجيرات, سبق ذلك سيطرة مسلحيه على الفلوجة, ثم سدتها المتحكمة بمياه نهر الفرات, وأغرقت مناطق أبو غريب وما حولها, ووصل التهديد إلى أطراف بغداد, ومناطق الطمر الصحي, ومسوؤل في النجف يعلن استعداد المحافظة وتوفيرها البدائل عند قطع مياه الفرات, ومسوؤل جنوبي يطلب المساعدة لإيجاد حل لعطش محافظته ثم..لاشيء, حلت الأمور بطريقة غامضة, وبدون تدخل أي جهة..على الأقل هذا ما ظهر؟!.
اليوم تناقلت وكالات الأنباء, بأن مدينة الموصل سقطت عسكريا, بانسحاب قوات الجيش منها, واختفاء القادة العسكريين الكبار, فالمقاتلين تركوا مواقعهم بعد أن اختفى قادتهم وضباطهم, ومعهم مسؤولي المحافظة, ولازالت جامعة الرمادي بيد الإرهابيين ومحاصرة من قوات الجيش, وسبق ذلك محاولة فاشلة لاحتلال سامراء, وتفجير المراقد المقدسة فيها..فما الذي يحصل؟وهل هناك شك بترابط تلك الأحداث وتسلسلها الزمني؟!وهل تلك المناطق هي المقصود فعلا بالهجمات أم مناطق اخرى..أم بغداد؟!.
هل فعلا يمكن أن تنهار قوات عسكرية بهذا العديد والعدد الكبير من الضباط الكبار والقيادات العسكرية, بتلك السهولة والسرعة؟!, وأين أبناء المناطق التي تعرف بطبيعتها العشائرية ومعظمهم من مراتب وضباط الجيش العراقي السابق؟! وأين كانت الحكومة وأجهزتها الاستخباراتية والمعلوماتية؟! وأين اتفاقيتنا الأمنية مع الولايات المتحدة وما فيها من التزامات على الطرفين؟!.
هل هي مسرحية عالمية كبرى, تتعلق بملفات سوريا ولبنان وإيران, وعلى خشبة العراق؟!أم هي تمثيلية إقليمية تبادل أدوارها دول مجاورة, تلاعب بعضها في الديكور العراقي؟!أم هو هجوم إرهابي عادي, لكن منظم وبحجم كبير لم يسبق له مثيل؟!أم هو فلم هندي سياسي؟!.