العشيرة والدين كلاهما بنيتان من ماقبل الدولة الحديثة وهما معاديتان للإنتماء الوطني والمساواة في المواطنة
العشيرة هي إلهة وثنية وزوجه الاله الزراعي إيل الذي عبد في بلاد الشام , العشيرة هي تركيب هرمي تراتبي كانت صالحة في أيام الحقبة الزراعية , اليوم فكرة الانسانية أو المواطن الذي ينتمي للوطن والمساواة بين البشر بلا هويات مغلقة , لأباس من صلات القرابة أو تأسيس جمعية خيرية تعاونية فكل تعاون بين مجموعة من السكان هو حالة تطورية حتى لاينقرض الانسان , تضخم دور العشيرة هو دليل ضعف الدولة وضعف الانتماء الوطني وتضخم الهويات الفرعية , أتذكر كان المأتم أجمل حيث الناس كانت تجلس بإسترخاء على السجاجيد الملونة حيث يفرش تحتها الحصر أو البواري , وفي نهاية الخيمة أو الصيوان, موقد النار وشخص يعد أباريق القهوة , لماذا لايجتمع الجميع في مكان واحد ويعمل صندوق ويحصل ترشيح اسماء ثلاثة مثلا وينتخب من ينال أكثر الأصوات لإدارة شؤون العشيرة , ولو أن الصحيح هو الدولة والقانون والقضاء هو البديل عن هذه التشكيلات ماقبل الدولة
, الغريب أن العشيرة هي إلهة وثنية أنثوية فيما تركيبة العشيرة هي نقيضها لأنها قائمة على العائلة الأبوية الذكورية القمعية الدينية ومجتمع قد تأسس على المركزية القضيبية التي فضحها العلم التجريبي الذي أثبت لنا أن الأنثى هي الأصل بل حتى الذكر هو في الأساس أنثى متحولة بسبب كروموسوم Y
يقول نيتشه : الانسان الحر ليس له سيد ويقول جان بول سارتر : الانسان محكوم بالحرية ,وفي حضارة وادي الرافدين نص مسرحي فلسفي رائع هو حوار السيد والعبد يسخر من العبد الذي هو إمعة لسيده وليس له رأي وفكرة مستقلة عنه , القصة التي أوردها الرجل بشأن علاقة الحب بين الرجل والمرأة تظهر لنا كيف تفرق الأديان بين البشر , لماذا يصبح مسيحيا ؟ مادخل الايمان الشخصي بعلاقة حب أو زواج بين كائنين
_2
العراق لم يسجن اليهودي أنور شاؤول بل سجنته السلطة الإستبدادية ذات البعد الديني والقومي العنصري , هذا البلد كان يمتاز أنه بلد مفتوح وفيه تعدد أثني وديني وحضاري , نقول لقد سجنته نزعة تضخم العروبة والإسلام وكليهما غريبتين عن هذا البلد حيث دخل الإسلام بسيف خالد بن الوليد وتعزز بحفرة علي بن أبي طالب الذي كان يحرق العراقي المختلف أو الذي بدل دينه بالنار ويأمر خادمه قنبر بتنفيذ الجريمة , حيث يحرق الانسان العراقي حيا ً بالنار كما فعلت داعش اليوم ( الحديث الصحيح : من بدل دينه فأقتلوه ) , هكذا ظل الزمن ميتا ودائريا ً , منذ النص القرآني : حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون والوثيقة العمرية التي شددت على التضييق على اليهود في الطريق وفرض عليهم أزياء خاصة وعلامات خاصة كما فعلت النازية فيما بعد وفي العراق ظهرت لدينا مليشيات كتائب الشباب , الحرس الحديدي , فدائيو يونس السبعاوي حيث حصل تثقيف قومي , وقد لعب دورا ً في تعزيز هذا الإتجاه الحاج أمين الحسيني الذي تعاون مع النازيين الألمان , الجدير بالذكر أن كلمة فرهود هي الاسم الحركي ل يونس السبعاوي ولم يتدخل الأنكليز لحماية اليهود وكذلك الجيش والشرطة العراقية وثمة كراهية يذكيها الدين
في الداخل تبلور التيار العروبي المطعم بنزعة إسلامية عدوانية تلغي الآخر وزاد الطين بله تدخل وزيارة رجل الدين الفلسطيني أمين الحسيني الى بغداد وكان قبل ذلك قد التقى بالنازي هتلر , وكانت الجرائم التي قاموا بها ضد يهود العراق يندى لها جبين الانسانية وهجر السكان الاصليون عنوة وقهرا ً وسلبت أموالهم وحرقت متاجرهم , ودارت الدورة وظهر صالح مهدي عماش وزير الداخلية الاسبق وعزز حملة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهي تدخل سافر بالحرية الفردية ومحاولة لقهر الحرية حيث قام الرعاع من إتباعه بمهاجمة طالبات الجامعة اللواتي كن يرتدين تنورات قصيرة وتلطخ سياقهن بالدهان بحجة الحرام والان لدينا جماعة مقتدى الصدر والميليشات يهجمون على النساء ويستخدمون العصي ( التواثي ) ويرفعون على ظهورهم شعار ربع الله هنا نجد الدين بنصوصه المؤذية يشكل كارثة للشعب