23 ديسمبر، 2024 10:31 ص

العراق في خطر بعد انقلاب ابي غريب

العراق في خطر بعد انقلاب ابي غريب

التفجيرات الاخيرة التي حدثت في العراق وخلفت مئات الضحايا من الابرياء بين شهيد وجريح , عكست العجز الواضح في اجهزتنا الامنية وهشاشة الخطط الموضوعة، ويعكس التراجع في اداء المؤسسات الامنية الكثير والكبيرة في العراق, بالتأكيد ان ما حصل من تفجيرات هو معد له بصورة منظمة ومدروسة سلفاً، خصوصا ونحن نعلم ان اغلب الجيوب والأوكار الارهابية قد دمرت بعمليات عسكرية.
الأحداث التي تلت الهجوم على سجن أبو غريب والتاجي في الـ 21 من تموز عام 2013، والذي تبناه تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام” التابع للقاعدة، كشفت عن إختفاء ثلاثه من كبار القاده الأمنيين ، وهؤلاء الثلاث هم من أكثر المقربين لرئيس الوزراء ، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا، كيف يختفي ثلاثة أمنيين يتقلدون مناصب أمنية هامة في آن واحد؟ ما هو السر والسبب في تركهم بمناصبهم؟ وهل كانت ساعة الصفر للإنقلاب الذي حدث في سجن ابي غريب ، وهل هي لحظة الهجوم على السجن وتحرير السجناء؟ وما علاقة بعض الأمنيين والسياسيين العراقيين بهذه العملية؟
كل تلك التساؤلات شكلت وقتها مادة لتبادل الاتهامات بين السياسين في العراق، تلاها عمليات تفجير متنقلة للضغط نحو عدم التحقيق في الموضوع، وفي ظل ما دار في العراق من تفجيرات ضخمة، بدأت المجموعات المسلحة والمرتبطة بدولة العراق الإسلامية المتواجدة في سوريا هجوماً منسقاً على دمشق. كل ذلك تم بعد إجتماعات وتنسيق على أعلى المستويات بين أجهزة مخابرات خليجية وتركية وبعلم وإشراف المخابرات الأميركية.
وهدفت تلك الإجتماعات والتفجيرات ونشر الفوضى الأمنية الى تحضير مسرح العمليات لعمل عسكري أمني ترافق فيما بعد مع مسرحية الكيماوي في الغوطة الشرقية وقرع طبول الحرب الأميركية على سوريا…
في الخلاصة تبين أن إستخدام المجموعات الإرهابية بدعم من بعض الدول الخليجية وتركيا لتنفيذ إنقلابات وتفجيرات أمنية تخدم سياسة تلك الدول وربما في المستقبل سيشكل دعم الإرهابيين من قبل تلك الدول سياسة يُعتمد عليها لتحقيق أهداف التنافس الإقتصادي والنفطي مما يُشكل تداعيات خطيرة على الإستقرار العالمي والإقتصادي والمالي.
مثل هذه الخروقات الامنيه الخطيرة ، تعطينا دلائل واقعيه ان الارهاب أقوى من المؤسسة الامنيه ، وأنهم بقدرتهم هذه يمكنهم من اختراق الحصون والمناطق المتحصنة في العاصمة بغداد .
وهذا ما أثبته التقارير الوارده بوجود مخطط لدخول المنطقه الخضراء ، والسيطرة على رئاسه الوزراء ، واغتيال القاده والمسؤولين هناك ، والسيطرة بعد ذلك على شبكه الاعلام العراقي ، لبث البيانات التي تمهد للسقوط ، وإعلان السيطره على بغداد ، كل هذا يتم بقياده الرجل الثاني (عزه الدوري ) ، وبمساعده كبار فدائيي صدام ، وبقايا البعث ، بالتعاون مع التنظيم الإرهابي ( تنظيم العراق والشام ) .
ان ما يحصل اليوم في العراق لايمكن ان يكون بعيداً عما يحصل في سوريا، خصوصا في ظل المواقف الاخيرة من العراق في عدم وقوفه مع مشروع التغيير في سوريا، والمواقف الاخيرة للعراق في تبني سياسية الحياد في مواقف الجامعة العربية من القضية السورية، مما اعطى حافزاً للجماعات الارهابية في سوريا للتحرك لضرب العراق من الداخل، وبعد التوجيهات التي اعطيت الى المقاتلين العرب بالقتال في العراق، لزعزعة الوضع الامني هناك وإحداث فتنة طائفية كبيرة وخطيرة تحرق الاخضر واليابس، وفي ظل هذه المعطيات نحن مقبولون على ازمة وصراع خطير في المنطقة فالمشهد السوري القى بضلاله على الوضع العراقي حيث أنه أخذ منحنيات متصاعدة خلال الفترة السابقة، هذا أذا ما اخذنا بعين الاعتبار الوضع الداخلي العراقي المتزعزع اصلاً والتصارع بين الكتل السياسية، كل هذه المؤشرات تجعلنا نعتقد ان المنطقة تمر بظروف حساسة وخطيرة جداً، هذا فضلا عن الاختراق الكبير للمؤسسات الامنية من قبل البعثيين الصداميين والسيطرة على اماكن ومراكز حساسة في تلك المؤسسات، فضلاً عن الفساد الاداري والمالي المستشري في مؤسسات الدولة .
في ظل هذا اصبح العراق بين المطرقة والسندان، وأصبح الشعب العراقي الطرف الضعيف في هذه المعادلة، وأصبح بين كفي الصراع بين القوى الاقليمية المتنازعة، فها ياترى سيكون له موقف من هذا الصراع للخروج من هذه الازمة .