العراق في حالة اضطراب وصراعات سياسية ودينية وطائفية مما حدى بعدم امكانية استقراره , وذلك جلي أن الحكومة والمسئولين وجديدا ظهرت المليشيات والمنتفعين والطفيلين لايريدون اصلا الخير للعراق ومأمورين لتحقيق ذلك !!!
“لا يمكن ان يستقر العراق الا بمشاركة جميع مكونات الشعب ولابد من الذهاب الى التوافق “، مشيرا الى ان الخلاف والتمزق هو سبب كل المشاكل التي حصلت في العراق ومهدت للارهابيين الدخول الى العراق العراق لا يستقر الا اذا شعر الجميع بانهم متساوون فيه، فلقد انتهى زمن المظلومية الطائفية او القومية واصبح كل شعبنا مظلوماً، وهذا الإرهاب التكفيري الأسود يفترس مدننا وقرانا في الموصل والرمادي ويسبي اعراضنا وهو يقدم ابشع صورة للجرائم الانسانية باسم الإسلام والإسلام منه براء “قريبا بأذن الله سيندحر الارهابيون وستتحرر المدن ورغم كل الجراح والالام والضحايا الا ان الإرهاب اثبت للعراقيين ان لا قيمة لهم خارج عنوان العراق الواحد الموحد وانه مهما كانت خلافاتنا كبيرة فأنها تبقى صغيرة امام العراق الواحد الموحّد الذي يجمعنا و “كم نحن اليوم بحاجة الى تلك الرؤية الواضحة والقلب الكبير الذي اتسع للعراق وشعبه، وكم نحن اليوم بحاجة الى تلك اليد التي تجمع ولا تفرق، وترتفع بالحق والدفاع عن هذا الشعب الصابر ولا تنكفئ ان “قدرنا ان نحمل الراية ونحمي الوطن، ونحن نواجه التحديات الأصعب والأخطر الا وهي تحديات التضليل والتشويش”، مضيفا ان “كل التحديات تهون وكل الصعاب تواجه وكل المخاطر تفكك الا تحدي الانقسام داخل البيت الواحد وتحدي التضليل وخلط الأوراق انَّ “التحديات التي نواجهها اليوم بخطورة التحديات التي واجهناها في بداية سقوط الصنم، حيث كانت الأوضاع تسير نحو المجهول، واليوم هناك من يحاول ان يفجر البيت من الداخل بكلمات حق يراد بها باطل وان يسقط المنهج بذريعة الفشل، انهم يحاولون ان يسترجعوا بالمكر والخداع ما لم يستطيعوا اخذه بالعدوان والإرهاب اننا اليوم نتحمل مسؤولياتنا ولا نهادن او نجامل فيها، وسنكمل المسيرة ونصل بكم ومعكم بالعراق الى بر الأمان، واليوم مهمتنا ان نحمي العراق ونعبر به الى بر الأمان وبعدها سيكون الحساب، وسيكون حسابا عسيرا لكل من غامر بدماء هذا الشعب وبدد ارزاقه وخان الأمانة”.
العراق فقد استقراره السياسي والاجتماعي منذ الاطاحة بالنظام الملكي الذي كان محتوماً ان يزال لان قوتين جديدتين ظهرتا غداة انعقاد قمة يالطا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وهما الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة وراحت بريطانيا العظمى وفرنسا تضيعان في الزحام ولم يكن الجنرال شارل ديغول مسرفاً حين وصف قمة يالطا بانها كوميديا لاقتسام الدموع.والعراق مذ ذاك الزمن قد دخل في المتاهة السياسية وتوالت عليه المشكلات الاجتماعية والاقتصادية وقبل هذا الزمن فقد كتب الغرب على العراق ان لا يتجاوز خطين احمرين هما المطالبة بالكويت وتأميم شركات النفط، وترون أن كل من تجاوز هذين الخطين فقد لقي حتفه من امثال الملك غازي ونوري السعيد وعبدالكريم قاسم اما صدام حسين فقد تجاوز هؤلاء في تمرده على الغرب فتولى تأميم شركات النفط وغزا دولة الكويت فكانت نهايته بالتالي محتومة.كما يبدو فان غزو الكويت قاد لاشتعال الانتفاضة الشعبانية في العام 1991 ولكن بسبب الشعارات التي رفعها المنتفضون الجنوبيون جعلت البلدان العربية الخليجية ترتعش من الرعب فاستنجدت بالرئيس الاميركي جورج بوش الاب الذي اصدر اوامره للجنرال نورمان شوارتسكوف بعدم التقدم نحو بغداد وليقف في مكانه لان مهمته العسكرية قد انتهت وجاءت المهمة السياسية وبهذا فقد انقذ جورج بوش الاب الرئيس صدام حسين من السقوط وحين جاء جورج بوش الابن الى الرئاسة الاميركية فانه صحح الغلطة الاستراتيجية التي ارتكبها والده فقادت الولايات المتحدة مع بريطانيا الحرب على النظام العراقي فاسقطته في العام 2003 ليبدأ فصل جديد من التراجيديا العراقية بمؤامرات من طراز جديد أعدّها طباخو الاستراتيحيات.والمثير في الامر ان المؤامرة الجديدة على العراق قد اكتسبت طابعاً مدمراً تجلت في اشعال حرب اهلية حطبها الفتنة الطائفية شاء زعيم تنظيم القاعدة في العراق ابو مصعب الزرقاوي ان يجعل بغداد مثل بيروت مدينة تسكنها الاشباح حين فجر ضريحي الامامين العسكريين في سامراء فانتشرت الفوضى في المدن العراقية واحتلت المليشيات الشوارع والازقة وسقط القانون وراحت الجثث تلقى في الشوارع وفي الانهار وتحول العراق بالتالي الى مقبرة متجولة وراحت دول الجوار تستلقي تحت ظلال الشموع والنبيذ وهي ترى العراق وقد رفع شعارات الديمقراطية والفيدرالية والاعلام الحر واجراء الانتخابات وراحت تهتف: لا تدعوا العراق يستقر، فالعراقيون قادمون سيأكلوننا بالشوكة والسكين وما ان هدأت رياح العاصفة حتى راح امراء الحرب يؤججون الفتنة في المحافظات الغربية ودخلت المجاميع المسلحة على الخط واختلط الحابل بالنابل وانتقلت الفتنة الى محافظة نينوى فاستغل تنظيم داعش ذلك فنقل الحرب من سوريا الى العراق والهدف الجوهري هو – لا تدعوا العراق يستقر لكن العشائر العراقية الابية قد اقسمت ولبت نداء المرجعية العليا في النجف الاشرف واطلقتها صرخة مدوية: لن يمر الغزاة وان النصر للعراقيين وهو آت لا ريب فيه.وكان من الطبيعي ان تغزو جحافل داعش الاراضي العراقية في وقت لا تمتلك فيه الحكومة العراقية طائرة مقاتلة واحدة تحمي بها سيادتها وامنها الوطني وامن شعبها ، وهل يعقل ذلك والعراق يعد دولة محورية في منطقة الشرق الاوسط ؟ كما ترون فان دولة بحجم اصغر محافظة عراقية هي قطر غدت تفرض وصاياها على العراق وتعمل مع غيرها ليظل العراق بلا اسلحة يدافع عن نفسه امام المؤامرات التي تحاك ضده في هذه العاصمة او تلك ، وكان من الطبيعي ان تلجأ الحكومة العراقية الى شراء طائرات من روسيا الاتحادية وبشأن هذا الجانب فقد قال رئيس الوزراء السيد نوري المالكي في مقابلة مع هيئة الاذاعة البريطانية البي بي سي بأن الطائرات الروسية التي ستصل العراق ستعمل على قلب المعادلة ضد تنظيم داعش لان نقص الغطاء الجوي كان السبب في تقدمه واوضح السيد المالكي بأن عملية شراء طائرات اميركية كانت بطيئة وكان من الممكن تجنب تقدم مسلحي داعش لو كان العراق يمتلك غطاءً جوياً على حد تعبيره .
وفعلاً وصلت عدة طائرات روسية من نوع سوخوي وبدأت تجوب سماء بغداد وبدأت معها جوقة حسب الله تعزف المارشات العسكرية وتوزع الاتهامات بلا حساب وتزعم انها طائرات ايرانية ( خردة ) وليست لها فعالية قتالية لكن عضو لجنة الامن والدفاع في البرلمان السابق السيد عباس البياتي علق على ذلك بالقول بأن الكلام عن تسلم العراق طائرات روسية من ايران عار عن الصحة واوضح بأن العراق اشترى طائرات السوخوي من روسيا بناء على مكالمة هاتفية بين رئيس الحكومة نوري المالكي وبين الرئيس الروسي فلاديمر بوتين اذ تعهد الاخير بسرعة تجهيزها لتأمين حاجة القوات المسلحة العراقية للغطاء الجوي ،ومع ذلك تستمر جوقة حسب الله في عزف نشيدها – لا تدعوا العراق يستقر.
إلى متى يستمر العراق في حالة اضطراب وعدم استقرار؟ الجميع كان يتوقع أن يكون العراق نموذجاً للنظام الديمقراطي التعددي، وأن يسوده العدل والمساواة والحرية، وأن يسعى قادته الجدد إلى إعادة إعماره وبناء مؤسساته الدستورية، وإدارة عملية التحول الديمقراطي فيه بكفاءة واقتدار ما حدث في العراق بعد الانسحاب الأميركي هو نموذج حي لفشل القادة والشعوب العربية في ترسيخ الديمقراطية… فالعراق الموحّد نراه اليوم يتمزق داخلياً، حيث يسود التفكك والانقسام والتنازع على السلطة بين القوى والأحزاب المختلفة، دون أن يعترف الجميع بحرية الاختلاف وعدم إقصاء الآخر لقد فشلت كل المبادرات الداعية للحوار الوطني العراقي للخروج من دائرة العنف الطائفي المتبادل، بسبب التعصب الطائفي والتحزب المذهبي وعدم المرونة، وتزايد نزعة الهيمنة الكاملة من الائتلاف الحاكم و«دولة القانون فالمشهد السياسي في العراق يشير إلى استمرار طغيان الصراع الداخلي بين القوى السياسية، واستمرار سياسة حالة العجز في إدارة الدولة نحو التحول الديمقراطي السلمي لماذا لا يستقر العراق؟ وما هي الأسباب التي تجعله لا يستقر؟ هل هي أسباب داخلية أو ضغوط خارجية تجعله لا يتمتع بالاستقرار؟ وهل نجحت التحالفات الطائفية العابرة للحدود في الانتشار خارج سوريا والعراق ولبنان، تغذيها دولة كبرى في المنطقة مثل إيران؟ وهل تستطيع القيادة العراقية التخلي عن الطرح الطائفي والدعوة إلى بناء عراق جديد موحد بعيداً عن الولاءات الطائفية، في الوقت الذي يمتد فيه الطرح الطائفي في المنطقة ككل؟ وهل يمكن للديمقراطية الوليدة في العراق أن تنجح في ظل فقدان الشعب الثقة بممثليه من النواب اللذين أصبحوا يهتمون أكثر بمصالحهم الحزبية والشخصية الضيقة على حساب الجموع التي انتخبتهم؟ في ظل غياب الإصلاحات، وعدم توصيل الخدمات الضرورية، وعدم توظيف الشباب الباحث عن عمل في العديد من مناطق العراق… هناك خشية من أن يتحول الصراع الداخلي العراقي إلى صراع إقليمي أوسع.
والسؤال: هل تستطيع دول الجوار العراقي، خاصة تركيا وإيران، المساهمة في حل مشاكل العراق ودعوة فرقائه للتفاهم والوحدة؟ هذا أمر أصبح مستحيلاً لأن إيران أصبحت جزءاً من المشكلة بدعمها للشيعة العراقيين… كما تعمل تركيا على دعم السنّة، وتحاول تشكيل جبهة ضد التمدد الإيراني في المنطقة أين يكمن الحل إذن؟ إذا كانت الحكومة العراقية جادة في تهدئة الأمور، فعليها مراجعة قانون العدالة والمساواة الذي يعتبره السنّة تمييزاً ضدهم، كما أنه مطلوب من السنّة في مناطقهم وقف الاعتداء على رجال الأمن، وعلى الحكومة والقبائل السنية التعاون لإنجاح المفاوضات من أجل الوصول إلى حلول ترضي الجميع وتحافظ على وحدة العراق
هل الوضع في العراق يبشر بوعد أمني مدني تختفي فيه هذه المجازر التي تكاد تكون يومية؟ لا
لماذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أولا: أن ظاهرة العنف في العراق هي جزء من ظاهرة العنف في المنطقة، العراق ليس جزيرة معزولة، خاصة بعد أحداث سوريا المرشحة كما يبدو للتصعيد أكثر فأكثر، والغريب ان السيد المالكي الذي كثيرا ما كان يفتخر بانجازته الامنية لم يلتفت إلى هذه الحقيقة المرة.
ثانيا: الاختلافات بين الافرقاء في ما يسمى العملية السياسية عامل مهم في بقاء الوضع في العراق غير مستقر، وقد كشفت قضية طارق الهاشمي عن هذه الحقيقة المرة بشكل واضح وجلي، وطارق الهاشمي هنا مثال وليس النهاية
ثالثا: التدخل الخارجي في العراق جار في الصميم، وهو تدخل صراع وتصفية حسابات كما هو معلوم، والعراق ليس بالقوة التي تجعله قادراً بجدارة على ايقاف هذا التدخل،كيف وهناك تدخل من قبل هذه الدول حتى على صعيد تعين محافظ بل موظف صغير
رابعا: عدم توفر جهاز عراقي استخباراتي على درجة متقدمة من المهنية والحرفية، وهو الامر الذي طالما تشير إليه بعض أوساط الحكومة، بما فيها المساندة لرئيس الوزراء.
خامسا: سياسة الدولة المستندة على استمالة العشائر للاسف الشديد، فإن هذه العشائر فيما لم تنفحها المال والقوة، قد تسلك سلوك العنف الخفي والعلني،وكلنا يعرف أخلاقيات رجل العشيرة العراقية منذ العهد الملكي وحتى هذه اللحظة،لقد كانت سياسة استمالة العشائر بالمال سياسة شيطانية مضرة للغاية.
سادسا: إختراق الاجهزة الامنية من قبل رجال العهد البائد، وعملاء الدول المجاورة، وهي حقيقة كثيرا ما تشير إ ليها مصادرالسلطة بما في ذلك وزراة الداخلية والدفاع.
سابعا: عدم حسم موضوع الوزارات الشاغرة،وفي مقدمتها وزارة الدفاع والداخلية، وحصرها لهذه المدة الطويلة بيد رئيس الوزراء، حيث كبرت مهماته حتى لا ينوء بها أكبر عبقرية سياسية في العالم.
ثامنا: غياب العقاب الرادع القوي والحاسم بحق من تثبت عليه تهم الإرهاب، فهذه السياسة تشجع من تسول له نفسه بمثل هذه الممارسات المجرمة.
تاسعا: عدم إدارة وزارة القضية الامنية من قبل لجان مشتركة،أي تشترك فيها كل أطياف الشعب العراقي، بما في ذلك من يسمون بالاقليات.
عاشرا: التقسيم الخفي للعراق، العراق اليوم مقسَّم بالعمق، إن ابن النجف لا يمكنه ان يعيش في تكريت، وابن تكريت لا يستطيع أن يعيش في النجف، هذه الحالة تربك الوضع الامني بلا شك.
أحدى عشر: عدم خضوع الكثير من مناطق العراق للمركز بالمعنى الإداري الحقيقي، من يجرؤ على القول بان الموصل أو ديالى تخضع لبغداد وفق معايير الدولة بالمعنى العلمي الحقيقي؟
إثنا عشر: الإرهاب تحول إلى ثقافة في العراق للأسف الشديد، القاعدة اليوم فكرة وليس مجموعة فلول، والاحتقان الطائفي موجود في عمق المجتمع العراقي.
ثالث عشر: المحسوبية والمنسوبية في التوظيف، فلم يعد سرا أن نائب في البرلمان أو وزير لا يرعوي عن توظيف أو تشغيل ابناءه وبناته واقرباءه في أدق مفاصل الدولة، من امثلة هؤلاء طارق الهاشمي والنجيفي والمؤمن خضيرالخزاعي والشيخ خالد العطية وغيرهم كثر والحمد لله،هذه الحالة تربك الوضع الامني وإن من بعيد.
رابع عشر: البطالة، فرغم انتشار ظاهرة الغنى الفاحش لدى أصناف معينة من أبناء الشعب العراقي،خاصة المحسوبين على صناع القرار السياسي في الحكومة، فهناك من يفتش عن لقمة خبز في القمامة، وقد كشفت تحريات الجهات المسؤولة الكثير من حالات الارهاب بسبب الجوع والعوز المادي.
خامس عشر: انهاك القوى الامنية لتامين ظاهرة الاحتفالات الدينية المليونية على مر السنة، وقد لوحظ بشكل صارخ اشتداد الهجمات الارهابية أثناء هذه الاحتفالات، حيث تتوفر اسباب الاستفزاز من جهة ووممكنات استغلال الفراغ الامني في المناطق غير المشتغلة بهذه الاحتفالات بل ذات المناطق نظرا لكثرة الناس وازدحام المحتفلين حيث يسهل الاختراق ىزرع العبوات وما شابه.
سادس عشر: تسيب الحدود، بدرجة وأخرى، مما يسهل تسرب الارهابيين وذوي الأعمال التخريبية.
سابع عشر: انخفاض مستوى الوعي لدى الناس، فهم في شغل شاغل عن اخبار الا جهزة الامنية عن المظاهر المشكوكة، وهو عائد بالاساس الى انعدام الثقة المتبادلة بين الحكومة والناس بشكل عام.
تاسع عشر: عدم تمتع الأجهزة الامنية باللياقات المناسبة للعمل الامني باعتراف بعض مسؤولي هذه الاجهزة، مع العلم أن الكثير من التعيينات تتم وفق معايير طائفية أو شخصية أو حزبية.
عشرون: وكما يقال إن هناك بعض المدارس في بعض المحافظات توزع على الطلاب كتب دين مشحونة بالحقد الطائفي، وتشجع على العنف في التعامل مع الآخرين!
أحدى وعشرون: وجود الكثير من العناصر الحكومية ذات المواقع المتقدمة في هيكلية الدولة تتبنى الإرهاب وتسهل مداخل ومخارج العمليات الإرهابية، والذي يزيد الخطب أن سيارات المسؤولين غير خاضعة للتفتيش تقريبا، وإذا كانت خاضعة لا يجرؤ المسؤولون العاديون عن حفظ الأمن على تفتيشها خوفا من بطشهم.
أثنا وعشرون: بعض خطب الجمعة تحرض على العنف والتجاذب الطائفي وسمعت بإذني بعضها علنا في أيام الجمعة.
ثالث وعشرون: تظهير بعض الممارسات المذهبية الخالصة في أجهزة إ علام الدولة الرسمية وعلى رأسها الفضائية العراقية، حيث يستفز الآخرون، وهذا من حقهم، ولا أغالي أن الفضائية العراقية ساهمت مساهمة كبيرة في تجذير ظاهرة العنف بشكل وآخر، وسبق أن كتبت في ذلك مفصلا في موقع إيلاف.
رابع وعشرون: انحدار المسؤولين تجاه المستوى الهابط من حيث السلوك المعنوي،حيث السرقات والمحسوبيات والمنسوبيات، وقد يتصور بعضهم لا علاقة بين هذا والارهاب، وهذا الاعتقاد فاسد، لان مثل هذا السلوك الظالم يولد حقدا طبقيا ووظيفيا واجتماعيا، وينعكس على شكل عمليات عدوانية بصورة وأخرى.
خامس وعشرون: تدني مستوى الخدمات خاصة الكهرباء، وربما يتصور بعضهم أيضا إن لا علاقة بين هذا وذالك، والجواب ذاته على الاعتراض السابق فيما يخص السلوك الشائن للمسؤولين الكبار.
سادس وعشرون: ولاء بعض الكتل كلا أو بعضا لهذه الدولة الجارة أو تلك، لأي مبرر كان ولأي سبب مُساق.
سابع وعشرون: التسيب الدراسي، وكثرة العطل المدرسية، فإن الفراغ في مثل واقع العراق يخلق فرص الانسياق في خانة الجماعات الارهابية كما هو معلوم، خاصة مع إنعدام فرص قضاء أوقات الفراغ في مجالات ترفيهية بريئة.
ثامن وعشرون: محاولة البعض وبطريقة فجة ومفضوحة للسيطرة على كل مفاصل الدولة، ومؤسساتها المستقلة، حيث يخلق وضعا سياسيا يساهم في تعقيد الوضع السياسي العراقي.
تاسع وعشرون: عدم الالتفات الى هشاشة وعدم موضوعية وعلمية المواقف السياسية من قبل كبار الدولة إلاّ بعد حين، رغم أن كل الدلائل تشير إلى وجوب التصدي لها أو تركها أو معالجتها باسرع وقت، وذلك استهانة بالناس، واعتماد القوة الغاشمة والتوسل بلغة التهديد والوعيد.
ثلاثون: العلاقة القلقة بين المركز والاطراف.
هذه الاسباب بعضها قريب وبعضها بعيد، وربما بعضها مترتب على بعض، أو مشتق من بعض، ولكن يمكن اعتبار كل منها على حدة، أي سببا قائما برأسه، وهي كل متشابك مع بعضه، ومن الصعب تجزئته سوف يبقى الامن هشا، مادام هناك خلل في تركيبة الاجهزة العسكرية، بنية وتدريبا وعلما واخلاصا، وما دامت البطالة تنخر في قطاعات كثيرة من أبناء الشعب العراقي، ومادام الخطاب الارهابي متسيد في صلوات الجمعة واجهزة الاعلا م، ومادامت الكتل السياسية غير أصيلة عراقيا، وما دام الصراع بين هذه الكتل مصلحيا حزبيا، وليس بمثابة تنافس شريف من أجل العراق وشعب العراق، وما دام بعض المسؤولين الكبار متغلغلين في عمق الدولة من جهة وعلى علاقة عضوية بالإرهاب فكرا وممارسة، ومادمت الخدمات متردية متهالكة