يعيش العراقيون ومنذ ان غزت امريكا العراق ،في نفق الطائفية والعرقية والقومية ،التي ادخلت البلاد في حرب طائفية اهلية لم تبق ولم تذر ،وهذا كان احد سيناريوهات اللعين بول بريمر الحاكم المدني الاحتلال ،مع حل الجيش العراقي واجتثاث البعث،وفرض المحاصصة الطائفية في الحكم،وإقصاء كامل لمكون كبير كان يحكم البلاد،من هنا دخل العراق في النفق الامريكي حتى تم احراق وتدمير البنى التحتية للبلاد، وتهجير الملايين من ابنائه وقتل مئات الالاف منهم ،هذا الى يوم هروب الغزاة نهاية عام 2011،ولكن ماذا حل بعد هذا التاريخ،لقد بدأت صفحة اخرى من صفحات تدمير وتخريب العراق،عندما قامت ايران باحتلال العراق وملء الفراغ فيه ،حسب التخادم السياسي والعسكري بينها وبين امريكا ،وبدأت فترة حكم نوري المالكي الذي سلم كل مقدرات وموارد العراق لإيران،وانشأ اولى نواة الحرس الثوري العراقي بناءا على اوامر الولي الفقيه الخامنئي ،وهكذا ظهرت الميليشيات الايرانية في شوارع العراق قتلا وتدميرا وتهجيرا واعتقالا واغتيالا وإبادة جماعية هدفها التغيير الديموغراقي لصالح ايران في مناطق بعينها ،حتى وصلت اكثر من (53 ميليشيا)مسلحة وممولة ومدربة ايرانيا وكاملة الولاء لخامنئي شخصيا ،تأخذ اوامرها منه مباشرة،وهذا على لسان (هادي العامري والبطاط وغيرهم)،وهذه الميليشيات ادخلت العراق الان في النفق الايراني ،فماذا فعلت بقيادة نوري المالكي التي يشرف عليها من خلف الستار ويجهزها بكل ما تحتاجه (ملابس الجيش وسلاح الجيش وهمرات الجيش وووووو)،لقد تحول العراق بفترة حكمه الدموي الطائفي الديكتاتوري الى بحيرة من الدم مجازر(شهداء تظاهرات الحويجة وجامع سارية ومصعب بن عمير ومتظاهري الفلوجة والانبار والموصل ومجازر ديالى والتهجير منها )،
وغيرها آلاف المجازر الموثقة لدى الامم المتحدة ومنظمات حقوق الانسان والعفو الدولية(كإبادة جماعية)،حتى اصبحت الميليشيات وبعد كل هذه الجرائم دولة داخل دولة وأصبحت جيشا جرارا لوحدها،تأخذ اوامرها من ايران،ولم يعد حيدر العبادي رئيس الوزراء يستطيع التحكم بها ،بل هي لا تحترمه ولا تنفذ اوامره(ان امر)،وكانت نتيجة ظهور هذه الميليشيات وجرائمها ان ظهرت تنظيمات الدولة الاسلامية بقوة وردا على عنف وجرائم هذه الميليشيات(ولم تكن قبلها بهذا الحجم والقوة)،وهكذا سلمها نوري المالكي محافظات بأكملها نينوى والانبار وصلاح الدين وكركوك وأجزاء كبيرة من بغداد،ليعلن الحرب الاهلية الطائفية على هذه المحافظات،بحجة محاربة تنظيمات الدولة الاسلامية والقضاء عليها ،فماذا حصل،تهجير كامل لأبناء هذه المحافظات على يد ميليشياته وقتل الالاف منهم واعتقال الالاف،وتدمير البيوت وهدمها على رؤؤس اهلها بالبراميل المتفجرة والصواريخ والطائرات ،وحرق وسحل من (يشكون مجرد شك به منتميا الى داعش)،وهي محافظات كاملة تعاني الابادة الجماعية بين مهجر ومعتقل ومحروق ومسحول ومقتول على يد ميليشيات ايران بحجة تحرير المدن من قبضة الدولة الاسلامية،يا سلام على الدهاء الايراني ،انظروا الى اهل الانبار نصفها مهجر ونصفها معتقل ،وهكذا اهل ديالى وتكريت ونينوى وكركوك وحزام بغداد،والميليشيات هي من يرتكب هذه الجرائم والأفعال التي يندى لها جبين الانسانية ،وهي عمليات ممنهجة ومنظمة هدفها افراغ العراق من ابنائه بالقتل والتهجير،كما اعترف بذلك الامين العام للأمم المتحدة قبل يوم واعترفت قبله منظمات عالمية كمنظمة العفو الدولية وحقوق الانسان وغيرها ،واتفقت على ان ما تقوم به الميليشيات في العراق بتوجيه ودعم وتخطيط وإشراف ايراني(قاسم سليماني وجنرالاته)،هو ابادة جماعية للعراقيين،وتقع المسؤولية الكبرى على نوري المالكي رئيس الوزراء السابق التي اسس ودعم هذه الميليشيات وأطلق يدها في قتل وتهجير العراقيين وإشعال الحرب الطائفية الاهلية في العراق ،بتوجيه من ولي الفقيه الخامنئي،ومن ثم حكومة العبادي التي سارت على نفس النهج (المالكي) بعدم كبح جماح الميليشيات وحلها ،وتركها تعبث بحياة العراقيين لحد هذه اللحظة،وهي نتائج اجرام الميليشيات ،عراق تمزقه الحرب الطائفية بحجة محاربة الارهاب ،وعراق تحكمه ميليشيات ولاؤها الكامل لإيران ،فالى اين يسر العراق ،في ظلها ،وتحت رحمتها ،اكيد نحو الهاوية السحيقة ونفقها الذي لا قرار له سوى الخراب والدمار،نحن امام كارثة حقيقة يعيشها ابناء المحافظات الساخنة ،هناك برنامج تدميري للميليشيات الايرانية لا تستطيع حكومة العبادي موجهته وإيقافه وهو،عدم السماح لنازحي المحافظات بالعودة لبيوتهم ومدنهم ،بحجج واهية وهم بالملايين ،في ديالى والانبار وحزام بغداد وغيرها ،وهذه جريمة منظمة وإبادة جماعية وتغيير ديموغرافي مقصود لأهل هذه المحافظات تمارسها الميليشيات معهم ،والسبب هو ضعف حكومة العبادي ،وضعف مجلس النواب وهزالته ،وعدم قدرته على وضع حد لانفلات هذه الميليشيات الاجرامية ،التي احرقت الاخضر واليابس في العراق ارضاء الاجندة ايران الثأرية والتوسعية وحقدها التاريخي على اهل العراق،وانتهازها الفرصة الجبانة لأوضاع العراق وضعفه بعد غزوه الوحشي من قبل امريكا ،وان اعتراف قادة امريكا بان الغزو كان(خطأ قاتلا)،وان(ايران وميليشياتها في العراق اخطر من داعش)،اعتراف متأخر جدا ،يدفع ثمنه العراقيون ،ويحمل امريكا وإداراتها مسؤولية اخلاقية ودولية على حماية العراقيين وإعادة بناء بلدهم ،العراق في النفق الامريكي مدمرا ومحطما وفي النفق الايراني مهجرا ومقتولا.العراق بحاجة لعاصفة حزم تعيد العراق الى محيطه العربي وحضن أمته العربية ،بعد ان اختطفته الايادي الايرانية القذرة……