هل تمتلك الاحزاب العراقية الحاكمة والمتحكمة بمصير العراق الشجاعة لتقول بوضوح لماذا لم تتشكل الحكومة في العراق رغم مرور اكثر من 10 شهور على نتائج الانتخابات. لن نطيل و ننتظر فالجواب واضح . اذ ان اي حكومة مقترحة يجب ان يكون اعضاءها من عملاء مخلصين للاحزاب و حكامها . بمعنى ان يكون ولاءهم للاحزاب و شخوص الاحزاب و غايات الاحزاب واهدافهم وليس لخدمة الشعب و الوطن لانهم مجاميع فقدوا الغيرة الوطنية العراقية و اصبح ولائهم الى اولوياتهم الشخصية و منافعهم حتى ولو على حساب الوطن و الشعب ، فالاحزاب الحاكمة في العراق تسعى للاستحواذ على مصادر الثروة و المال من اجل رفاه شخوصها وارضاء ولاتهم . وتتحايل هذه الاحزاب بمحتلف السبل للحصول على الدعم الشعبي ولتحضى باجماع جماهيري يساندها و تستعين به عند الضرورة كسلاح جماهيري للضغط على المنافسين لأثارة الاضطرابات و التظاهرات وتعطيل وعرقلة اي قرار لا يتلائم مع مصالحها او مصالح و لاتها وبالتالي عرقلة مسيرة و قرارات الاحزاب المنافسة وطبيعي ان هذه الاعمال ستكون على حساب مستقبل الشعب العراقي المسكين .
لذلك عندما تم اعلان فوز التيار الصدري في الانتخابات وتشكيل الاغلبية في مجلس الدواب استخدم الاطار التنسيقي فقرة الثلث المعطل لعرقلة تشكيل الحكومة التي رشحها التيار الصدري بعد تفاخر الاخير بكونه الكتلة الاكبر والاغلبية في الانتخابات . علما ان الشعب عارف و متأكد من ان اي حكومة قادمة رغم انها تستخدم الدين والعمامة كواجه جاذبة لأحترام الناس في الشارع الا انها ستكون مُسَخرة لخدمة احزابها و تكتلاتها وشخوصها وقد تأتي مصالح الشعب بالدرجة الثانية وكذلك سيفعل الاطار التنسيقي مع فارق مهم وهو ان الاخير سَيُسَخر خدماته بأولوية عالية جدا الى اسياده في ايران ونيل رضا قائاني الذي حرص ويحرس وجودهم ومصالحهم ومكاسبهم و حمايتهم واستمرارهم في حكم العراقيين المستسلمين.
مما سبق فأن الاحزاب المتصارعة على الحكم في العراق تستخدم اغطية عديدة تهدف الى اخضاع العراقيين و قبولهم بالذل و المهانة والفقر و العيش بأقل مما يستحقون في الحياة و بدون خدمات و بطموح مقتول و سقف مطالب متواضع و منخفض وغير حضاري واضلالهم بأشباعهم بالشعور الديني وانهم في جو ايماني اسلامي مغلف بالديمقراطية ، ليعيشو في اوهام الايمان الكاذب الذي سيلحقهم في الاخرة بالجنة ليدفعهم ذلك الى حمدالله و شكره .
هذا هو ما يشاهده العراقي في المرأة اذا ما تشجع و ازاح الغشاوة و الضبابية التي تحجب رؤياه للحقيقة. لكننا نقول بما تؤمن به ضمائرنا ان الأمل بالشباب الذي سيقلب هذه المفاهيم الفاسدة على رؤوس من استغلو الفراغ الذي نشأ بعد 2003 و تسيدو على الشعب بدعم ايران و ابتذال السلاح و حرصهم على غياب القانون و الردع الشعبي .