على الرغمِ من مرور نحو سنةٍ على تسنّم العبادي لرئاسة الوزراء , وبالرغم من التأييد المحلي والعربي ولربما العالمي لتسليمه شخصيا مسؤولية ادارة الدولة نكايةً او كبديلٍ للتخلص من المالكي , ومع الأخذ بنظر الإعتبار للخزينة الخاوية التي واجهت العبادي في اولى ايامه ومعها سخونة الوضع مع داعش وتردّي الوضع الأمني , ولعلّ ما يسبق كلّ ذلك هو الصراع القائم على السلطة سواءً من بعض اجنحة حزب الدعوة او من احزاب التحالف الوطني , إلاّ أنّ هنالك عنصرين متباينين يتحكّمان في رسم الصورة التقريبية للعراق في المدى المنظور : –
O – على الرغم من عدم التشكيك في نوايا او نيّات العبادي في ادارة شؤون الدولة , إلاّ أنّ هناك شبه اجماع على افتقاده القدرة على اتخاذ قراراتٍ ثوريّة ! ولاسيّما تجاه مَنْ يتقاطعون مع توجّهاته .! وهذا ما يشكّل إدامة متكاملة للوضع المتخلخل وكل مواضع الخلل في البلاد .
O – هذه النقطة هي المؤشّر الستراتيجي لما سيكون عليه العراق في الفترة المقبلة , ولا شكّ انّ تحديد موعد الفترة المقبلة يرتبط بعواملٍ ليست بقليلة , إنّما اهمها موعد الأنتخابات الرئاسية الأمريكية واتّضاح موقفها الدقيق من داعش . لكنه في الأحوالِ بمجملها , فأنّ قضية داعش لمْ تعد قابلة للأنتظار طويلاً ولعلّها غدت محرجة لمن يدعموها او قاموا بأنشائها وتأسيسها .! والدواعش قد ابتدأ أفول نجمهم ولابدّ أن يغادروا العراق بأيّ سيناريٍوٍ كان , لكنّ الخطورة الكبرى والعظمى ستبدأ فور الإنتهاء من داعش , فأنّ بعض التنظيمات في الحشد الشعبي < وهذا هو بيت القصيد > هي التي ستتحكّم بمقدّرات العراق ” وقد اعلن بعض قادتهم مؤخرا عن نيّتهم عن تغيير طبيعة النظام الحالي الى نظامٍ رئاسي ” وسواءً كان ذلك صائباً او عدمه فهو القطرة الأولى من الغيث .! واللمحةُ الأولية من التلميح لما سيعقبه لاحقاً .
ودونما سؤالٍ عمّا اذا يحقُّ لتنظيماتٍ ميليشياوية مسلّحة أن تتدخل وتتلاعب بالوضع السياسي للعراق كدولة , فأنّ الأخطر من ذلك هو التقاطعات المحتملة واختلاف الرؤى والتنافس بين قادة بعض تلكم التنظيمات , ومَنْ ذا الذي سيفرض رأيه في النهاية ” اذا ما كان له من استقلالية ” , وكم سيستغرق ذلك , وما هو دور السلاح في ذلك وكم سيحصد من الأرواح اذا ما ارتؤيَ الضغط على الزناد .! , وهذا السيناريو المحتمل ” اذا ما حصُل على درجة النجاح ” , فعندها ودونما شك ستبدأ مرحلة التشرذم وتقطيع الأوصال , ومن الصعب التصوّر وجود دولةٍ اسمها جمهورية العراق.