21 مايو، 2024 11:01 م
Search
Close this search box.

العراق في العمق الاستراتيجي

Facebook
Twitter
LinkedIn

منذ فجر التأريخ وحتى يومنا هذا، تراودعقول الساسة والمحاربين والمفكرين، ومن مختلف بقاع الارض , فكرة الوصول الى ارض العراق، ربما تختلف الدوافع من شخص لآخر، فهناك من يحلم حبا بالوصول الى العراق بدوافع العلم ،والمعرفة ، والعبادة ، وهناك من يحلم بالوصول الى العراق حبا” بالسيطرة عليه ،وعلى موقعه الجغرافي ،أونهب ثرواته،وبين هذا وذاك، تعرض العراق الى غزو متتابع ، من اقوام عديدة ،لايمت لها بصلة جغرافية اوعقائدية اوقومية ، في كثير من الاحيان، هكذا اخبرنا التأريخ.

مع تقدم الزمن ، وولوج القرن العشرين ابوابه ، كان العراق على مع موعد جديد من الاحتلالات، وهذه المرة تعرض للاحتلال البريطاني عام 1914، ليحل محل الاحتلال العثماني، والذي تبادل هذا الاخير ، الادوار مع الاحتلال الصفوي في القرون المظلمة السابقة . وهكذا فأن دورات الاحتلال تبدو متعاقبة، لايفصلها زمن كبير.

مع بداية القرن الحادي والعشرين ، عام 2003، وبفاصلة زمنية غير كبيرة عن الاحتلال البريطاني، جاء الغزو والاحتلال الاميركي، ليثبت ان العراق في مخيلة الغزاة والمحتلين ، وهي ليست مصادفات عفوية ، بل انها ولسوء حظ العراقيين ، احلام الغزات التي لاتبارح عقولهم الطامعة في العراق .

أزاء هذه المشكلة التي يتعرض لها العراق وشعبه على مر الزمان ، فأنه يعاود النهوض من جديد ، ليديم الحياة فيه، وبأشكال متعددة . هذه ليست نبؤة ، انها حقيقة ثابتة، وسيثبتها الزمن القادم ان شاء الله.

اليوم ووسط ازمات كثيرة يتعرض لها العراق ، انتجها الغزو والاحتلال ، اخذت هذه الازمات اشكال جديدة ، من صراع النفوذ بين ابناءه، ولمصالح الطامعين والغزاة . التشظي الذي ينتجه هؤلاء ، وما يمربه العراق من آلام ،انتج تيارشعبي كبير يرفض التبعية والتقسيم والفساد، تمثل بالتظاهرات الشعبية العفوية ، والغير سياسية في عمومها ، من جنوبه وحتى وسطه وشرقه ،وكانت بغداد هي الام في هذا الرفض، وخرج في طليعتها نخبة المجتمع العراقي.

الرأي العام يكاد يتوحد في فهم الواقع ، وهو امل العراق الكبير، ولكن هناك من يخلط الاوراق ، ليديم وجوده المشوه في الجسد العراقي، عبر الطائفية المقيتة، ويغذيها بوسائل اعلامية متعددة .

اليوم وأزاء تحدي الوجود من عدمه ، لدولة اسمها العراق، ربما لايتفق البعض من السياسيين ، ومن يسير في ركبهم ،على بقاء العراق موحدا، وهذا لايخفيه الاكراد ، وبعض من يمثلون السنة. التقسيم يبدو خيارا” حلوا” لدى هؤلاء، ولكنهم ربما لايعلمون عواقبه الخطيرة ، بعد ان يتصارعوا على السلطة ، وعلى الزعامة والثروة ، وهم يحملون انواع الاسلحة، وآلاف المسلحين المستأجرين.وعندها تكون المشاكل اكبر والدماء اكثر مما هي عليه الآن، داخل الاقليم الواحد، ويشعر الجميع بالضياع أزاء هوية اسمها العراق .

تجربة السودان وجنوب السودان ليست ببعيدةعنا، ومع استقلال جنوب السودان ، وخلاصه من الشمال كما يدعي الجنوبيون، بدأ الصراع داخل جنوب السودان، لتتحول الاحلام الى انهار من الدماء، وضياع الثروة النفطية التي كانت اس البلاء( وهي كذلك في كل مكان)،فضلا” عن الاستقرار والامان .

العراقيون اليوم مدعوين لمراجعة انفسهم ، والاعتبار بأمثلة وتجارب الآخرين ، فضلا” عن تحقيق نبوءة التأريخ ، والعودة للعيش المشترك ونبذ العنف وأعلاء قيم التسامح والمحبة ، وتشريع قوانين تحرم مايخالف هذه المبادئ،وعندها وعلى الجميع ان يدرك ان العراق جغرافية مترابطة منذ الازل، وان عمقه الاستراتيجي ، هي وحدته.

العراق في العمق الاستراتيجي
منذ فجر التأريخ وحتى يومنا هذا، تراودعقول الساسة والمحاربين والمفكرين، ومن مختلف بقاع الارض , فكرة الوصول الى ارض العراق، ربما تختلف الدوافع من شخص لآخر، فهناك من يحلم حبا بالوصول الى العراق بدوافع العلم ،والمعرفة ، والعبادة ، وهناك من يحلم بالوصول الى العراق حبا” بالسيطرة عليه ،وعلى موقعه الجغرافي ،أونهب ثرواته،وبين هذا وذاك، تعرض العراق الى غزو متتابع ، من اقوام عديدة ،لايمت لها بصلة جغرافية اوعقائدية اوقومية ، في كثير من الاحيان، هكذا اخبرنا التأريخ.

مع تقدم الزمن ، وولوج القرن العشرين ابوابه ، كان العراق على مع موعد جديد من الاحتلالات، وهذه المرة تعرض للاحتلال البريطاني عام 1914، ليحل محل الاحتلال العثماني، والذي تبادل هذا الاخير ، الادوار مع الاحتلال الصفوي في القرون المظلمة السابقة . وهكذا فأن دورات الاحتلال تبدو متعاقبة، لايفصلها زمن كبير.

مع بداية القرن الحادي والعشرين ، عام 2003، وبفاصلة زمنية غير كبيرة عن الاحتلال البريطاني، جاء الغزو والاحتلال الاميركي، ليثبت ان العراق في مخيلة الغزاة والمحتلين ، وهي ليست مصادفات عفوية ، بل انها ولسوء حظ العراقيين ، احلام الغزات التي لاتبارح عقولهم الطامعة في العراق .

أزاء هذه المشكلة التي يتعرض لها العراق وشعبه على مر الزمان ، فأنه يعاود النهوض من جديد ، ليديم الحياة فيه، وبأشكال متعددة . هذه ليست نبؤة ، انها حقيقة ثابتة، وسيثبتها الزمن القادم ان شاء الله.

اليوم ووسط ازمات كثيرة يتعرض لها العراق ، انتجها الغزو والاحتلال ، اخذت هذه الازمات اشكال جديدة ، من صراع النفوذ بين ابناءه، ولمصالح الطامعين والغزاة . التشظي الذي ينتجه هؤلاء ، وما يمربه العراق من آلام ،انتج تيارشعبي كبير يرفض التبعية والتقسيم والفساد، تمثل بالتظاهرات الشعبية العفوية ، والغير سياسية في عمومها ، من جنوبه وحتى وسطه وشرقه ،وكانت بغداد هي الام في هذا الرفض، وخرج في طليعتها نخبة المجتمع العراقي.

الرأي العام يكاد يتوحد في فهم الواقع ، وهو امل العراق الكبير، ولكن هناك من يخلط الاوراق ، ليديم وجوده المشوه في الجسد العراقي، عبر الطائفية المقيتة، ويغذيها بوسائل اعلامية متعددة .

اليوم وأزاء تحدي الوجود من عدمه ، لدولة اسمها العراق، ربما لايتفق البعض من السياسيين ، ومن يسير في ركبهم ،على بقاء العراق موحدا، وهذا لايخفيه الاكراد ، وبعض من يمثلون السنة. التقسيم يبدو خيارا” حلوا” لدى هؤلاء، ولكنهم ربما لايعلمون عواقبه الخطيرة ، بعد ان يتصارعوا على السلطة ، وعلى الزعامة والثروة ، وهم يحملون انواع الاسلحة، وآلاف المسلحين المستأجرين.وعندها تكون المشاكل اكبر والدماء اكثر مما هي عليه الآن، داخل الاقليم الواحد، ويشعر الجميع بالضياع أزاء هوية اسمها العراق .

تجربة السودان وجنوب السودان ليست ببعيدةعنا، ومع استقلال جنوب السودان ، وخلاصه من الشمال كما يدعي الجنوبيون، بدأ الصراع داخل جنوب السودان، لتتحول الاحلام الى انهار من الدماء، وضياع الثروة النفطية التي كانت اس البلاء( وهي كذلك في كل مكان)،فضلا” عن الاستقرار والامان .

العراقيون اليوم مدعوين لمراجعة انفسهم ، والاعتبار بأمثلة وتجارب الآخرين ، فضلا” عن تحقيق نبوءة التأريخ ، والعودة للعيش المشترك ونبذ العنف وأعلاء قيم التسامح والمحبة ، وتشريع قوانين تحرم مايخالف هذه المبادئ،وعندها وعلى الجميع ان يدرك ان العراق جغرافية مترابطة منذ الازل، وان عمقه الاستراتيجي ، هي وحدته.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب