19 ديسمبر، 2024 1:41 ص

استوقفتني بعض الأبيات التي تبدوا كأنها أبيات شعرية إلا ان صياغتها لا تنم عن ان كاتبها بشاعر . وغرابة هذه الأبيات إنها تعطي توصيف لحالة بلد من البلدان بأسلوب بسيط معبر يفهمه اي شخص من عامة الناس . وتقول هذه الأبيات :

أنا المواطن …..أنا الانسان ولدت وترعرعت في بلاد العجائب
يقال ان بلادي كانت جنة والآن أصبحت أنقاض وخرائب
فيها كل ما يشيب له الرأس فليس النهب والقتل فيها من الغرائب
امتزجت الألوان وساد السواد وتبخر الصفاء فيها وبقيت الشوائب
فاسدون وسراق يملكون الوطن وبعقولهم الجوفاء حلّت المصائب
لم يعد للحاضر من معنى بوجود البدر وأبو الفضل والعصائب
وأُغتُصب المستقبل بمسمياتها المهديٌ بينهم والإمام والكتائب
وعمٌ الصمت أركان البلاد وعلى الحق والحريّة فُرضت الضرائب

ليس من الصعوبة بمكان ان ننسب معاني هذه الأبيات على بلد كالعراق خلال الفترة ما بين ٢٠٠٣ ولحد الان ، فهو فعلاً بلد العجائب والغرائب والخرائب ،،، فمعظم الدول في العالم بمختلف انظمتها تحاول جهدها تطوير مدنها وقصباتها إلا العراق حيث تم تدمير بعض المدن فيه تدمير شبه كامل . كذلك تعمل معظم تلك الدول على تحسين الخدمات الصحية والتعليمية ، وتوفير أبسط مقومات الحياة من ماء صحي وكهرباء وخدمات عديدة اخرى إلا العراق الذي تدنت فيه تلك الخدمات عموماً . اضافة الى ذلك تقوم معظم الدول في العالم على تثقيف وتطبيع مجتمعاتها بالقيم والسلوكيات الصحيحة لجعلهم مجتمعات متحضرة تساهم في بناء أسس الدولة المدنية المتحضرة ، في حين يتم في العراق تثقيف وتطبيع المجتمع على قيم متخلفة وسلوكيات غيبية جعلته خلال العقود الماضية وخصوصا الفترة التي اعقبت تغيير النظام عام ٢٠٠٣ في مصافي الدول المتخلفة التي تتميز بكل ما هو سلبي سواء على المستوى السياسي او الاقتصادي او الاجتماعي أو الأمني . فكل شيء في العراق اصبح مضحك لندرة الأحداث وغرابتها ، فكيف يقال بان العراق بلد ديموقراطي في حين ان انتخاباته عبارة عن مسرحية كوميدية مبنية على الخداع والجهل والتزوير وأبطالها لو تمعنا بثقافاتهم وتاريخهم وسلوكياتهم وإنجازاتهم وأخلاقياتهم لوجدنا معظمهم لا يصلح حتى لإدارة شعبة هامشية في دائرة صغيرة فكيف الحال في إدارة دولة .

أحدث المقالات

أحدث المقالات