17 نوفمبر، 2024 11:29 م
Search
Close this search box.

العراق غرق بالفساد و الإهمال و ليس بالأمطار

العراق غرق بالفساد و الإهمال و ليس بالأمطار

باتت السياسات العالمية و قياداتها المتعاقبة على اعتلاء عروشها من الأمور البالغة الأهمية لما لها من مكانة مهمة بل و تعد من المهام الخطرة و التي يتوقف عليها مستقبل البلدان العالمية فكل دولة تسعى إلى الارتقاء بواقع شعبها إلى مصافِ الدول المتقدمة في كافة نواحي الحياة من خلال اختيار القائد النموذجي و المؤهل لقيادة البلد بشكل صحيح و من أهل التجربة و الدراية في الشؤون السياسية  وعلى مستوى عالٍ من إلاستراتيجية الدقيقة البحتة  و التي تكون من شأنها تحقيق كافة سبل و مقدمات التقدم و التطور بعجلة الحياة مع إدخال مظاهر الحداثة عليها و إخراجها من القيود التي أكل عليها الدهر و شرب لهذا نجد اغلب الزعماء ينالون ثقة شعوبهم و يحظون بتأييدهم في أكثر من عملية انتخابية و لأكثر من مرة و هذا مما لا نراه يحصل في العراق فمنذ عام 2003 و إلى الآن نجد أن حكومات العراق لا تحظى بثقة و تأييد شعبها في كل عملية اقتراع بل تلجأُ كل حكومة إلى انتهاج أساليب شيطانية رخيصة في شراء الأصوات بالرشا و بشتى الوسائل و تقديم المغريات و كذلك التزوير لتضمن الفوز بولاية جديدة فكانت حكومة المالكي أكثر الحكومات التي اعتمدت تلك الأساليب السيئة الصيت  و الدنيئة وما الولاية الثالثة إلا اكبر دليل على ما أسلفناه من حقائق فطيلة ثمانية سنوات لحكم المالكي استشرى الفساد في جميع مفاصل الدولة و زاد حجم السرقات للمال العام و كثرت العقود و الصفقات الوهمية التي وصلت مبالغها مليارات الدولارات فضلاً عن المشاريع الخدمية التي كانت حبر على ورق من اجل سرقة ميزانياتها الانفجارية ولعل البنى التحتية للمشاريع الخدمية المعدومة تُعَد ابرز منجزات حكومة الإمعة المالكي التي كانت وراء غرق العراق مع أول هطول زخات مطر خفيفة حتى أغرقت مياه المجاري بيوت المواطنين الذين نزحوا من بيوتهم بسبب فساد و سرقات الدكتاتور المالكي و حكومته المرتزقة التي كانت السبب الأساس في وصول العراق إلى ما هو عليه الآن فليس من المعقول أن تغرق بغداد بين ليلة و ضحاها بسبب الأمطار ؟؟؟ فلو كانت البنى التحتية لشبكات المجاري و الصرف الصحي و تصريف مياه الأمطار على قدر كبيرة من الجاهزية و التنفيذ الصحيح لها  و الصيانة الدائمة للقديمة منها لما حلت هذه الكارثة المأساوية التي تسببت بموت الكثير من المواطنين بسبب الصعقات الكهربائية وهذا مما يؤسف له فهذا هو واقع حال العراق المرير بين حكومة المالكي و العبادي فلقد حذر المرجع الصرخي الحسني من هذا الواقع المزري قبل عام من الآن فقد قدم النصح و المقدمات القيمة الكفيلة لنجاح حكومة العبادي في عملها وعند تشكيلها داعياً إياها إلى العمل الجاد و النهوض بالعراق و إنقاذه من كل ما حلَّ به من دمار و هلاك و خراب أبان حكومته سلفه الإمعة المالكي جاء هذا خلال حوار المرجع الصرخي الصحفي مع صحيفة الشرق بتاريخ 17/3/2015 رداً عن السؤال الموجه إليه حول واقع العراق بعد ذهاب المالكي و مجيء العبادي قائلاً : ((الأوضاع من سيئ إلى أسوأ و لا عداء لنا مع أشخاص، فنحن نتمسك بقضية ومشروع رسالي إصلاحي، وعليه فإن المواقف لا تتغير بتغيّر الوجوه مادامت المشاريع الفاسدة الهدامة موجودة )) .
فحال العراق لم يتغير بتغير الحكومات بل يثبت لنا أن حكومة العبادي هي النسخة الثانية لحكومة الإمعة المالكي التي أغرقت البلاد بفسادها و إفسادها و مشاريعها الوهمية و عقودها المزيفة حتى أظهرت العراق بأسوأ حالاته أمام الرأي العام .
http://www.alsharq.net.sa/2015/03/17/1312207

أحدث المقالات