سألنا أحد المرشحين للدورة القادمة
أليس أنت مرشحا في الإنتخابات القادمه؟
إجاب ببساطه….نعم أنا مرشح في الإنتخابات القادمه
سألناه بإستغراب!!!
عجيب… إذن لماذا لا نرى صورك مرفوعة في الشوارع؟
أجاب…وهل الدعاية الإنتخابية تتطلب رفع الصور في الشوارع العامة!
هل تريدني أن أحفر الأرصفه التي صرف عليها المال العام لكي أضع صورة لي…
أم تريدني أتسلق عمود كهرباء لكي أثبت صورة لي….
ثم من قال إن الدعاية الإنتخابية تعني إن صوري يجب أن تنتشر في الشوارع العامه….
هل منظر شوارعنا هذه الأيام أكثر جمالا أم أكثر تشويها؟
قال…بالتأكيد شوارعنا مشوهة هذه الأيام
إذن…لماذا تريدني أن اكون جزءا من تشويه شوارع مدينتي
تساءلنا بإستغراب….
كيف تصل إلى المواطن لكي ينتخبك؟
أجاب…وهل رؤية الصورة تكفي لكي يقرر المواطن من ينتخب….تلعثمنا في الإجابه وكأنه قد تسببت في حرج لنا…لكنه بادرنا بالكلام ليقول
يا أعزائي…
أنتم تعرفوني جيدا وتعرفون من هو المرشح … ومقتنعين تماما بي على ما أعتقد وإذا كان تقديري سليم….أجابناه بالتأكيد مرشحنا العزيز وأننا من أشد المؤيدين لك ونتمنى أن تصل إلى البرلمان لكي تكون صوتا مدويا لأهل البصرة….
قال لنا ضاحكا ومازحا في نفس الوقت يمكنكم نقل قناعاتكم هذه لمن حولكم وتشجيعهم على نقلها للأخرين وإذا رغب أحدهم بمقابلتي فبيتي مفتوح لأسمع منهم ويسمعوا مني…
قلنا له بإستغراب لماذا لم تذهب أنت إلى الناخب…
أجاب من كثرة المرشحين اللذين هرولو نحو الناخب بوعودهم الكاذبه وشراء الذمم المعروضه للبيع هذا كله يمنعني من أن اخطي مثل هذه الخطوة لأنه مهما تكلمت فإن الناخب كان قد سمع كلاما اكثر تزويقا من لصوص ومنافقي بلدي…
ثم إستطرد بالكلام ليقول
إن رصيدي في الإنتخابات القادمه هو جيل من الطلبه عرفوني جيدا وأنا معتمد على الله أولا وعلى هذا الجيل من الطلبة على مدى أكثر من ثلاثين سنه درستهم وعرفوني جيدا لا أحيد عن الحق وناصرا للمظلوم.
لنتعلم اللغة الحضارية التي نخاطب بها شعبنا فليس الصورة إلا أنعكاس لزمن دكتاتوري بغيض وتعكس هشاشة صاحبها…
ثم قال… سأكتفي أنا شخصيا ببطاقه صغيرة غايتها فقط التذكير برقم القائمة والتسلسل وأسم القائمة وتوكلي على الله أولا وأخيرا
ثم سألناه عن برنامجه الإنتخابي
قال لنا قبل أن أجيبكم على تساؤلاتكم هذه أتسمحوا لي بطرح سؤال عليكم…قلنا تفضل
ألا ترون معي إن جميع البرامج الإنتخابية للمرشحين تكاد تكون متطابقة…قلنا نعم
أليس جميع البرامج تشير بطريقه أو أخرى لمحاربة الفساد…قلنا نعم
أليس جميع البرامج الإنتخابية تشير إلى الرعاية الصحية والإهتمام بها…قلنا نعم
أليس جميع البرامج للمرشحين تتفق على ضرورة الإهتمام بالتعليم…قلنا نعم
أليس جميع المرشحين ينادون بحق المرأة…قلنا نعم
أليس جميع المرشحين ينادون بمحاربة الفقر والقضاء على البطالة…قلنا نعم
أليس وأليس واليس وهم يجيبونني نعم ثم نعم ثم نعم…
قال لنا أليس أغلب من تجدون صورهم اليوم تشوه شوارعنا كانوا أعضاء في البرلمان…قلنا نعم
ما هو تقيمكم لإطروحاتهم هذه!!! قالنا وبدون تردد كلهم كذابين
إذن لماذا تريدني أن أوصف بهذه الصفة
تلعثمنا ولأنه فعلا تسبب في أحراجنا ولكننا تشجعنا قليلا لنقول
يا مرشحنا أنا نعرفك جيدا ونعرف عندما تقول تنفذ
قال هذا لأنكم تعرفوني ولكن من لا يعرفني فإنه سوف يصفني بنفس ما وصفتم أنتم به أصحاب الصور…تلفتنا يمينا وشمالا لا نعرف ماذا نقول
لكنه بادرنا بالقول الم تقرؤون قوله تعالى في سورة التوبه الآية 105
بسم الله الرحمن الرحيم “وقل أعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون”..قلنا نعم
برنامجي الإنتخابي يتلخص بهذه الأية المباركة…وهذا يعني أن برنامجي الإنتخابي حافلا جدا ولكن لا قيمه لطرحه بين هذا الكم الجارف من النفاق السياسي…ثم إستطرد ليقول وسوف تجدوني دائما عند حسن ضنكم في كل ما تفكرون فيه وتتمنون طال ما وضعتم ثقتكم بي
وأخيرا نقول للناخب إن صوتك أمانه في عنقك فعليك أن تبحث على منْ يمثلك لا من يمثل أطماعه ورغباته ورغبات أسياده.