يخطأ من يظن ان تحقيق الامن والاستقرار وخلق بيئة امنة يزاول المواطن البسيط حياته فيها بشكل طبيعي في اي بلد يتم فقط عبر زيادة الاجراءات الامنية وتشديدها، وربما قد تقلل كل هذه الاجراءات من كثرة التفجيرات وتقوم بمهتمها بعض الشيء ولكنها تبقى عاجزة عن ايقافها والقضاء عليها حتى في الدول الاكثر امنا واستقرارا ولنا امثلة كثيرة في هذا المجال اخرها تفجيرات باريس وبروكسل واسطنبول. ان تحقيق الامن في اية دولة مهمة غاية في الصعوبة والتعقيد وتتطلب الجهود الجبارة من رجال الامن والاستخبارات والقطاعات المساندة لهم بالاضافة الى اهمية عامل الوعي لدى المواطن فهو يعتبر عنصر اساسي في الكشف عن الكثير من العمليات التي تحاول تعكير امن المواطنين وسلامتهم عبر ابلاغه السلطات المختصة حيال اي عملية مريبة تدور حوله وايجاد هذا الوعي هو مسؤولية الدولة عبر خلق الاواصر وتمتينها بينها واجهزتها وبين المواطن البسيط وهذه الاواصر هي التي تعبر عن مدى حب المواطن وارتباطه ببلده ورغبته لان يبقى امنا وسالما بعيدا عن الدمار الذي قد يصيبه من قبل التوجهات الشاذة والغير منضبطة لبعض الافراد.
اذن المنظومة الامنية اصبحت متكونة من ثلاث عناصر مهمة يكمل احداهما الاخر اولهما رجل الامن المحترف وثانيا استخدام التقنية الحديثة الذكية في العمل الامني وثالثا وعي المواطن وعبر هذا المنظومة ككل يتم تحقيق وضع امني مستقر وبنسبة كبيرة جدا يجنب الناس والبلد الكثير من الضحايا والدمار والخراب.في العراق ليس لهذه المنظومة الامنية اي شأن يذكر فلا وجود لرجل امن مدرب ومحترف يجيد عمله ويملك عنصر المباغتة والانقضاض على الهدف وكذلك انعدام التنسيق في عمل الاجهزة الامنية، وانعدام استخدام التقنية الحديثة الذكية من اجهزة ومعدات تساعد رجل الامن في القيام بعمله بالشكل الصحيح، والمواطن الذي ضعف لديه الشعور بالمواطنة كونه غاضبا وناقما على هذه الدولة لفساد رجالها وسرقاتهم للمال العام والتي احالت حياته جحيما جراء صعوبة الاحوال التي يعيشها وفقدانه التركيز على الكثير من الامور التي تجري حوله والتي يستغلها الارهاب ويستخدمها لصالحه في عملية صنع التفجيرات، كل هذه العوامل ادت الى تدهور الوضع الامني في العاصمة بغداد والعراق بشكل عام واصبح الارهاب مبدعا في اختيار التوقيت والزمان والمكان المعينيين في تنفيذ عملياته وهذا ان دل على شيء فانما يدل على اننا امام ارهاب منظم وذكي ويجيد صنعته وبشكل كبير لذلك تخيل اخي القاريء الكريم حجم المصيبة التي يتعرض لها العراق والعراقيون وهذا الكم الهائل من الدمار والتقتيل الذي اصاب العراقيين وما زال.
اننا امام هجمة شرسة سوف لا تبقي ولا تذر ان لم نتدارك الامور ونضعها في نصابها الصحيح لمواجهة هذا الارهاب المتصاعد عبر التخطيط السليم والعمل الجماعي والاستعانة بخبرات الدول الاكثر تقدما في مجال مكافحة الارهاب والاهم دعوا العمل الامني للناس المتخصصين من عسكر ورجال شرطة واستخبارات وابعدوا كل عنصر ميليشياوي او معارض سابق عن عمل هذه الاجهزة فالمعارضة شيء والعمل الامني شيء اخر اذ لا يعقل ان يخضع العسكر وضباط الامن لامرة شخص لا يملك اي مؤهل اكاديمي عسكري فضلا عن انه جاهل في العلوم العسكرية والسياقات المتبعة في العمل العسكري والامني ومن الافضل تحييد الجيش والاجهزة الامنية وايكالها الى اصحاب الاختصاص من الضباط والمراتب فاهل مكة ادرى بشعابها.