يتجه العراق نحو أزمة بنزين جديدة بعد رفع أسعار الوقود بشكل جزئي في عدد من المحافظات الشمالية في كردستان العراق , وأكدت وزارة النفط العراقية أن البلاد تستهلك 28 مليون ليتر من البنزين يوميا ، وأنها تعتمد على المستورد لتغطية النقص الحاصل في الإنتاج ، فيما دعا مسؤولون إلى حلول عاجلة , وخلال الأيام الأخيرة ، سجل عدد من المحافظات العراقية ، ومنها السليمانية في إقليم كردستان ومحافظات نينوى وكركوك وديالى ، أزمة بتوفير الوقود في غالبية المحطات ، كما رفع بعض تلك المحطات أسعار البنزين ، ووسط حالة من التذمر لدى المواطنين ، بادرت وزارة النفط من جهتها إلى نفي وجود الأزمة، مبررة رفع الأسعار بأنها
( جزئية ) منذ عقود والعراقيون يعانون أزمات بعضها يرتبط بالظروف السياسية أو الإقتصادية والآخر يرتبط بمزاجات السلطة الحاكمة كما حدث في بداية سبعينيات القرن الماضي وظهور أزمات الحنطة والفاصوليا والشخاط ! هذه الأزمات ومعظمها كاذبة كشفت عن عجز كبير وواضح لسيطرة الدولة على مجمل القطاعات المرتبطة بحياة المواطن العادي اليومية .. وفي العراق وهو بلد الإحتياطي الثاني للنفط في العالم ومن أكبر الدول المصدرة للبترول في منظمة أوبك وأول بلد عربي أنشأ مصافي للنفط يجب ألا نتحدث عن وجود أو ظهور أو مجرد التلميح بأزمة وقود لو لم يكن هناك فساد كبير وإدارة فاسدة فاشلة مهدت الطريق بولادة أزمات متتالية للوقود لأنها أصبحت ترتبط أكثر بحياة المواطن العراقي اليومية ، فالوقود لايُستخدم الآن لتشغيل السيارات والطائرات والمعامل بل يؤثر تأثيراً مباشراً في حياة مواطني العراق وهم يتوزعون بين جميع المدن التي تعمل على المولدات أو في المناطق السكنية من منظومة الكهرباء الوطنية .. الأزمة الأخيرة واضحة جداً عمن كان المسبب لها وهو أحد أهم زعماء مافيا تهريب النفط ومشتقاته في العراق .. هؤلاء جميعاً كانوا يتقاسمون الأرباح بهدوء ورقة وعذوبة مستغلين قطع الطرق بين المصافي الموجودة في محافظات الجنوب والوسط والمحافظات الغربية , فبدأوا بعقد إتفاقات علنية مع مصدرين وسطيين وسائقي صهاريج محترفين , وإعتقد أهل العراق اليوم المساكين أنَّ هناك من يسأل عنهم وعن أحوالهم وبخاصة وهم في أسوأ حال
ولله .. الامر
قد تكون صورة لـ سيارة وطريق