في ماضي الأيام القليلة مرت علينا ذكرى الحرب العراقية الإيرانية التي خلفت أكثر من مليون قتيل في الجانبين . الذكرى التي يعتبر يوم النصر العظيم أو الانتصار في معركة القادسية الثانية حسب تسميتها من قبل الرئيس العراقي السابق صدام حسين و حزب البعث المحظور حاليآ و التي تنتهي على الارض بل في اتفاقية ورقية كان الوسيط فيها الجزائر انذاك . حيث كان العراق في حالة نشوة عربية مدفوع من قبل معقل السنة الاؤل السعودية لأسباب معروفة و هي أن إيران معقل الشيعة الاؤل في العالم و بسبب تلك النشوة تجاه القومية و البوابة الشرقية للوطن العربي و لا أعلم أين مفتاح تلك البوابة التي جعلت العراق آخر البلدان في كل شيء و خاصة انه كان معروفا قبل تلك الحرب المشؤومة بأنه أفضل البلدان تطورا في الشرق الأوسط و لو كان الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الإمارات على قيد الحياة لاجابكم على هذا السؤال و هو كيف كان العراق سابقآ و خاصة قبل حرب إيران؟
الأمر الذي أشاهده في الوقت الحالي و نظرتي لتاريخ لم أكن مولدآ و بنظرة متواضعة صغيرة عن ذلك الوقت و قراءة التاريخ بنظرة من الحيادية و انا أحمل الجنسية العراقية ، حيث من الأحداث التي شهدها العراق في زمن البعث العربي الاشتراكي خاصة الحروب تظهر العراق كانت دولة الفرد الواحد أو العائلة الواحدة و الحزب الواحد و لم يكن للعراقيين لا ناقة و لا جمل في وطنهم و انما من استفاد منه فقط صدام حسين و حزبه و خسر العراق آلاف الضحايا و قد لا ابالغ ان قلت أكثر من مليون ضحية بسبب الأنانية المتبعة من صدام حسين و اتباعه. مما أدى ذلك لخراب العراق و تبع ذلك نزول في الاقتصاد العراقي و سوء المعيشة و خاصة انه بعد ذلك ادخل صدام حسين العراق في حرب الخليج و التي كانت بداية سقوط صدام حسين و رغم أنه تأخر 13 عام بعد حرب الكويت و الان 13 عام على سقوط النظام العراقي السابق بقيادة صدام حسين و الحال أصبح اسوء و العراق لازال لم يقدم الشيء المذكور لشعبه . يصلح القول إن منذ تولي البعث قيادة العراق إلى يومنا هذا من تولي السلطة الجديدة من قبل مجموعة اسوء من صدام حسين ، لم يقدم العراق شيئا للعراقيين سوى الموت و
الحروب اي بمعنى آخر أن العراق عراقهم و ليس للعراقيين.
الآن بعد أكثر من ربع قرن من الحرب العراقية الإيرانية ماذا حدث و أين العراق و أين إيران ؟
العراق بعد حرب إيران و دخوله في حرب الكويت و ثم السقوط أصبح من أسوء الدول من كل النواحي و لم يكن هناك تقدم في العراق و خاصة بعد سقوط النظام السابق ، حيث أن العراق تحول إلى أفقر الدول و أقربهم للافلاس في وقت هبوط النفط و الحكومات المتعاقبة السيئة و نخر الطائفية في العراق و جعله بلد لا يصلح للعيش و في العراق دول موجودة و لكن لم تعلن بعد بالشكل العلني و بشكل خاص اقليم كوردستان العراق الذي هو دولة بحد ذاته . و الشيعة تحت تبعية إيرانية و السنة ذو تبعية سعودية و المستقلين و الأقليات الدينية فقط ذو تبعية عراقية أو بالأحرى انهم عراقيين و لكنهم اقلية و هذا ما يدل أن العراق عندما دخل الحروب الماضية مرض منها و لم يتعافى منها بعد .
أما إيران ف بعد الحرب مع العراق اتجهت لتطوير نفسها مع وجود حكم اسلامي شيعي قوي جدآ بحيث تضل يده إلى كل الشيعة في العالم و مع الاحتفاظ بدعم
إحدى الدول الكبرى و هي روسيا ، أصبحت من مصاف الدول المتقدمة في المنطقة عكس العراق و اتجهت إلى أن تكون قوة اقتصادية كبيرة في المنطقة و نجحت بذلك من خلال استغلال قوتها النفطية و تحدث الدول الدول الكبرى بالاتجاه نحو انتاج الطاقة النووية رغم العقوبات فايران استغلت العراق احسن استغلال أثناء فترة العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها من قبل امريكا و اعوانها من خلال تسويق منتجاتها من خلال العراق و تعاون الشيعة العراقيين معها خاصة أنهم في الحكم من بعد صدام ، من خلال العراق نجحت إيران بالصمود أمام العقوبات الاقتصادية و تطورت أكثر و نجحت بالأخير من فرض برنامجها النووي على دول الغرب لانهم يعملون لأجل إيران عكس العراقيين في الحكم الذين عملوا من اجل منافعهم الشخصية و تبعية للدول الجارة سواء صدام او الحاليين و لم نجد العراق للعراقيين من أكثر 45 سنة مضت و العراق عراقهم .