6 أبريل، 2024 7:45 م
Search
Close this search box.

العراق (عام بأي حال عدت ياعام بما مضى ام بأمر فيك تجديد ) الاعتذار للمتنبي الخالد

Facebook
Twitter
LinkedIn

يطرق ابوابنا العام الجديد بقناديله وتراتيله واصوات اجراسه ، رياحه تفتح نوافذنا سواء قبلنا بها ام لم نقبل . هو زائر يدخل بدون استئذان واذا دخل فعلينا قبوله بل والنظر اليه بعيون فاحصة .

ماذا نريد من هذا الزائر هل لدينا مانقدمه له علينا ان نسأل انفسنا اولا ما حققناه في عام 2021 والذي يأفل بعد ايام .. بل ماذا حققنا من العام الذي قبله وقبله حيث اصبح جزء من تاريخنا المملوء بالخيبات

ماذا نال شعبنا والشعوب العربية المقهورة من ذل الحكام والهيمنة الاجنبية ! وعلى كل المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية .. انها تركة ثقيلة ثقل التخلف والغبن والقهر الذي تعيشه شعوبنا .. ولعل الشعب العراقي هو النموذج لهذا الغبن والظلم منذ الغزو الامريكي الصهيوني للعراق عام 2003 .. اقول ماذا اعطي الحكام وقدموا للشعب العراقي غير الوعود الكاذبة الذي يفبركها الساسة العراقيون ( وهم ليسوا ساسة بل مرتزقة سلطة ) والمتربعين على خوانيق العراقيين تحت يافطة الدين والمذهب والمكون والعمامة … انتفاضة تشرين الباسلة كانت زلزالا لم يكن في حسبان الاشرار المحليين والاقليميين فقد كشفت الانتفاضة وهج الوعي الذي يملكه شبابنا على الرغم من ان الانتفاضة ( الثورة ) لم تتصدرها قيادة موحدة لكنها فتحت لنا طريقا واملا بالتغيير مسارا عمدته بالدم الذي قدمه شهدائها الخالدون ( على الرغم من محاولات اختراق الثورة من ازلام الدولة العميقة ) .. كانت شعاراتها (نريد وطن ) ، نريد( خبزا – عملا -مدرسة -مستشفى – حديقة يلعب بها اطفالنا – كهرباءا- ماءا نظيفا – هذا مانريده ومتطلبات اخرى مهمة للحياة ) .

ان احدى نتائج ثورة تشرين انها اسقطت حكومة عادل التي كانت العوبة بيد الدولة العميقة !! وجاءت حكومة الكاظمي حكومة تصريف اعمال وتحت يافطة كبيرة سلطوا عليها كل الاضواء الملونةمن العراق ومن خارج العراق .. شعارات بارقة زائفة !! اجراء انتخابات مبكرة ، محاربة الفساد، وتسيد القانون ، الحرص على السيادة العراقية ، اقامة علاقات متوازنة مع الجيران . كلام في كلام كما يقال هواء في شبك

دعنا نقول انها شعارات اكبر من ان تتمكن حكومة الكاظمي من انجازها ( وهي التي جاءت ناقصة السيادة جاءت بمباركة ايران واميركا ) لا تتمكن من تحقيق شيء لانها حكومة بلا انياب بعد ان اقتلعت الدولة العميقة انيابها ! في اكثر من مجال ومناسبة وفي الايام الاول .. ان نيات الكاظمي شيء ( على افتراض حسن نيته بخدمة العراق ) وتحقيق ما وعد به شيء اخر فليس في السياسة موقع للنيات ( فالنيات فقط في الحب والرومانسيات ) فالسياسة تحتاج الى برامج وادوات تغيير وقوة للتنفيذ وهذا ما لاتملكه حكومة الكاظمي .

اجرى الكاظمي وحكومته المؤقتة الانتخابات المبكرة ( مبكرة ولم يبق شيءعلى الموعد الاصلي !! ) وظهرت عورات احزاب الدولة على السطح وفي الشارع ورأت الناس كلها عوراتهم ! وبدل ان يكون الصراع في الغرف المغلقة ظهرت الى العلن .. انه صراع ديكة واشباه ديكة صراع الدجاج على حبة الحنطة .. سوف لن نكرر ضجيج الطرفين بالتزييف من عدمه او نعود الى قانون الانتخابات وتوزيع الدوائر ولا الاعتراضات فهذا ليس مجالنا الان .. لكن علينا ان نسأل الى اين سيقودنا صراع هؤلاء؟ في ملخص القول انه صراع الدكاكين لنيل الصفقات من الحكومة المقبلة .. لايفوتني ان اذكر اننا كتبا واكدنا موقفنا بمقاطعة الانتخابات وقاطعت الانتخابات شريحة كبيرة من ثوار تشرين واثبتت الوقائع صحة هذا الراي .. وعدم جدوى الدخول في الانتخابات لانها ستكون نسخة عن سابقاتها

الصورة وما ستؤول اليه حتى كتابة هذه السطور ضبابية بل قاتمة حكومة اغلبية كما يريدها الصدر ام ماذا؟ ام توافقية محاصصة لتقسيم الغنائم ثم كيف سيرتب الشيعة موقفهم ؟ لااحد يعلم انه في الغيب ؟

على الصعيد المالي والاقتصادي جاءنا الكاظمي بوزير مالية كل ثقافته وعلمه انه تلميذ صغير وفي ( من الوفاء) لصندوق النقد الدولي وما ادراك ما صندوق النقد ووصفاته الجاهزة لازمات الدول التي تعيش ازمات مالية واقتصادية وصفات لمريض تؤدي الى وفاته حتما وببطيء .. واول ماتفتق ذهن هذا الوزير قدم الورقة البيضاء ( وانا اسميها الورقة السوداء لانها هي كذلك ) وكانت محل نقد كبير من المختصين الا ان الوزير ولامر في نفسه اصر على انها انجاز كبير .. ثم جاءنا باخطر قرار هو تغيير سعر صرف الدينار وكانت كارثة على العراقيين خصوصا الطبقة الفقيرة والوسطى والعمال واصحاب المصالح الصغيرة والموظفين والمتقاعدين وهذه الشريحة لاتقل نسبتها في المجتمع العراقي عن 80% .. يبدو لي ان وزير المالية يعتقد نفسه العالم الاقتصادي كينز الذي عالج اقتصاد اوروبا في القرن المنصرم لقد كانت غلطة لاتغتفر لاتوجد دولة في العالم تخفض قيمة عملتها بدون الحاجة لذلك وبدون الاضطرار الى ذلك واذا ما اضطرت فتكون بنسبة بسيطة معقولة لاتؤثر على اسعار السلع والخدمات وليس كما قامت وزارة المالية بتخفيض بنسبة 22% ولكن هكذا اوامر المحفل ؟ …. اما كلمته الاخيرة قبل يومين عن افاق الاقتصاد العراقي والتي نقلتها وسائل الاعلام فقد كانت غريبة جدا وكارثة ففيها من السوداوية عن مستقبل العراق الاقتصادي ما لم يقله احد قبله ولا يقله احد بعده انها بخلاصة تقول للعراقيين ارحلوا عن العراق اذهبوا الى حهنم فلا مجال لكم للعيش في العراق في العقود المقبلة لقد كان جديرا بالوزير بعد ان قدم وصفا للكارثة التي ستحل بالعراق ان يقدم رؤيته للحلول وهذا مع الاسف ما لم يقدمه ولم يعد بتقديمه .. علما ! علما ان دائرة الضريبة التي هي تابعة الى وزارته فيها فساد وسرقات قدرت ب 8 مليار دولار سنويا فلو كنت حريصا على العراق لسئلت اين هذه الاموال نريدها للعراق ؟؟ ولكن !! ولكنك !!

على صعيد محاربة الفساد ماذا قدمت حكومة الكاظمي هل قدمت لنا حوت واحدة من حيتان المال والفساد ؟ كلا .. هل وضعت يدها على المراكز الحدودية والتي تدر تريليونات شهريا ؟ كلا .. فهي لاتجرؤ على محاسبة الاحزاب والمليشيات التي تدير تلك المراكز هل حاسبت حكومة الكاظمي سلطة شمال العراق على ما يدخلها شهريا من النفط والمراكز الكمركية في منطقتها كلا؟ ان ما تستلمه سلطة شمال العراق من اموال ليس لها جدول او حساب بعد ان منحهم عاد مهدي اكثر مما يستحقون متجاوزا الضوابط المالية ( فعلى سبيل المثال لايعرف بالضبط كم عدد موظفي الاقليم او البيش مركة الذين يتقاضون رواتبهم من الميزانية الاتحادية ولااحد يعرف ان كانت اعدادهم حقيقة ام وهم !) انها وهم وخيال ..

اما على صعيد علاقات العراق الخارجية فأستطيع ان الخص ذلك بانه يستجدي المواقف والتأييد من الجارالقريب والبعيد ويحاول بكل الوسائل ارضاء الغريب الذي يبعد عنا الاف الكيلومترات وكان وزير الخارجية يسير على خط واحد هو خدمة مخططات سيده ومولاه مسعود والسفر قدر الامكان وتخريب الدبلوماسية العراقية وخداع الدولة العراقية وهو في الاساس ليس بتلك الكفاءة التي تسمح له ليكون وزيرا ناجحا .والدولة من مأزق الى اّخر تعيش مازق كبير حائرة بين مطالب الاحزاب الشيعية الموالية لإيران بضرورة خروج القوات الامريكية من العراق وبين التزامها القانوني بموجب الاتفاقيات الموقعة وهي في وضع لاتحسد عليه .. ان مطلب الاحزاب الشيعية ومليشياتها بمغادرة الامريكان في نظرنا هي خرافة فامريكا لاتغادر العراق فدولة لها سفارة فيها ثلاثة آلاف موظف ( هكذا قيل) وهي من اكبر سفارات اميركا في العالم هل يعقل ان هذه ستغادر العراق او في الافق مايشير الى ذلك ؟ طبعا لا . امريكا صرفت اكثر من 2 تريليون ( 2000 مليار ) دولار لاحتلال العراق هل ستتركه لقمة سائغة لكل من هب ودب هذه اكذوبة سياسية واعتقد انها في نهاية الامر ، سيتقاسم الطرفان امريكا وايران النفوذ في العراق رضينا بهذه النتيجة ام لم نرض فالعراق في الاستراتيجية الامريكية هو حجر الزاوية في منطقة المشرق .

ان تخبط حكومة تصريف الاعمال على الصعيد الخارجي هو انعكاس لتخبطها على الصعيد الداخلي فالسياسة الخارجية لأي بلد هو انعكاس لوضعه الداخلي فالوضع الداخلي هو ظهير اي عمل خارجي مهما كان شكله وحجمه فالسياسة الداخلية لأي بلد لايمكن فصلها عن مواقفها الخارجية والعكس صحيح . ان جرد حساب لما قامت به حكومات مابعد الاحتلال والتي كانت عمياء عما تقوم به سواء كانت مدركة له ام لم تكن ما قامت به هو تدمير الدولة العراقية وهيكلها الاداري واجهزتها بدءا بالجيش والشرطة والامن وصولا الى الجهاز الاداري الذي اسسته وبنته الدولة العراقية منذ بدء الحكم الوطني 1920 .. الجهاز الاداري كان يشار له بالبنان وكان يضاهي الاجهزة الادارية في دول المنطقة بل يتفوق عليها .

لقد كان لحملات التصفية الادارية والجسدية لموظفي الدولة وفي مختلف القطاعات هي سياسة مرسومة سلفا وقدمت تحت حجج مختلفة وكان قانون اجتثاث البعث السيءالصيت والعامل الطائفي هما قصب السيف في استراتيجية التدمير ..

اما الفساد فحدث ولا حرج وقد ازدادت في هذا العام الرشاوى والفساد والسرقات والجريمة المنظمة هل تتصور ايها القاريء ان وزير الصناعة الاسبق فوزي الحريري اخذ رشوة من المشترين الذين يريدون شراء مصانع القطاع العام يطلب من كل مشتري ملايين الدولارات بين 4 و5 مليون مقابل كل صفقة بيع ارجعوا الى سجل هذا الوزير كاكا فوزي لتروا العجائب .. وهناك امثلة عديدة عن التخريب والفساد في دوائر الدولة والجهلة والشهادات المزورة ..

انه التخريب الممنهج .. التخريب الذي اوجده الاحتلال ونفذته زمرة من اللصوص متربعة على السلطة فهدف الاحتلال كان ولايزال تدمير الدولة العراقية .

لقد كان عام 2021 بحق عام المخدرات وانتشارها وهذا الكلام قاله وزير الداخلية ان نسبة انتشار المخدرات بين الشباب تصل الى 50% وهذه نسبة خطرة جدا وازدادت على ضوئها حالات الانتحار واكد وزير الداخلية ان هناك 772 حالة انتحار في هذا العام اما الجريمة فحدث ولاحرج اما نكاح المحارم فوصل الى درجة حيث احتل العراق المركز الاول في العالم ..

واخيرا وليس اخرا وحتى لايزعل علينا المتنبي هل سيرى العراقيون الخير من حكومة الانتخابات الجديدة وهل ستطرح الحكومة برنامجا لكي يتم محاسبتها شعبيا وبرلمانيا انا لااثق بالبرلمان لانه البرلمان العراقي لم يحاسب فاسد او مرتشي بل لم يحاسب اية حكومة من الحكومات التي جاءت بعد الاحتلال … هل حاسب البرلمان المالكي على ضياع 400 مليار دولار هل حاسبه على تسليم الموصل الى داعش وهو القائد العام للقوات المسلحة والمسؤول الاول من حاسبه لا احد ..

لذا لا اعتقد ان العام الجديد فيه شيء جديد فالحكومة القادمة ليست حكومة اصلاح انما حكومة دكاكين وسرقات .. هل سيكون العام الجديد فيه بصيص من الامل ؟ هل ستكون هناك برامج سياسية واقتصادية واجتماعية تنقذ العراق !! ام سنتحسر على عام 2021 ؟ وهذا ما اخشاه انه لن يكون افضل من السابق عدا امر واحد اراهن عليه هو اندلاع ثورة شعبية عارمة تصحح الاوضاع كلها وعند ذاك سنقول للمتنبي انه امر فيه تجديد.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب