تعتبر لعبة البوكر من العاب الذكاء، يحتفظ لاعبوها بأوراق في ايديهم يفاجئون بها الخصم، ولكل ورقة صفات وصاحب الورق الاكثر قوة هو الفائز في نهاية اللعبة، اذا ما استخدم اوراقة بالشكل الجيد وبمكر شديد.
السياسة لا تخلو من المقامرة والمكر، والعراق اليوم محاط بلاعبين إقليمين و آخرين عالميين، ولنفترض ان العراق طاولة البوكر واللاعبين هم دول لها مصالح في العراق، كامريكا وايران والسعوديا وتركيا.
بدء اللعب ووزعت الاوراق بين اللاعبين عام ٢٠٠٣ واستمرت اللعبة خمسة عشر سنة، وما زال نفس اللاعبين يجلسون على تلك الطاولة يلووحون بأرراقهم لبعض، هنا القاعدة تختلف قليلا، في اللعبة الاصليه يكسب من يتخلص من جميع الاوراق، لكن هنا يكسب من يبقي لدية اكبر عدد من الاوراق يستطيع اللعب بها.
طاولة العراق تحمّل اوراق مختلفة عن باقي الطاولات، ومكانها في شرفة جميلة تطل على مياه الخليج العربي، اوراق طاولة العراق قوية جدا نذكر منها، الطائفية والقومية وتعدد الاحزاب المبالغ فيه والأقاليم والكهرباء، والماء والنفط والمحاصصة والاجندات و الديون والميلشيات والمرجعية والوطنية.
عند بدء اللعبة تتوزع الاوراق بين اللاعبين، ويحصل كل منهم على عدد من الاوراق يخسرها واحد تلو الاخر، ولكن بقيت اللعبة مستمرّة بتجاذب وتناحر وصراع سياسي دولي، وكل شخص يلقي بورقته ليجد الاخر يرد بورقة اخرى تنهي فاعلية الورقة الاولى، او يبقا منتظر دوره في اللعب ان كان عاجزٍ عن الرد.
دخل في الاونة الاخيره لاعب عراقي الجنسية والانتماء، يحاول ان يقارع من تمرس اللعب على هذه الطاولة، ويجعل له قرار واوراق ضغط، وكل ما يصبو اليه الحصول على ورقة الوطنية، التي طالما تكون بيد لاعب غيره، يقوم بأخفائها او اظهارها في الوقت الذي يحتاجه لتدمير احد اوراق خصومه.
يستطيع اي شخص منا الان ان يخمن كيف وزعت الاوراق بين اللاعبين، من خلال ما لوح به في ظل تلك السنوات السابقة، نستطيع ان نعرف بالضبط ما في يد كل لاعب من اوراق، ونجزم اليوم ان الورقة الوطنية بيد اللاعب العراقي، لكن هل سيعرف متى يرمي ورقته وينهي اللعبه تماما، او يطرد عدد من اللاعبين.؟
اي لعبة لها بداية ونهاية ولها وقت ذروه تحتدم فيها الامور، ويتحمس اللاعبين ويفقد بعض اللاعبين اعصابهم، وقد يخسر اللعبه بتهور او بسبب كلمة او فعل ينهي وجودة، لكن يبقى اللعب للفنانين اصحاب النفس الطويل والاعصاب الهادئة، ”من يحفر البئر بأبرة” هو من ينتصر في النهاية.
طاولة العراق وصلت الان الى وقت الذروة، الكل يرى نفسة على شفا حفرة بين الإنتصار والهزيمه، اي خطأ بسيط ينهي وجودة تماما، حتى اللاعب الوطني الان يرى نفسة في مرحلة يمكن ان يثبت وجوده بها او يفقد هويته الوطنية تماما، لكن بقي الفيصل في عدد الاوراق التي يمسك بها كل لاعب واهميتها بالنسبه للخصم.