18 ديسمبر، 2024 8:46 م

العراق صيف ساخن وشعب ساخط…..

العراق صيف ساخن وشعب ساخط…..

شيئا فشيئا ترتفع درجة الحرارة لتصل الى مبتغاها في موسم الصيف العراقي الحار والجاف  ومع ارتفاع درجات الحراة تتزايد الحاجة الى الطاقة الكهربائية المفقودة , لتصبح حاجة اساسية تنافس حاجات فرويد الاساسية ويرافقها غليان في الوضع السياسي  الذي يعصف بالبلد ويضاف له غليان وهيجان شعبي كونه يعاني الامرين الطقس وانحسار الخدمات التي ترافق هذا الوضع  فمن الطبيعي ان يكون لتـأثير الطقس انعكاسا واضحا على سلوك الناس وتصرفاتهم ويؤدي الى ردود افعال غير منضبطة ومنفلته احيانا  وهي انعكاس طبيعي لهذه الازمات .
 
ان الاحداث  قد تسارعت  بشكل رهيب ومخيف جدا بعد اعلان العبادي تشكيل حكومة التكنوقراط ” التي ادخلت البلاد في النفق المظلم وأعادته الى عنق الزجاجة مجددا بعد محاولات يائسة للخروج منها منذ 13 عام  , البرلمان العراقي منقسم اليوم الى جبهتين “(المعتصمين) “الاصلاحيين و(المحافظين) البكاوءن على الشرعية ” وبمعنى اخر فريق مع سليم الجبوري واخر بالضد منه  ومن جهة اخرى برز  فريق برلماني لم يحسم امرة  قدم هنا واخرى هناك وهو الذي  يقود الاصلاح مع التيار المدني منذ فترة ليست قريبة. وهذا ما يصعب التئامه  مجددا.
 
قد يكون فريق الاصلاحيين اكثر تماسكا وصلابة من غريمه وذلك للمساحة الواسعة التي يتمتعون بها بعد اعلانهم  انسلاخهم عن كتلهم وانصهارهم في جبهة الاصلاح “ورفعهم  شعار كلا للمحاصصة .وهذا بطبيعة الحال يعد انجازا كبيرا للديمقراطية  التي نمنى بها النفس ويحسب بألف سنة ضوئية ديمقراطية” مما تعدون “
 
 الا ان المسار الديمقراطي هذا ليس طريق معبدا بالزهور فهو طريق موحش كما قال عنة الامام علي “ع ” لا تستوحش طريق الحق لقلة سالكيه ,  وفعلا كان طريق محفوفا بالمخاطر والاشواك  وقد يؤدى الى نتائج  كارثية في القادم من الايام .  بعدما تمسكت بعض الكتل بمغانمها ومكاسبها واعلانها  الحرب ضد من يحول بينها وبين تحقيق اهدافها واحلامها .
 
يمكن القول ان حادثة اقتحام البرلمان شكلت نقطة تحول مفصلية  في الوضع السياسي  وقد تكون بداية كسر جليد المحاصصة  بعدما عجزت جميع الوسائل في تصحيح الاوضاع المتأزمة  فالشعب اليوم وصل الى مرحلة الرقي بالوعي بحقوقة وان الخطاب الطائفي الذي يتقن البعض عزفه  ما عاد يطرب الكثيرون بعدما تعرى وظهر على حقيقته
 
 لقد بات الشعب  على مقربة من الحصول  حقوقه بيده  وربما يكون ذلك  في انتفاضة مسلحة تقتلع الجذور,  وعلى الرغم من خطورته الا انة تحصيل حاصل  خاصة بعدما قامت الحكومة بتحصين نفسها وتركت الباب مفتوحا على مصراعيه  في  حملة التفجيرات الممنهجة ضد ابناء المناطق الشعبية في العاصمة التي خرجت بالدعوة لقلع المفسدين ولكن الضريبة كانت باهضه عندما أزهقت ارواح المئات من  ابناء الطبقات المسحوقة وهذا امرا يثير التساؤل عن ماهية تلك الجهة على الرغم من تبني داعش المسؤولية.؟  ومع هذه الاجواء الامنية والسياسية الساخنة وصيفنا الساخن يسوء اكثر الوضع الاقتصادي وتنعدم الخدمات وتصبح في خبر كان.
 
 يرى البعض من السياسيون ان الحل يكمن في اعادة بناء العملية السياسية برمتها بعدما فشلت هذه الكتل  في تمثيل جماهيرها وقد يرى اخر ان الذهاب الى حكومة انقاذ وطني والدعوة الى التعجيل  للانتخابات بشرط تغيير قانون الانتخابات وفريق المفوضية  والاتيان بأشخاص غير متحزبين  فيما يرى الاخرون الحل يكون  “إذا خرجت العملية السياسية من إطارها الطائفي الى الاطار الوطني وهذا امرا مستبعدا حاليا, فليس من المعقول ان يكون مصير 30 مليون بيد حفنة من السراق تجمعوا من كل بلدان على تقسيم المغانم.
 
ليصبح العراق الأكثر فسادًا في العالم وفقًا لتقرير الأمم المتحدة، وليست هناك حقوق للمواطنين في العراق وفقًا لمنظمة العفو الدولية؟