23 ديسمبر، 2024 1:59 ص

العراق صار کله مثل عبارة الموصل

العراق صار کله مثل عبارة الموصل

مذا يحدث في العراق وهل إن الاوضاع هناك تبعث على الطمأنينة؟ هل إن الفساد والتطرف والارهاب قد تم القضاء عليهم ولاسيما بعد إعلان الانتصار على تنظيم داعش الارهابي؟ الحقيقة المرة جدا کالحنظل في عراق مابعد الاحتلال الامريکي، تٶکد بأن مايوحي بالامور والمسائل الايجابية يتم الاعلان عنها وتجسيدها نظريا فقط أما مايوحي بالامور والمسائل السلبية فإنه لايتم الاعلان عنها أبدا بل يجري تجسيدها عمليا، وهذا مايجري فعليا في عراق يسمونه کذبا وبهتانا وزيفا ب”الجديد”، فأي جديد يمکن تشخيصه ولمسه في عراق اليوم سوى المآسي والمصائب والمشاکل والاوضاع السلبية التي صارت تتخطى الحدود!
حادثة العبارة التي غرقت في مياه دجلة بالموصل والتي راح ضحيتها نحو 100 شخص، وماأثارته وتثيره من ردود فعل وإنعکاسات مختلفة، من الممکن جدا أن تعطي إنطباعا مفيدا وملموسا عن مايجري في العراق وواقع الحال من دون أي رتوش، ذلك إنه مقتل 100 مواطن في حادثة تحوم حولها الشبهات بقوة، قضية تٶکد بأن الشعب العراقي من زاخو الى الفاو ليس في أيد أمينة.
کل ذلك التهويل غير العادي بشأن إن الشعب العراقي قد إستعاد حريته وبإمکانه أن يٶسس لمستقبله والذي تم التطبيل والتزمير له بعد الاحتلال الامريکي للعراق، لم يکن في النتيجة النهائية سوى مجرد”هواء في شبك”، حيث إن أوضاع الشعب العراقي ليس لم تتحسن بعد سقوط نظام البعث بل وإنها ساءت أکثر من أي وقت آخر، خصوصا وإن عدد القتلى والضحايا الذين صاروا يتساقطون من الشعب العراقي بعد عام 2003، قد صار أکثر من نظيره قبل ذلك، وهو ماأکد بأن هناك ثمة شئ أو أمر غير طبيعي يجري في بلاد الرافدين يقود ويٶدي الى هکذا نتائج سلبية.
بعد عام 2003، إن أهم شئ صار يطغي على المشهد العراقي ويهيمن عليه هو نفوذ النظام الايراني عليه وسعيه من أجل إحکام قبضته عليه خصوصا وإنه قد قام بإدخال تنظيمات وعناصر تابعة له بصورة وأخرى للعراق، وهذه العناصر والتنظيمات أثبتت الاحداث والتطورات بأن إخلاصها العملي والواقعي کان ولايزال للنظام الايراني، وقد صار واضحا بأن هذه”النماذج والمجاميع”المعادية للعراق والشعب العراقي، لايمکن أبدا أن تقدم للعراق والشعب العراقي غير البلاء والمصائب والمآسي، وإنه إذا ماقد غرقت تلك العبارة في الموصل في مياه دجلة، فإنها قد بعثت برسالة واضحة جدا للشعب العراقي بمختلف مکوناته مفادها بأن العراق کله وفي ظل الظروف والاوضاع الحالية أشبه بتلك العبارة التي قد تغرق في أية أية لحظة مالم يتم تدارك الموقف بقطع يد النظام الايراني في العراق.