حقّاً ومئةَ حقٍ وحقٍ فإنَّ الضَحِكات قد نفَذَت واستنفذت < وسطَ المهزلة القائمة في العراق > , وحتى القهقهة الساخرة تلاشت ازاء المسخرة الكبرى , وإذ لم تعُد القابليات والقُدُرات تتحمّل فوق طاقاتها الإستيعابية , فسوف ننحدر هنا ” عبر الكلمات ” الى صغائر الأمور ممّا يمكن تحمّله من هذه التراجيديا المضحكة .
1 \ ففي ظلّ ازمة الكهرباء وديمومتها وتفاعلاتها وانقطاعها شبه الكامل في بعض المحافظات , وما تثيره لأعصاب الجمهور وتؤزّم الأوضاع الأجتماعية والصحية والأقتصادية , فبدلاً من تفقّد مواطن الخلل في المناطق والمدن الأكثر انقطاعاً في الكهرباء من سواها , فالسيد الوزير ” ماجد مهدي حنتوش ” وحسب ما ذكرته ونشرته الميديا , يترك مكتبه في مقرّ الوزارة ليقوم بزيارة مجهولة المغزى والمعنى لرئيس وزراء السابق ” حيدر العبادي ” ! , والمواطن لايفهم ويندهش ما علاقة العبادي بالكهرباء والتي لم يستطع الى اعادتها حتى الى نصف او ربع وضعها الطبيعي . ولو كان ذلك قد حدث في دولةٍ اخرى لأتّخذت هذه الحالة طابعاً سياسياً مبهما . الوزير حنتوش ومكتبه لم يعلنوا عن مبررات او” مسوغات ” هذه الزيارة ونتائجها المرجوّة ! ولا نقول التكتّم عليها .!
2 \ : ايضاً , وزير الدفاع العراقي الفريق الركن ” جمعة عناد ” من القادة العسكريين المهنيين والمشهود له تأريخه في الحروب والمعارك التي مرّت بالعراق , لكنّ انْ يقوم الفريق جمعة بتمثيل العراق في مؤتمر قمة المناخ المنعقدة حاليا في مدينة ” لوبورجيه ” في فرنسا , فهو أمرٌ قد يدعو للإصطدام بأكثر من علامة استفهام .؟ , فما علاقة وزارة الدفاع بالمناخ , وهي الوزارة التي تلوّث البيئة والمناخ في المعارك والحروب بالنيران والدخان واللهب .! , السيد الوزير الذي سيلقي كلمة العراق في المؤتمر والتي لابد ان تتطرق الى جوانبٍ ونقاط علميةٍ بحته , فمن المحتّم انه لم يبادر شخصياً او ذاتياً لتمثيل البلاد في هذا المؤتمر المناخي الدولي , ولابدّ ان حضوره في المؤتمر كان تنفيذاً واستجابةً لتكليفٍ من رئاسة الجمهورية او رئاسة الوزراء , لكنّ ماهو مدعاة للتفكّر وليس للتندّر , فيكمن حول السبب المخفي من عدم تكليف شخصية مدنية رفيعة المستوى لتمثيل العراق هناك , وخصوصاً اذا ما كانت هذه الشخصية اقرب الى التخصصات العلمية في هذا الشأن البيئي , ولكي يغدو خطاب العراق اشدّ موضوعيّة .!
ثُمَّ , ودونما ايّة نبالٍ نقديّة مسددّة نحو الوزير , ننقل هنا مقطعاً مُقتَطَعاً من خطاب الفريق الركن في المؤتمر : –
< انّ تدهور الخدمات الناجم عن تغيّر المناخ يرفع من احتمالات انضمام الشباب الى التنظيمات الإرهابية > .
– لا تعليق –