8 أبريل، 2024 10:31 ص
Search
Close this search box.

العراق سيكون احد اطراف المقاومة على العدوان الامريصهيوني على سوريا

Facebook
Twitter
LinkedIn

حاول الكثير من المستعربين العملاء لامريكا والصهيونية ان يدخلوا سوريا في موجة ما يسمى بالربيع العربي ، لدعم الوجود الصهيوني في المنطقة بنفس الطريقة التي ادخلت فيها بعض الدول في هذ الربيع الذي اضحى خريفا على بعضها كما في مصر التي استدركت الموقف وتنبهت لحجم المؤامرة التي حيكت ضدها من اجل تحويلها الى دولة تكفيرية تكون منطلقا لدول تكفيرية اخرى في المنطقة .
الا ان سوريا ليست كباقي الدول التي اندلعت فيها الاحتجاجات والدعوات لتغيير النظام السياسي فيها ، كونها احد الركائز الاساسية للمقاومة ضد العدو الصهيوني بالاضافة الى حزب الله والداعم الاكبر لهما ايران ، التي هي اكبر قوة في الشرق الاوسط ، اذ لا احد غير هذه الاطراف من تقاوم العدو الصهيوني ، والا هل السعودية ام قطر ام باقي دول الخليج هي التي تقاوم هذا العدو ؟
لهذا فان القضاء على سوريا هو قضاء على كل نفس مقاوم لهذا الكيان الغاصب ، وهو مقدمة لتحقيق حلم دولة الصهيونية المشؤومة (من النيل الى الفرات) .
لكن هذا لا يعني بانه لا يوجد من عنده الاستعداد للانضمام الى قوى المقاومة للصهيوينة مثل العراق المؤهل ثقافيا ودينيا ، بل هو اكثر تأهيلا من سوريا نفسها لمقاومة العدو الصهيوني الغاصب ، لعدة اسباب اوضحها هي ان الانسان العراقي زق زقا كرها وبغضا للصهيونية وهذا الكره ممزوج مع ثقافته السياسية والدينية ، بالاضافة الى وجود عدد من المراقد المقدسة التي يرتبط بها روحيا مثل ضريح السيدة زينب بنت علي عليهما السلام .
صحيح ان العراق لا يمكن ان يأخذ هذا الدور على المستوى الرسمي لقصر تجربته السياسية بعد الاحتلال الامريكي له ، لكن على المستوى الشعبي فاني اعتقد بانه سيكون هناك غليانا شعبيا كبيرا واستعدادا اكبر للانخراط في مقاومة العدوان الامريصهيوني المحتمل على سوريا وسيجد المواطن العراقي الطرق المناسبة للعبور الى سوريا ومواجهة هذا العدوان .
البعض من الذين يتمنون سقوط سوريا يعتقدون ان سقوطها سيكون مشابها لسقوط نظام صدام حسين عام 2003 ، لكن هذه الاماني ستذهب ادراج الرياح ، اذ ان نظام صدام عندما قرر مواجهة امريكا لم يقف معه حتى شعبه في حين ان الوضع في سوريا يختلف تماما كونها هي احد اطراف الهلال المقاوم الذي يحيط بالوجود الصهيوني في فلسطين العربية .
فاذا كان الفرد العراقي ترك نظام صدام حسين يعاني وحده مع امريكا فانه هذه المرة سوف لن يترك سوريا تسقط بيد العدوان الامريصهيوني ، ليس حبا بنظام الاسد ، انما لقناعته بان سوريا هي كلمة الفصل التي يمكن ان تفرض الوجود الصهيوني في المنطقة او تنهيه بصورة نهائيا .
واذا كان هناك من تشكيك باشتراك المقاتلين العراقيين الاحرار في الحرب المقدسة بالدفاع عن سوريا ، فعليه اولا ان ينظر الى قوى المقاومة العراقية المتمثلة بجيش المهدي وعصائب اهل الحق وحزب الله العراق ، ومرجعية اية الله الشيخ قاسم الطائي الذي يملك جيشا قويا من اتباعه الذين كانوا من ابرز قوى المقاومة في العراق ضد العدوان الامريكي منذ عام 2003 ولحد يوم جلاءه ، وصاحب الفتاوى العلنية في الجهاد على كل عدوان امريصهيوني يمس العراق او البلاد الاسلامية الاخرى كما حدث في سوريا واصداره فتوى بتأسيس لواء ابي الفضل العباس الذي ما زال يقاتل في سوريا دفاعا عن مرقد السيدة زينب بنت علي عليهما السلام والذي ذهب بنفسه ورفع راية اللواء فوق قبة مرقد السيدة زينب عليها السلام .
وبوجود كل هذه القوى المقاومة في العراق لا اعتقد ان السلطات العراقية الرسمية سوف تستطيع ان تمنعهم من الذهاب الى سوريا ، اذ ان امريكا والكيان الصهيوني تدركان هذه الحقيقة ، وان السلطات العراقية الرسمية لن تقع بحرج من هذا الامر .
على العرب ان يدركوا بان هذا العدوان ليس لاسقاط نظام الاسد كما تحاول امريكا ان تصوره ، انما هو اسقاط لكل الامة العربية الاسلامية وانهاء لثقافتها وتاريخها ، فاذا كان اليوم يطال سوريا فغدا سيطال كل الدول العربية ابتداء من الخليج .
ولا ننسى بان هذا العدوان سيخلق غلايانا شعبيا في بعض الدول الخليجية المرتبطة ارتباطا عقائديا مع العراق وسوريا وحزب الله في لبنان وايران قد يضر بانظمة هذه الدول لاسيما في الكويت والسعودية والبحرين .
اما على المستوى العسكري فان ضربات المقاومة ستتركز على الكيان الصهيوني ، وربما سيكون هناك هجوما بريا سوريا على تل ابيب.
والنقطة الاهم في الموضوع هي ان ايران ستخرج من دور الداعم للمقاومة ضد الكيان الصهيوني الى احد اطراف هذه الحرب من خلال تصريح ﻗﺎﺋﺪ ﻓﻴﻠﻖ ﺍﻟﻘﺪﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﺱ ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ الإيراني ﺍﻟﺠﻨﺮﺍﻝ ﻗﺎﺳﻢ ﺳﻠﻴﻤﺎﻧﻲ ، الذي قال :” أن أي ﺟﻨﺪﻱ أمريكي ﻳﻨﺰﻝ ﻣﻦ ﻃﺎﺋﺮﺗﻪ ﺃﻭ ﻳﻐﺎﺩﺭ ﺑﺎﺭﺟﺘﻪ إلى سورية ﻋﻠﻴﻪ أن يحمل ﺗﺎﺑﻮﺗﻪ ﻣﻌﻪ، فبلاد ﺍﻟﺸﺎﻡ ﻫﻲ ﻣﻌﺮﺍﺟﻨﺎ إلى ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﺳﺘﻜﻮﻥ ﻣﻘﺒﺮﺓ ﺍﻷ‌ﻣﺮﻳﻜﻴﻴﻦ “.
اما الدور الروسي المتشدد لصالح سوريا ، فانا مع الذين يشككون بصمود التشدد الروسي الى حد ما ، لكن بنفس الوقت هناك رهان واحد يمكن ان يكون منطقيا على استمرار الرفض الروسي لضرب سوريا ، وهو ان نفوذ روسيا في المنطقة مقترن بوجود كلا من ايران وسوريا وحزب الله ، واذا سقطت سوريا (لا سمح الله) فان وجودها سينتهي وسيقضي على حلمها بالعودة كقوة عظمى في العالم .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب