بعد عام ( ٢٠٠٣ ) طور علماء الفساد في العراق النظرية النسبية العامة للفساد وقلبوا المنطق ووضعوا ملاحق لنظريتهم وقوانين وتعديلات.. ففي العراق فقط
( وهو أمر لا يمكن حدوثه حتى في الخيال ) يتباهى السيد المتحدث الرسمي لوزارة الكهرباء العراقية مصعب المدرس عبر برنامج الجمهورية السادسة في قناة الشرقية العراقية أن تم صرف أكثر من 37 مليار دولار ولم تتحسن لحد الآن ! علمتني الحياة الصحفية والاعلامية دروساً كثيرة ، تجاوزت حدود ما يمكن أن يحمله العقل ! عقولنا نحنُ الّذين تجاوزنا الستين وأين ؟ في العراق .. حروب وحصار وأهوار من الكذب وجبال من الرياء وبحيرات من النفاق وغابات من المجاملات الفارغة .. لكننا نسينا أنها تسجل بدقة في سجلٍ خالد سيعرض علينا حرفاً حرفاً .. من الممكن أن يغفر الله لكذابٍ ممازح أو ما يسمى خطأً الكذب الأبيض .. لكني أسأل كيف يتعامل الرحمن مع كذابٍ يكذب بلا حياء على ثلاثين مليون إنسان بينهم ملايين الأطفال والمرضى واليتامى والمقعدين والأرامل والعجائز والشيوخ ؟ .. والكذب لدى هذا الكذاب الذي تبوأ منصب الناطق الرسمي بأسم وزارة الكهرباء سيحسب عليه يوم القيامة بالفولتية أو بالميغاواط ! وتبدأ مراحل تعذيبه في جهنم بالواط ثم بالأمبيرية .. وتختم بإذن الله بصعقه بثلاثين مليون ميغاواط .. ظهر هذا الكذاب قبل أيام بدون خجل من على شاشة احدى الفضائيات العراقية ليبشر العراقيين بإنَّ مشكلة الكهرباء ستحل في نهاية عام 2037 ثم صحح الخطأ وقال في نهاية عام 2040 أي بعد تولية كذاب آخر غيره منصب الوزارة لأنه سيذهب بلا أدنى شك إلى عمان أو لبنان أو دبي .. العراقيون ينتظرون رمضان الخير ودرجة الحرارة تصل الى أكثر من 50 درجة والفقراء حائرون بين المولدات والكاز والوطنية و( فصلت ) و( متتحمل) ويكاد نومهم يشبه يقظتهم .. لماذا لا يقول هذا المتحدث بأسم وزارة الكهرباء الحقيقة ويعلن أن الكهرباء في العراق مسألة غير قابلة للحل إلى الأبد وأننا سنعود إلى عصر اللالات في الشتاء القابل .. أم أن الوزارة ستتحول إلى وزارة المولدات بدل وزارة الكهرباء.