دائماً ماكنا نسمع بوجود دولة ثالثة اوطرف ثالث لحلحلة اي خلاف بين دولتين ويجب ان تكون الدولة الثالثة لها ثقل اجتماعي ودولي وترتبط مع تلك الدولتين بسياسة التوازن السياسي وفق مفهوم السيادة الدولية حتى تستطيع من القيام بمهامها من تحقيق التصالح بين الدولتين.. وهذا امر ايجابي ومرحب به من قبل كل الدول التي تسعى الى السلام دائما ولكن ما نلاحظه اليوم من الوساطة العراقية بين الجمهورية الايرانية الاسلامية والمملكة العربية السعودية فأننا نجد انفسنا امام وساطة هشة جدا مبنية على اساس ان الطرف الثالث هو مجرد ساعي بريد لا اكثر يقوم بنقل كلام ورسائل المسؤولين في هذه الدولة الى المسؤولين في الدولة الأخرى وهذا يعتبر معيب جدا للعراق كون العراق يعتبر اليوم مسلوب الارادة الدولية ولا تربطه مع المجموعة العربية تلك الروابط القوية الموجودة سابقا اما علاقته مع ايران فهي علاقه اطماع ومصالح واضحه الغاية منها هو سعي الطرف الايراني دوما للتهرب من الحصار المفروض على شعبه من قبل الغرب وابقاء النافذة العراقية مفتوحة لتخفيف المعاناة الاقتصادية على الشعب الايراني جراء هذا الحصار والا فان السؤال الذي يطرح نفسه دوما ما هو الفرق بين الشعب السعودي عن الشعب العراقي فكلاهما ينتمون الى قومية واحدة وهي القومية العربية حتى وان اختلفوا في المذاهب فان الدم العربي لا يمكن تغييره وان الحكام ذاهبة وزائلة ولكن الشعوب بكل انتماءاتها المشتركة باقية…
وهنا اخاطب دولة رئيس الوزراء العراقي صاحب المبادرة ماذا سوف يكون جوابك عندما تقوم بالوساطة بين هاتين الدولتين وانت تعرف جيدا انك تركض خلف سراب في صحراء.. فالشعب السعودي وحكومته واغلب الحكومات العربية في المنطقة لا ترغب بإقامة اي علاقات مع ايران وخاصة في ظل نظام الحكم الحالي وربما تقرأ او تسمع المقولة العربية التي تقال دوماً في وسائل الاعلام ومنابر الجوامع (( ياليت بيننا وبينهم جبل من نار)) وفي نفس الاتجاه تجد النظام الجديد في ايران ليس لديه رغبة حقيقية بإقامة اي نوع من العلاقات مع الدول العربية…
السيد الرئيس ان سعيكم مشكور وان المواطن العراقي البسيط يسال عن تكلفة اجور نقل الطائرة الخاصة التي قامت بنقل الوفد العراقي برئاستكم الى المملكة العربية السعودية ومن ثم توجهت الى العاصمة طهران لمقابلة رئيس الجمهورية الاسلامية في ايران وهل سوف يتكفل بها احد الجانبين السعودي او الايراني ام انها على حساب الشعب العراقي.. والسؤال الثاني والاهم يا دولة الرئيس هل انتهت المشاكل في بلادنا حتى تذهب لحلحلة مشاكل الجيران اليس الاجدر بك ان تذهب الى ايران وانت تحمل ملف الكهرباء وحل مشكلة موضوع الغاز وان تذهب الى السعودية تطالبهم ان يقوموا بمساعده العراق في اعادة اعمار المدن المحررة التي ما زال قسم منها تحت الانقاض اليس الاجدر يا دولة الرئيس ان تخاطب اصدقائك الايرانيون وتسالهم عن قطع المياه عن جنوبنا الحبيب ولماذا في هذا التوقيت بالذات اسئلة كثيره يا دوله الرئيس يوجهها لك ابناء الشعب وكان املنا بك كبير لأنك سوف تهتم بنا وبمشاكلنا قبل ان تهتم بمشاكل دول الجوار والذين يرتبطون معنا بحدود مشتركة وبدين واحد ولكنهم لم يقدموا شيء مفيد لشعبك المظلوم. بل العكس وحسب ما تصرح به تقارير اجهزتنا الأمنية في الحكومات العراقية المتعاقبة فان سكاكينهم كانت على رقابنا دوماً….
ارجو ان تنهض انت ومن معك من هذه الغفوة وان تعود الى رشدك وتعرف ان وضع العراق اليوم لا يساعد على مثل هذه الوساطات فنحن غارقون في مشاكل لا يعلمها الا الله اما هذه الدول التي تقوم بالوساطة فيما بينهم فان شعوبهم مستقرة جدا ومتوفر لديهم الامان والخدمات كافة التي وان وجدت عندنا فهي ضعيفة جدا…