23 ديسمبر، 2024 9:04 م

العراق زعيمُ العالم لمكافحة الإرهاب .. ماذا يعني ؟

العراق زعيمُ العالم لمكافحة الإرهاب .. ماذا يعني ؟

يبدو أن دول العالم  الكبرى التي صنعت الإرهاب فيما مضى من السنين وغذته طوال العقود المنصرمة ليصبح قوةً عالمية حتى أستفحل عليها وخرج عن إرادتها ومشاريعها التوسعية ليجد غيرها من يغذيه و يدعمه كـ (السعودية و قطر وغيرها ) , أدركت اليوم خطره بالنسبة لها لا للدول التي يصيبها ويفتك بها حالياً . لذلك كان لا بُد للدول الـ54 التي حضرت المؤتمر الدولي الأول لمكافحة الإرهاب أن تدعم العراق وان تقف إلى جانبه ضد هذا الداء الذي بدأ يتفشى في دول المنطقة والعالم وان تعمل جاهدةً على حصره في العراق البلد الأكثر اعتلالا به , ليبقى ساحةً عالمية للصراع الطائفي والمذهبي والاقتتال وتصفية الحسابات بين الخصوم , لتنعم هي بالأمن والاستقرار دارئةً ذلك الخطر الكبير عنها . فما قالته ممثلة الاتحاد الأوربي في بغداد (إن العراق سيكون زعيمنا في مكافحة الإرهاب ) ..ماذا تعني:
هل تعني تحقق الأمن والسلام والاستقرار لبلدٍ يتجرع الموت اليومي بالة الإرهاب المدمرة و الفاتكة التي عجزت الدول الكبرى عن مواجهتها ؟  أم تعني دفع العراق للمزيد من الخراب والدمار والانهيار وتصفية الحسابات الدولية وجعله ساحةً عالمية لمواجهة عدو لا شكل له ولا صورة على ارض المعركة , فقد يختبئ الإرهاب في شخصِ سياسي عندما يُدعمُ من قبل أحزاب ونواب وقد يكون تحت عمامة رجل دين عندما يصدر له فتاوى التكفير وقد يكون بزي رجال الأمن عندما تكون الأجهزة الأمنية مخترقة وقد يكون و يكون و يكون… فالإرهاب أبخس واخطر الأعداء . وكيف سيتحقق الأمن لبلدنا ما دمنا زعيم العالم في مواجهته ؟ وفي أي عام سيقضى على الإرهاب الذي أصبح قوةً عالمية مدعومة دولياً وإقليما لننعم بعدها بالأمن والاستقرار؟.
رغم ذلك كله باعتقادي إن الدول التي حضرت العراق من خلال ممثليها للمشاركة في  مؤتمره الأول  لمكافحة الإرهاب لم تبادر لإظهار حسن نيتها كاملةً اتجاه ( زعيمها ) , إذ لم تسمي الدول الداعمة للإرهاب التي أضاقت العراق ذرعاً ومرارةً وموتاً , و اكتفت بالدعم الإعلامي فقط من خلال التعاون ألاستخباراتي والعسكري بينها وبين العراق في محاربة الإرهاب ومن يقف معه دون تسمية الداعمين والمحرضين على الفتنة والاقتتال المذهبي ..
وعلى أية حال و مما لا شك فيه أن العراق قد نجح إعلاميا و لوجستياً في استضافة و قيادة المؤتمر الدولي الأول لمكافحة الإرهاب الذي عقد للفترة من 12_13 آذار لعام 2014م  في العاصمة بغداد , فبعد إن حاول بعض السياسيين (المعارضين) أن يُصوروا للعالم إن ما يجري في الانبار هي عملية إبادة جماعية أو هي حرب طائفية ضد حراك شعبي أو انتفاضة شعبية ليكسبوا الدعم ويسقطوا الحكومة . استطاع المؤتمر أن يتغلب عليهم و أن يخرج بتوصياتٍ ومقررات تُجرمُ ما تقومُ به القاعدة و داعش ومن يقف معهما من السياسيين من أعمال وحشيةٍ و إجرامية  ضد الأبرياء من أبناء الشعب بالإضافة إلى إضفاء الشرعية الدولية على العمليات العسكرية التي تقوم بها القوات المسلحة العراقية من الجيش والشرطة والأمن في غرب البلاد من مدن وصحراء الأنبار . و تبقى عيون العراقيين شاخصةً نحو تنفيذ تلك المقررات والتوصيات التي خرج بها المؤتمر على ارض الواقع لا أن تكون حبراً على ورق كما في المؤتمرات السابقة ,علَ قرابين الموت المجاني التي دفعوها طوال العقدين الماضيين تجد طريقها نحو جادة الخلاص والعيش بأمان وسلام .داعين الله عز وجل أن يخلص العراق من زعامة العالم لمكافحة الإرهاب التي ابتلى بها حديثاً (خاف هيه جانت عايزة أشوية )!!!