لابد لدى متابعي الوضع العلاقة مصدر القرار في الادارة الامريكية معلومة بانه ضمَّت قائمةُ الفريق الانتقالي لإدارة جوبايدن خمسةَ أشخاصٍ مِن الخُبراء والأكاديميين ذوي الأصولِالإيرانية؛ وقد تلقَّفت منصاتٌ إعلاميةٌ إيرانية هذه الأخبار بنظرةٍتفاؤليةٍ مقرونةٍ بالإشادة بما قد ينعكسُ إيجابًا على العلاقةالإيرانية مع الولايات المتحدة بفعلِ الأدوارِ الحسَّاسة التييضطلعُ بها هؤلاء الأفراد في الجهات التنفيذية،
ولابد سمع هولاء المتابعين بانه يجري في واشنطن الاناستعدادا لعقد مؤتمر للوبي الايراني المؤثر و المعارض للنظام في طهران مع مسؤولين متنفذين في الادارة الامريكية لبحث معالجة وضع العلاقة الامريكية الايرانية على شرط عدم التوجه لاختيار الحرب لمعلاجة هذا الوضع وذلك تماما بعكس ماكان يسمى قبل احتلال العراق بـ ( المعارضة الوطنية )التي ذهبت الى واشنطن راكضة لتتجاوب مع الهدف الامريكى لاسقاط دولتهم ….
بقدر فهمي المتواضع للامور المتعلقه بخلق ( الازمات فيمنطقتنا ) والتي يتوفر فيها كل شيء ألا شيئين مهمين الاولالارادة الوطنية ضمن حدود اكثرية البلدان الواقعة ضمن ( الشرق الاوسط ) ونتيجة لذلك فقدان الوعي الوطني لعامةالناس فيها لحد تقسيمهم الى شتات في الاختيارات لكنهاجميعها مرة ‘ ونتيجة لذلك فأن مشاهدتي وتقلبي للاخباروالتقارير والتصريحات حول ( النفخ الايراني ) و عدوانية امريكا الذي يعلنها بين فترة واخرى مصدر القرار فيواشنطن بغباء لايحسد عليه ارى ان مايحصل لا يؤدي الى مايعلنونة من الاهداف بين طرفي الصراع لذلك مايحصل تحديدايؤدي بالنتيجة الى بقاء كل شيء على ماكان عليه ولكن بوضوحاكثر امام عيون الذين ماكانوا يرون بوضوح .
حدقوا ‘ بعد مرور اكثر من 30 عاما على انتهاء الحرب العراقيةالايرانية وبعد ان انتصر العراق في ذلك الحرب رغم محاولاتيائسة لمحو معاني ذلك الانتصار ‘ الان وفي خضم الازمةالحالية يكشفون عن وثائق سرية معلنا ان بريطانيا رفضتخطة أمريكا لضرب إيران خلال الحرب مع العراق وذلك لمنعه منالانتصار على العراق ‘ وهذا الكشف جاء بعد تساؤل اكثر منمصدر الان حول الهدف من معارضة بريطانيا لسياسة الادارةالامريكية تجاه إيران لدرجة تجعلها تقود المساعي الأوروبيةلتمكين طهران من الالتفاف على العقوبات الأمريكية ؟.وياتيالجواب من المصادر المعلوماتية على تساؤله بالقول “إنها أهميةإيران الاستراتيجية لبريطانيا وعموم الغرب، كما تكشف وثائقسرية بريطانية“.
وكما راينا قبل اكثر من عام انشغل العالم كله وأُستُنفِرتمنطقة الشرق الأوسط والخليج بحشد كل القوة العدوانيةالاميركية في المنطقة ولكن عندما تدقق انهم دفعوا بقواتهمبشكل كثيف ضمن مناطق صواريخ وتأثير القوات الإيرانيةفهذا الحشد بالذات دليل على استعراض تمثيلي فاشل لغايةفي عقل مستهترين في الادارة الامريكية التي كانت تقودهافي ذلك الوقت الشرير ترامب ‘ لان من ثوابت مصدر القرارالحقيقي في الادارة هو حرصهم على سلامة معداتهم وجنودهمفي الحرب ‘ اذا ان عرض عضلات قواتهم بهذا الشكلبالسرعة التى رايناها تؤكد على عدم جديتهم للحرب وانالايرانيين ايضا يفهمون الغاية من العرض الذي ياتي ضمنخطط الحرب النفسية،تجاه ايران و عملية كسب خلالها المالمن ( اغنياء الحكم الخليجي )
اذا تعمقنا بموضوعية الى تسريبات ( الوثائق ) اثناء هكذاازمات ونظرنا بواقعية الى استمرارية تأثير التاريخ والواقعالجغرافي ( رغم تصنعة في انعطافات حادة حصلت ) نفهم أنالغرب ( قطعا ) لايريد اسقاط مايحدث من التجارب في ( أيرانوايضا تركيا ) مهما تكون خطورته على الغرب ‘ لايريد اسقاطتجارب البلدين كما فعل في العراق لذلك لايزال نرى أن نتائجالصراع الحالي سيكون نفس توقعنا عرضناه في 22 شباط2019 ونشر فى ( الزمان ) و الغراء حيث قلنا :
عندما اندلعت ثورة الشعوب الايرانية ‘ استبشرت كل القوىالخيرة الساعية الى تقوية الارادات الوطنية في المنطقة كطريقلضمان الاستقرار الحقيقي فيها ‘ لان النظام الايراني قبلالثورة كانت احد اهم جهه معتمده لدى قوى الهيمنة الغربيةعموما و الادارة الامريكية خصوصا بحيث كان النظام يسمىبـ ( الشرطي الامريكي ) في المنطقة ولم يكن للصراع ( العربيالفارسي – او الشيعي والسني ) له وجود في قاموس الحديثعن الوضع السياسي في المنطقة بين الكيان العبري و الانظمةالعربية الداعمة للهيمنة الامريكية ‘ لذلك كان لسقوط نظامالشاه و انتصار الثورة في ايران ضوء امل مشرق لتحالفالقوى ذات الارادة الوطنية لتوحيد الموقف لضمان مواجهة قوىالهيمنة كما تطمح شعوب المنطقة ‘ وكانت شعارات الثورةالايرانية مشجعه للاعتماد على تحقيق ماكان تتمناه القوىالوطنية الحقيقية لشعوب المنطقة والفلسطينين كانوا في مقدمةالمتفائلين بذلك ‘ ولكن لم تمر فترة ليست بالطويلة الا وان النظامالايراني الجديد فاجأ شعوب المنطقة بتوجهاتها التي يشوبهاالشك والتناقض الصارخ مع ما اعلنه في بدايات سيطرته علىالحكم في ايران متحججا بالحرب التي اندلعت مع العراق ‘ وظهر ذلك من تصرفاتها بعد الحرب مع شعوب و اعراقوطوائف المنطقة ‘ تلك الحرب التي يشوب اسباب اندلاعه واطالته كثيرا من الشك ماكان للشعوب وللطوائف والمذاهب يدفيها‘ حتى لو كان صحيحا في بعض جوانبها ‘ ماكان متوقعمن حكام ايران الجدد يجعلونه حجة لتوجهاتهم التي لاتقلخطورتها من اهداف الهيمنة الغربية للسيطرة على ارادة شعوبالمنطقة ‘ بحيث عندما نقرأ الفعل و التصرف للنظام الايراني ‘ نرى ان تمسكهم بتلك السياسة ادى الى تشجيع الادارةالامريكية الشريرة و الكيان العبري المسخ والانظمة المؤيدةللغرب في المنطقة على توسيع تصرفاتهم العدوانية وخلق بؤرالشغب والفوضى و الادعاء بوهم ان الخطر الاكبر على شعوبالمنطقة هو النظام الايراني ‘وليس استمرار التوسع الاسرائيليورفضه لكل مايتعلق بالقرارات الدوليه لاعادة حق الفلسطينين .
ولكن في الحقيقة ومن خلال تصفح صفحات الصراع ذلكالنظام مع الغرب عموما و مصدر القرار الامريكي خصوصا ‘ يبدو ان هدف صراع النظام الايراني معهم اساسه ليساولوياته حقوق شعوب المنطقة وحرية ارادتهم واختياراتهمالوطنية ‘ بل تقسيم الهيمنه فيها
من هنا نرى ان قراءة الصراع الايراني الامريكي بالرؤيا التييؤدي الى القول بأن الضغط على إيران لن يرتقي إلى مستوىالحرب قطعا، فالمطلوب وفق الاستراتيجية الأميركية هو الضغط، والضغط يمكن ان يؤدي الى المساومة و توزيع المكاسببالتساوي او قليل من الخسارة هنا لكسب شيء اكثر منالمتوقع هناك و…الخ .والخطة عقد مؤتمر بتوجه من الادارةالامريكية مع لوبي الايراني متواجد بقوه في امريكا هدفهالاساس اختيار حل معضلة الايرانية دون حرب كخطوا الاولىلنضوج تنفيذ فكرة المساومة والله اعلم