23 ديسمبر، 2024 4:51 م

العراق ديمقراطية فوضوية وفضاء عام غير آمن

العراق ديمقراطية فوضوية وفضاء عام غير آمن

من اولويات عمل دول الاستعمار” الايعاز” الى اجهزة مخابراتها بجعل الفضاء العام للدول المستهدفة غر آمن فهذه حقيقة داخلة في مناهجها العدوانية وعلى الجميع الاقرار بها سياسيين ومثقفين وأجهزة امنية ومصادر أعلامية ودينية , ومن اولويات واجباتهم التوعية والتثقيف عليها لتحاشي نتائجها الكارثية من خوف وقلق دائم وطائفية وغيرها .التفجيرات الاخيرة والاغتايلات واعمال العنف الاجرامية التي حدثت في بغداد والمحافضات العراقية التي تترافق والترويج لموضوع الانتخابات المقرر اجراءها في 12 ـ 5 ـ 2018 من هذا العام ترويج غير مسبوق وغير اعتيادي ( للفلم الهندي الانتخابي ) ( ضمن الممارسات للديمقراطية الفوضوية العراقية ) كثر الحديث عن التي اهواها ..؟ كتل تنحل وتتفرق وكتل تستحدث وتتحد ” والكل يحود النار لخبزه ” وغير مكترثين ولا مهمومين لما حدث ويحدث للعراق وشعبه المسكين المغلوب على امره . لأنهم فاقدي الاحساس والمشاعر وفاقدين الدين والوطنية همهم الوحيد ” الدولار” الكسب المادي السحت الحرام والوجاهة الكاذبة المزيفة , لا نريد ان ندخل بتفاصيل كيف جاءوا ومن وضعهم على رأس أدارة الدولة العراقية , فهذا معروف للجميع ولا يحتاج الى إيضاح وتفصيل . فالاشطر فيهم هومن يكسب اكثر , مقابل ما يقدمه من عظيم خدمة للأجنبي المحتل يندى لها الجبين لكنهم تفوّقوا على كل المحتالين والخونة العالميين في هذا المضمار . المستعمر الغازي المحتل اللصوصي له منهج وبرنامج ” قرقوزي ” يدير شخوصه وأبطاله بخفة عالية واصوات نشاز لا توحي بصدق . في بدايتهم وبتوجيه من المحتل الاميركي والايراني المتفقين في الباطن على تدمير العراق خصوصاً كشعب وكبنية تحتية والاسلام والمسلمين عموماً , فأول ما اشاعوا أشاعوا الطائفة والعنصرية المذهبية والدينية والقوميية وأشعلوا نار الفتنة والاقتتال بين الشعب العراقي لتمزيق نسيجه الاجتماعي وفعلا نجحوا في ذلك . لم يسلم منهم لا مسلم سني ولا شيعي ولا مسيحي ولا ازيدي ولا كردي او تركماني ولا عربي . المهم استعار النار وتأجيجها وبالتالي احتواء رمادها ونشره في الهواء . هذه كانت سياسة اميركا وايران ولا تزال . وكان وراء ذلك كمنفذين سياسين معروفين محسوبين على المكوّن الشيعي السياسي والديني التابع والموالي لإيران والبقية الآخرين المعتمدين كسياسيين من المكونات الأخرى على علم دقيق بهذه المهزلة , لكنهم ساكتين مبهورين ومبتهجين بما وصلوا اليه من مكانة سياسية لا يتوقعونها ولا يحلمون بها ولا بما تدره عليهم من مال . من افلامهم الخائبة ما ذكرناه يضاف له صناعتهم لمنظمات وجهات وحركات فاعلة في التخريب مثل ” داعش ” وغيرها لأستخدامها فيما يسعون اليه من تدمير وابادة جماعية لمكونات العراق الاجتماعية . والمضحك المبكي ” القاتل والمقتول عراقي وبتمويل عراقي ” لكل الاطراف . و الموجه والمديروالمدبّر اميركي ايراني صهيوني . ما فعلوه وينفذوه في العراق من احداث تثير الرعب والخوف والاشمأزاز , لم يحدث مثلها في العالم على مدى مئة عام من الحرب العالمية الاولى , هذه الدولة المجرمة اميركا صبّت جام غضبها وتراكم خبرتها الاجرامية في هذا المجال ونفذتها في هذه الرقعة الجغرافية الصغيرة من العالم . ” رُبَ سائل يسأل لماذا اميركا واوربا لم تتعامل مع المانيا واليابان الذين خسروا الحرب العالمية الثانية مثل ما تعاملوا ويتعاملون مع العراق بعد أحتلاله ” والجواب المنطقي على هذا السؤال لأن العراق بلد عربي مسلم معادي لأسرائيل والصهيونية طامحاً للإستقلال , فالواجب تدميره بالكامل ارضاً وشعباً . اميركا واوربا نفذوا مشروع ” مارشال ” لبناء هذه الدول التي تحاربت معهم وفي العراق ينفذون أيضاً مشروع مارشال لكنه عكس الاول محتواه التدمير والتخريب والابادة . والكارثة الكبيرة استغفالها لمعظم دول العالم وشعوبها واشراك الكثير منهم في هذا الجرم المشهود الباطل . وعكس ما يفعلونه لا يصب في مصلحتهم .

الخلاصة أن مايحدث الآن في بغداد من تفجيرات واغتيالات تحركها اميركا وايران لا يمكن ابعادهل ابداً عنهم كمدبريها ومروجيها والاستعانة ببعض السياسيين الموالين لهم وخاصة لإيران وهذه ترافقت مع زيارة سليماني وكأنها شعائر ترحيب ” لجنابه العظيم ” . وتأكيد السفير الاميركي على اجراء الانتخابات في موعدها المحدد وزيارته لمحافظة كربلاء تعني الكثير في هذا الجانب كون كربلاء والنجف من المراكز الروحية للشيعة , المستغلة من ايران ” الخمينية ”

بالرغم من نارالكارثة التي يعيشها سكان المناطق السنية لأكثر من ست محافظات التي اشعلتها واشاعتها واججتها المراجع الشيعية الدينية والسياسية الموالية للاحتلال الايراني والاميركي منذ 2003 والتي تفاقمت بشكلها المخيف في 2005 و2006 و استعرت على اشدها في 2014 زمن رئيس الوزراء السابق نوري المالكي المسؤول الاول والرئيسي عن هذه الاحداث ولا يزال مسؤولاً عنها . اميركا وايران ومن وراءهم اسرائيل يعملون على استمرارها بغية بقائهم في السلطة لفرض تسهيل سيطرتهم من حكم العراق وتدميره وسلب ونهب خيراته . آخر الملاعيب الاجرامية ماحدث يوم 15 ـ 1 ـ 2018 في مركز بغداد ساحة الطيران والذي راح ضحيته 38 قتيل واصابة 93 شخص . وهذا الحادث يعد الثاني خلال ثلاثة ايام . ضحايا حادث ساحة الطيران استهدف ناس كسبة معظمهم عمال بناء واصحاب عربات لبيع الفطور لهؤلاء . التفجير المزدوج سواء حدث بحزام ناسف كما يدعون أو تفخيخ عربة بيع طعام وهذا الذي حصل واضح من خلال عرض صور الكاميرات المنصوبة في مكان الحادث . النتيجة واحدة أشاعة القلق واثارة الفتنة وجعل استمرارية ” عدم امان الفضاء العام ” وهذا ما تلعب عليه اميركا وايران واسرائيل وبعض المتنفذين في ساحة العراق السياسية التابعين والموالين لهم . والجميع يعرفونهم ساسة وشعب . نفس البصمات ونفس الاساليب الاجرامية الدنيئة البذيئة . من قام بهذا الاجرام هم بالتأكيد خريجي المدارس الاميركية والايرانية , مستقتلين على اجراء ” الانتخابات ضمن اطار الديمقراطية الفوضوية “لإعادة نفس المثابات السياسة العميلة الطائفية العنصرية للأستمرار بالعمل على مناهجهم العدوانية . في مقالات سابقة أكدنا على انتهاء داعش قبل الانتخابات العراقية لأستثمارها كورقة , وهذا داخل في الاعيبهم السياسية وَحِيَلهم مثل تسمية انفسهم ” إتلاف دولة القانون ” وهم ابعد أن يكونوا مثل هذا بل لا يعترفون ولا يحترمون اي قانون لاهم ولا بقية السياسيين .