اكثر ما يؤرق العراقيين الان شيئان ،هما الميليشيات والكوليرا ،وهذان المرضان القاتلان ،ظهرا بعد الاحتلال الامريكي-الايراني على العراق،فالميليشيات تفتك بالعراقيين فتكا كافرا،من قتل وتهجير وحرق ونهب وسلب ،واعتقال وغيره، والكوليرا تفتك بالعراقيين فتكا كبيرا ،حيث وصلت حالات الاصابة بها ارقاما مخيفة تنذر بفاجعة ،وأخذت تنتشر بسرعة مذهلة في بغداد وحزامها والمحافظات الجنوبية ،ناهيك عن سرطان الفساد المريع الذي يضرب من اعلى رأس في السلطة الى اصغر موظف فيها،اذن كيف يمكن العيش في بلد تتقاسمه الامراض والاوبئة والميليشيات والفساد والخراب والحرب الطائفية ومدن مهجورة من اهلها بفعل التهجير والتغيير الديموغراقي الذي تقوم به حكومة العبادي ،ويأتينا نغل من انغولة ايران،ويقول نحن في دولة ديمقراطية ،وسيادة عراقية والعراق على ما يرام وعلاقاته مع الجوار (دهن ودبس)، وينسى هذا النغل ان جميع الدول المجاورة للعراق تنهش به وتعمل على نهبه وإضعافه وتدميره وتعيش مع حرب سرية معه،لذلك تبدو الامور ليس في محلها ان نقول هناك دولة ذات سيادة ،ونحن نعرف تماما ان من يحكم هذه (الدولة ) هي الميليشيات التي تتبع لولي الفقيه الايراني ،وتأتمر بأوامره ،وهو من يسلحها بأحدث الاسلحة ويدربها في معسكراته ويمولها بنفسه ،ووضع عليها قادة من حرسه الثوري يقودها في معاركها في المحافظات المنتفضة ،بحجة محاربة داعش ،قبل ان تسقط الموصل والانبار والحويجة وصلاح الدين بيد داعش فعلا ،نعم الميليشيات هي من يحكم في العراق ،ونعم قاسم سليماني هو الحاكم الفعلي للعراق كما صرح بذلك(راي اوديرنو قائد الجيوش الامريكية ذات يوم)، اليوم الميليشيات تخطف وتعتقل بوضح النهار وتشتبك مع الجيش وتأسر منه العشرات وتقتل منه ،دون ان يستطيع حيدر العبادي ان يقول لها (اف)، فيما يقوم وزير الدفاع (الله يجرم) بزيارة مراجع دينية في النجف ليتوسط بهم لإطلاق سراح جنوده الذين اسرتهم ميليشيات العصائب او حزب الله العراقي،اية مهزلة هذه واي عار لحق بالعملية السياسية وقادتها ،وهم لا يستطيعون السير في شوارع بغداد خوفا من هذه الميليشيات ،قلنا في مقالات سابقة ان دولة الميليشيات هي من يحكم العراق ،والعراق لن تقوم له قائمة بوجودها ،وان تخليص العراق منها ،يعني القضاء على الفساد وداعش معا، لان الميليشيات سببا في ظهور الفساد الذي تغطي عليه وتحمي عناصره الكبيرة ،وكذلك سببا في ظهور داعش وتمددها في المحافظات،ولكن من يستطيع ان يقضي على الميليشيات وعددها(58) ميليشيا في العراق،وكلها تقف ورائها ايران بكل ثقلها ودعمها اللامحدود لها وارتباطها بها مباشرة،فالقضاء على الميليشيات يعني القضاء على مصالح وأجندة ومشروع ايران في العراق والمنطقة،تماما كما يحصل الان في اليمن ،فنحن نحتاج عاصفة حزم للخلاص من الميليشيات وتدخلات ايران ،فمن له القابلية لذلك،هنا السؤال،امس يقول حيدر العبادي نصا سأواصل الاصلاحات حتى لو ادفع حياتي ثمنا لها ، وهو محق بذلك رغم عدم قناعتنا بإصلاحاته التقشفية التي ستظل حبرا على ورق،وضحكا عالذقون لا اكثر ، ولكن هو يريد ان يؤكد لنا انه مستهدف ومعرض للاغتيال من قبل الميليشيات التي تريد ان تعيد المالكي للسلطة بأية صورة كانت حتى لو كانت الانقلاب على حيدر العبادي وقتله ،وإلقاء التهمة الجاهزة دائما البعثيين وداعش وقطر وتركيا وقد كشفت جهات وصحف امريكية ان هناك فعلا محاولات لاغتيال العبادي تم كشفها وإحالة ضباط على التحقيق بها ،اذن لا توجد سلطة اقوى من سلطة ونفوذ الميليشيات،لذلك قامت ادارة اوباما ،وبناءا على تقرير منظمة هيومان رايتس ووج،لحقوق الانسان التي عرت وفضحت الاعمال الاجرامية التي قامت بها الميليشيات من قتل ونهب وسلب وحرق البيوت ونبش القبور ،في صلاح الدين وحزام بغداد بعد(تحريرها) وغيرها من داعش، في تقريرها السنوي،والذي وصفته رئاسة الوزراء وحيدر العبادي بأنه(تقرير طائفي)، هكذا تدار دولة الميليشيات في العراق امور العراقيين،وتعرض حياتهم للموت اليومي بلا ادنى رادع،بل بدعم حكومي ،وما اغتيال نشطاء التظاهرات واعتقالهم إلا دليل على انفلاتها وسطوتها ، انها الدولة العميقة التي تعمل تحت وفوق الارض،وهكذا ظهرت عندنا اليوم كارثة اخرى لا تقل خطورة عن خطر الميليشيات الايرانية ،وهو مرض الكوليرا ، والذي تتحمل حكومة العبادي مسؤوليته كاملة ومعها وزارة الصحة ،نتيجة التلوث الواسع للمياه وانتشار الاوبئة والأوساخ في شوارع ألعراق وما جرى في ابي غريب شيء فضيع جدا ،اذ ظهرت حالات اصابة واسعة في المنطقة تنذر بانتشار سريع ،وهو ما حصل فعلا دون السيطرة عليه من قبل الحكومة ، وأعلنت محافظة بغداد ومجلسها انتشار الكوليرا بسرعة جنونية وستتواصل بانتشارها ايام ألعيد لان الاطعمة المكشوفة والمياه الغير معقمة منتشرة في الاسواق بشكل غير مسبوق ، وهكذا كشفت الجهات الصحية انتشار الكوليرا في محافظات الجنوب ، إلا انه اقل من انتشارها في بغداد ولكنها مرشحة للانتشار بسبب تردي الخدمات الصحية هناك ،كما هي متردية ومعدومة في اغلب محافظات العراق،العراق مهدد بكارثة انسانية هائلة هو انتشار مرض الكوليرا ،القاتل ،دون ان نرى اهتماما اعلاميا عراقيا وعربيا وعالميا، وهنا تكمن الخطورة ،اذ ان العالم يرى العراقيين يموتون بطرق وحشية على يد الميليشيات والكوليرا وهنا نضع المنظمات الدولية وحقوق الانسان والأمم المتحدة في واجهة المسؤولية الانسانية نحملها موت العراقيين ،فالعراقيون يموتون اما بالميليشيات او بالكوليرا ،في دولة الميليشيات ودولة الكوليرا ، اما الفساد ورموزه وأتباعه من عمائم فاسدة وأحزاب فاسدة مأجورة ،فلا يهما موت العراقيين ،على يد ميليشياتهم والكوليرا،المهم عندهم محاربة داعش فقط على المنابر ، اما في سوح المعارك فتركوها وهربوا الى اوروبا للاصطياف والسياحة وأنعل ابو العراق ،هكذا يفكر الجبناء الخونة ممن باع العراق لداعش وإيران وغيرهم بثمن بخس ،وصدعوا رؤوسنا بالحشد الشعبي الطائفي والجهاد الكفائي، اليست هذه دولة الميليشيات ودولة الكوليرا يا ناس..فأين العراق ….؟