25 نوفمبر، 2024 5:48 م
Search
Close this search box.

العراق : \ خلطة تراجيديا الكوميديا الساخرة !

العراق : \ خلطة تراجيديا الكوميديا الساخرة !

 ليسَ أنّ ما يشهده العراق في هذه الأيام من مشاهدٍ غريبةٍ على ايّ مُشاهدٍ من خارج الساحة العراقية , وليس أنّ ما يجري من مجرياتٍ بينَ او فيما بين مراكز القوى في البلاد , يشكّل نتيجةً طبيعية لإفرازات الإحتلال الأنكلو – امريكي في عام 2003 او لأنّ القوى السياسية المهيمنة قد جيء بها من قبل المحتل , كما أنّ الخلاف الإيراني – الأمريكي حول ملفّ ايران النووي والعقوبات الأمريكية , لَمْ يَعُد السبب الستراتيجي الوحيد الذي يلقي بظلاله السوداء او الحمراء ! على الوضع العراقي , وايضاً فإنّ الحركة الإحتجاجية المندلعة في محافظة النجف الأشرف تفوق في ابعادها البعيدة والقريبة للتظاهرات القائمة في محافظاتٍ اخريات , وهذا ما يجعل ايّ إمرءٍ ليتساءل كيف لأحزاب الأسلام السياسي الحاكمة والتي تنادي بالحكم الجعفري , وثُمّ يثورون عليها النجفيون .!

لقد بلغَ الوضع في العراق حدّاً حادّاً وكأنَّ لا حدود تحدّه او تحدّ من حدوده تلك .!

   بتوجيه وتسديد الأنظار ” من اية زاوية نظر ” الى الغسيل السياسي الذي صار يُنشر على السطح , وفي وضح النهار , فلا يبدو , بل يتّضح أنّ البلدَ دخلَ او جرى إدخاله الى مرحلة الإقتتال السياسي وبأستغلالٍ واستثمارٍ للعرض ! أمام اضواء وسائل الإعلام .! ,                لسنا هنا تحديداً بصدد الغوص او الإقتراب من تفاصيل وجزئيات الحديث الذي لم ينتهِ بعد , وما برحَ في بداياته حول الإتّهام الذي جرى اتّهام جهاز المخابرات الوطني به , كما انتشر بأسرع من سرعة انتشار النار في الهشيم , ولم تصل عربات الإطفاء السياسي الى موقع الحدث بعد .! وهنالك امكانية ما للإبقاء على ديمومة اشتعال هذه النار , لكنها تبدو محدودة وضمن الأمد القصير وفقَ الإستقراءات الإعلامية على الأقل .!

  بجانب ذلك , ومن كافّة الجوانب , فإحدى المؤشرات الملموسة التي اتّسمت العملية السياسية في العراق , هي ” التسقيط السياسي ” بين اطراف هذه العملية السياسية او معظمهم , واختيرت وسائل الإعلام كمسرحٍ مضيءٍ لتنفيذ التسقيط ونشره على الحبال , وإذ امسى ذلك ما تأقلم وتكيّف المجتمع على تكرار الإستماع له والى حدّ الإبتعاد عنه جرّاء ما يزكم الأنوف .

ومع ذلك كلّه , وبأفتراض تجرّع مرارته , فإنّ تساؤلاً محددا يشقُّ نفسه رغم انوف كافة الساسة , فلماذا لمْ يجرِ بحث ومناقشة ” قضية المخابرات ” والمعلومات المبثوثة حولها ومدى دقتها , في اجتماعاتٍ سريّةٍ بين الأطراف السياسية المتضادة والأخرى المتقاربة نسبياً وبحضور رؤساء الرئاسات الثلاث او حتى رئيسين منهم .!؟ ومهما كانت عدد جلسات هذه الأجتماعات , وحتى لو لم تصل الى نتيجةٍ مفترضةٍ ما , فالمهم لماذا عرض ذلك امام اضواء وعدسات وسائل الإعلام .؟ وماذا سوف يغيّر إطّلاع الرأي العام على جوهر الحدث؟ , إنّ ” جهاز المخابرات ” في ايّ دولة من دول العالم محاط بالسريّة المطلقة في كلّ مجالات النجاح او الفشل , ومن المحرّمات التطرّق له من إعلام الدولة , ولا يمكن الإتّكاء او الإعتكاز لما يسوّغ او يبرّر جعل العراق في دائرة ضوءٍ اخرى من الكوميديا الساخرة أمام دول العالم .!

   مُجرّد الحديث او التحدّث وحتى التطرّق عن ايّ تفاصيلٍ خاصة تتعلّق بأجهزة أمن الدولة < ومهما كانت مثل تلك التفاصيل صائبة او مغلوطة او ما بينهما ! > فأنه بشكلٍ او بآخرٍ يمثّل نوعاً متميزاً من ال    Political Striptease– التعرية او التعرّي السياسي , وبلا ثمن او بلا مقابل .!؟ , وعَلامَ وإلامَ ذلك .؟

أحدث المقالات

أحدث المقالات