5 نوفمبر، 2024 6:55 ص
Search
Close this search box.

العراق خارج التغطية

العراق خارج التغطية

بين حين وآخر نسمع أن واحدة من شركات السيارات تستعيد من اسواق التصدير مئات الاف من سياراتها المباعة لاكتشاف عيب في تصميم السيارة حتى لو كان نضوح قطرة زيت من جهاز التوقف ، وآخرها قيام شركة فوكس فاكن الألمانية بسحب الآف السيارات من اسواق الصين وامريكا وأوربا لوجود عيب في مقود القيادة ..وهذا يتكرر مع شركات كبيرة مثل تيوتا وهونداي وغيرها . اللافت في هذا أن هذه الشركات لاتكترث الى بلدان اخرى صدرت لها هذا السيارات المعابة ولاتقوم بسحب أي سيارة ، وبسبب هذه العيوب يموت الاف البشر الابرياء وكأنهم جرادا تسحقها الحوادث المقصودة وليس بشرا قال عنهم يسوع ( ع ) : الأنسان بناء الله ، ملعون من هدمه.
العراق من البلدان التي لايهتم فيها الى موازين السيطرة النوعية ، ولا أحد فيه يناشد هذه الشركات التي تصدر سياراتها اليه واغلبها الشركات الكورية والصينية أن يعامل العراق بالمثل حين يكتشف عيبا ما في تصميم هذه السيارات ، فمثلا قبل اكثر من عام شركة هونداي سحبت اكثر من مئة الف سيارة من اسواق امريكا واوربا لوجود عيوب في نظام الدفع ، وذات الموديل كان قد تم شراءه في العراق وتصديره لكنهم لم يذكروا العراق ولم يقوموا بسحب هذا الموديل وحتما نال العراقيين حصة من اخطاء هذا العيب ومات الكثير ، في حوادث يظهر فيها ( عميد في المرور ) ويعزوها الى الرعونة في السير والازدحام والشارع ذو الاتجاه الواحد ومرات يختتم عبارته : هذا يوم ونصيب السائق وركابه ، والسيارة تابوت متحرك…!
في الغرب لايعرفون مصطلح ( التابوت المتحرك ) بقدر ما يعرفون قوانين السلامة والامان وحرصهم على حياة البشر ، لأن أي خسارة بشرية ناجمة عن هذا الخطأ التقني ستكلفهم دعاوى تعويض بملايين اليوروات . ولكن من يدافع عن هذا المسكين الذي يُخدع بشكل السيارة وموديلها ولا يمتلك ثقافة الاعتماد على الخبير والصيانة والكرنتي والتأمين على حياته والسيارة ، فكل شيء يهم هذا الجانب في العراق هو خارج التغطية وحتما تيوتا ستَعلمْ وستكترث كثيرا لموت امريكي في شوارع شيكاغو ولا تعلم وتكترث لموت عشرات العراقيين في واحدة من حافلاتها على طريق ناصرية ــ كوت.
خارج التغطية المصطلح القادم من رداءة الانظمة السمعية في مجال الاتصالات / الموبايل الذي يحترك من قبل شركات وبيوت سياسية عريقة ومهيمنة تفكر وتتعامل مع المواطن العراقي بذات تفكير شركات السيارات ، بل أن الأمر شمل مجمل الحاجات الأستهلاكية التي تقدم للمواطن العراقي ، وفي بداية عام 2004 كانت هناك بواخر صينية جُهزتْ لتكون مصانع عائمة في البحر في منتصف الطريق البحري بين دبي والبصرة ، هذه البواخر تصنع للعراق كل شيء يحتاجه من الابرة حتى محرك السيارة وبماركات عالمية مغشوشة وبذات البدن ولكن بمواصفات رديئة جدا وخصوصا في الاجهزة الكهربائية ( المكيفات / الثلاجات / التلفزيونات ) التي لايدوم عمرها سوى أقل من عام وذاتها الاجهزة في صناعتها الحقيقي يكون الكرنتي لها وخدمة الصيانة عامين .
أيضا تحدث الكثير من خبراء البيئة عن المواد البلاستيكية المعادة التصنيع واغلبها ( مُسرطن ) ويباع في اسواقنا وكذلك شاعت وبشكل كبير بيع مواد المنتهية الصلاحية الاكسباير وقضية الزيت والشاي التالف والمستورد من قبل وزارة التجارة لم تزل أمام ملفاتها أمام هيئة النزاهة .
بين عيوب السيارات وعدم الاكتراث بحياة الانسان العراقي وبين سموم الاغذية المعلبة الاكسباير وعطل كمبريسر الثلاجة …يأتي الصيف المخيف الى العراقيين وهم مع الأسف ما زالوا خارج التغطية…….

أحدث المقالات

أحدث المقالات