اصوات الناخبين وبمختلف لهجاتها وانغامها , الخشنةِ والرقيقة والمبحوحة , والعالية والواطئة والتي جرى حفظها داخل صناديق الإقتراع , للحفاظ عليها من اية كوارثٍ بيئية او سواها , وخصوصاً انها اصواتٌ عزيزة , وتحمّلوا اصحابها مشقّة السير على الأقدام الى المراكز الأنتخابية .. وإذ جرى اضرام النار في تلكم الصناديق وحرق الأصوات وكأنها اصوات الذين لا صوت لهم .! , ومنذ ذلك اليوم الموعود او المشؤوم , بادروا وسارعوا كبار ساسة السياسة , ودونما كياسة , كلٌّ منهم يدلي بمقترحاته في كيفية معالجة العدّ والفرز لصناديقٍ واصواتٍ محروقة تطاير منها حتى رمادها .! فبعضهم يطالبُ بعدٍّ وفرزٍ جزئي , وبعضٌ بالعدّ النسبي , والبعض الآخر يريد عدّها وفرزها على علّتها , بينما آخرون يشددون على ضرورة إعادة الأنتخابات , وغيرهم يرفض الإعادة , فبدا ممّا بدا انها عمليةُ فرزٍ قبلَ العدّ .!
ومع كلّ هذا وذاك , فمقترحات وآراء الساسة في معالجة صناديق الأصوات المحترقة لايأخذ ولا يقيم ايّ اعتبارٍ لأصحاب تلك الأصوات , وهم مستبعدون من ذلك .!
منْ زاويةٍ صحفيةٍ خاصة وراصدة , فأنّ المخازن او ” الجملونات ” الثلاثة التي جرى حفظ الصناديق بداخلها وضربها الحريق , فلمْ يجرِ عرض وتصوير ما حلّ بداخلها .! ولمْ يُسمح حتى للإعلام الرسمي من دخولها .! , وكأنّ الأصوات التي فيها هي اصوات اعضاء الحكومة والأحزاب والميليشيات , وليست اصوات الجماهير .!