ان الحقيقية التي سوف يصل اليها اي مراقب دقيق للشأن العراقي خلال ال ٥٠ عام الماضية هي ( ان حروب مرجعية النجف بلا نهاية في العراق ) . وكل انسان شريف بالعراق يعتقد ان هذا البلد سوف يستقر ويزدهر بوجود مرجعية النجف فهو واهم . وإذا لم يصل الانسان الى هذه الحقيقية وهو يسبح في بحار الدم بالعراق طيلة خمسون عاما فانه لم يصل اليها أبداً لانه اعمى البصر والبصيرة . والعراقي الذي يعرف هذه الحقيقية ولايقولها بالتصريح او بالتلميح فمثل هذا العراقي لاينتمي للجنس البشري لانه حيوان مفترس غارق في مصالحه الشخصية الأنانية وبتالي هو مشترك بكل الجرائم التي ذهب ضحيتها الملايين من البشر في العراق طيلة نصف القرن الماضي . فان نلصق كل هذه الجرائم او نصفها بالنظام البعثي البائد لوحده هذه تبسيط شديد الغرض انه ذر الرمال في العيون من اجل ابعاد الشبهة عن مرتكب هذه الجرائم البشعةالحقيقي وهي ( مرجعية النجف ) . فماذا يمكن ان يحكم اي نظام سياسي في العالم وهو برى احد مراجع النجف ( الحكيم ) يفتي في قمة الحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتي وأمريكا بأن ( الشيوعية كفر والحاد ) بينما ابنه يقبل مؤخرة الشيوعيون في مؤتمر لندن ٢٠٠٢ ، غير ان يحكم ان هذا المرجع ( عميل ) . وماذا يمكن ان بحكم اي نظام سياسي في العالم وهو يرى احد مراجع النجف ( الصدر )الذي ابنه اليوم سفير في لندن يفتي بان ( الانتماء للبعث حرام ) وهو حزب قبلي عشائري محافظ احد قادته عزت الدوري مرتبط روحيا ( بالتكية ) ويريد ان يحول هذا المرجع بغداد الى قندهار شيعية ، غير ان يحكم ذلك النظام بان هذا المرجع ( عميل ) ، وماذا يمكن ان يحكم اي نظام سياسي في العالم وهو يرى احد مراجع النجف ( الخميني ) يريد تصدير الثورة من إيران الى العراق ويستورد أسلحة من إسرائيل ( إيران كونترا ) لاحتلال العراق بالقوة وطيلة ثمان سنوات من الحرب الدامية ، غير ان بحكم ذلك النظام بان هذا المرجع ( عميل ) ، وماذا يحكم اي مسلم على مرجع ( السيستاني ) يفتي بعدم شرعية قتال القوات الغازية للعراق عام ٢٠٠٣ ، غير ان يحكم بان هذا المرجع ( عميل ) ، وماذا بمكن ان بحكم اي مسلم على مرجع ( السيستاني ) بارك كل الانتخابات المزورة بالعراق التي أنتجت كل حيتان الفساد ، غير ان يحكم بان هذا المرجع ( عميل ) ، وكيف يحكم اي مسلم على مرجع ( السيستاني ) يقف يتفرج على تفكيك الأجهزة الأمنية والعسكرية بل تفكيك كل الدولة العراقية ويذهب يصنع مليشيات مثل مليشيا ( قوات العباس ) ومليشيا ( العتبات) وغيرها ، غير ان يحكم هذا المسلم ان هذا المرجع ( عميل ) . من حق كل دول في العالم ان تجند عملاء داخل العراق لخدمة مصالحها والأضرار بالعراق وقتل العراقيين هذه سنة الحياة ، ولكن ان يقدس الشعب العراقي خاصة العرب الشيعة العملاء بدل ان يحاكموهم بتهمة العمالة وقتل العراقيين ، فهذا شيء يخالف قوانين الطبيعة وليس القوانيبن البشرية فقط . ويثبت بالدليل القاطع ان الشعب العراقي وصل الى مراحل مرعبة من التخلف ، والإيمان المطلق بالشعوذة والخرافة . لقد دمر مراجع النجف الجيش العراقي الحديث وصنعوا المليشيات ، لانهم يعتقدون ان لا احد يستطيع ان يتعامل مع الأسلحة الحديثة الا شخص عنده عقل حديث ، والعقل الحديث يشكل خطرا عليهم لانه لايؤمن بالشعوذة والخرافة ، ولقد دمروا التعليم الحديث بالعراق لأنه يخلق عقلا حديثا لايؤمن بالشعوذة والخرافة . ان العقل والمنطق يقول سيبقى العراق مفكك والشعب العراقي ينزف بشدة مادام في العراق وحش مرعب اسمه ( مرجعية النجف ) . هذه هي الحقيقية العارية وبلا رتوش . ان الأكثرية العراقية المتخلفة تطبعت وتعايشت مع هذا الوضع الشاذ والشعوذة والخرافة تبقى النخبة المثقفة القليلة والنادرة أما ان تهرب للخارج او تصفى بالخطف والكواتم او تشترى بالمال . وامام الشعب العراقي طريق واحد للنجاة لايوجد غيره وهو التخلي عن المذهب الإسلامي السني ( العثماني – تركي ) العابر للحدود والتخلي عن المذهب الإسلامي الشيعي ( الصفوي – الإيراني ) العابر للحدود وصنع المذهب البديل وهو ( المذهب الإسلامي العراقي) الغير العابر للحدود . وبهذه الطريقة فقط يقطع الطريق على كل العملاء المقدسون وغير المقدسون في العراق والذين يطلق بعضهم على أنفسهم دلعا( ولائيون ) . وبهذه الطريقة فقط يتوقف حمام الدم في العراق ويصبح دولة محترمة يسكنها شعب محترم .