18 ديسمبر، 2024 7:01 م

العراق… حالة خاصة

العراق… حالة خاصة

فتوح علم الفيزياء تقود البشرية هذه الايام لاكتشاف الكون ومحاولة الاتصال بالحضارات الكونية بصورة جدية، اعتقد وكتبتذلك في موضوع مستقل بان الحضارة الغربية قد حققت اتصالا بطريقة ما مع حضارة كونية ، من مسلماتنا اننا اتصلنابالحضارة الاهم والتي خلقت العالم وتوجهه ، الله والملائكة والجن والشياطين ، سافرنا الى هناك عبر الاسراء والمعراج ورحلاتالصوفية ووحدة الوجود التي قال بها صدر المتالهين.لماذا لم يتقدم علم الفيزياء عند المسلمين وهم اول من رد اصل العالم الى النور او الضوء الذي اولع به اينشتاين وماكس بلانك والعقول الغربية الجبارة التي تحاول الان ارسال مركبات بسرعة الضوء للاتصال مع الحضارات الخارج ارضية.لازلنا حتى الان لم نكتشف بلادنا ، كانت الرحلة لاكتشاف العراق مشروعا مؤجلا ، في قرار غير مدروس قررت السياحة في العراققضيت مئة وعشرة ايام في بلادي عشرة منها على الارض والباقي بسيارات النقل الرخيص كورية الصنع ماركة كيا.العراق حالة خاصة لايتبدل ولايتغير متى ماذهبت اليه تجده هو هو ، في النظام الملكي والنظام العسكري الانقلابي والجمهوري الدكتاتوريالفردي والجمهوري الفيدرالي الديموقراطي العراق هو هو.الكباب والدجاج المشوي هما الاكلتان الاكثر شيوعا في مطاعم تزدحم بالرجال حتى ان الزائر يخال انهما محرمتان على الاطفال والنساء هل يعاني الرجال في العراق من نقص الكالسيوم ؟ ام انهم بحاجة الى طاقة اكثر من النساء؟ ولماذا لاترى الاباء يصطحبون اولادهمالصغار الى المطاعم على الاقل؟الموت ثابت في العراق ، وكما فشلت السعودية في تنظيم رحلة الحج التي مضى عليها عشرات القرون فشل العراقيون في تحسين الة التابوت،التوابيت ترى امام المساجد مكدسة بطريقة رثة وقد ترى الاولاد يلعبون فوقها او يجلس عليها بعض الاشخاص للتدخين.من جماليات العراق اسراب الحمام في السماء انه مظهر الحياة المدنية والهوايات الانسانية مقابل ذلك ترى اكوام الطيور المهاجرةالمذبوحة فوق مقدم السيارت على حافات الطرق العامة اذ لايوجد قانون عراقي يحمي الحياة البرية.نقل الموتى على اسطح السيارات ظاهرة عراقية خاصة لم تتعرض لمعالجتها اي حكومة وقد لايخطر ببال اي برلماني او رجل دولة ان الموت مثل الحياة يحتاج الى تشريعات.من السهل رؤية الفساد ظاهرا في القصور الفخمة بطول البلاد وعرضها فمصادر الدخل الفردي معروفة ومحدودة والشعب في غالبيتهيعيش من الادارات الحكومية واذا عرفنا ان المانيا التي هي من اغنى الدول يعيش نصف شعبها في الايجارات عرفنا كم الفسادمتغلغل بالمجتمع وانه فسادا اجتماعيا قبل ان يكون فسادا اقتصاديا او سياسيا فان تبني قصرا فخما بسنوات قليلة من الخدمة بمرتب حكومي شي لايحدث الا في العراق لكن لااحد يتكلم عن فساد الشعب بقدر الكلام عن فساد الحكومة.الحالة الخاصة في العراق ايضا انه في كل دول العالم تبحث البنوك عن العملاء وتتوسل بهم الا في العراق الزبون لايجد بنكا او يتوسل البنك من اجلفتح حساب والحساب هناك على نوعين جاري وتوفير والمحظوظ من يملك حسابا جاريا.تبنى المدارس على ذات الطراز منذ ظهور النظام التعليمي قبل مئة عام بناية على شكل حرف ال بالانكليزية وسياج وساحة متربة وغرفة حمامات معزولة سرعانمايتطرق اليها العطب.اذا كنت تحمل شهادة دكتوراه باللغة العربية يفرض عليك الزاما ان تكتب شكواك الى المحاكم والدوائر الحكومية عند عرضحالجي لايفرق بين الضاد والظاء والعرضحالجيهو حالة عراقية خاصة من دون كل دول العالم وكان سبب وجوده امية السكان اما وقد انتشر التعليم فالامر لم يتغير هو هو.حتى توكل محاميا عليك القيام باجراءات عند كاتب العدل وهذا امر غريب فتوكيل محامي عقد بين الوكيل والموكل وهذا الامر ساري حتى على الوكالات الخاصة لقضايا بسيطة.انبساط الارض وخصوبتها وسهولة حراثتها كونها ارض غرينية لم يشفع للارض في اعمارها فالسكان يسهرون على المسلسلات ومواقع النت حتى ساعات متاخرة من الليل ولاينهضونالا عند ساعات الظهيرة.الحالة الخاصة في العراق ان بامكانك اختيار رئيس الجمهورية وانتخاب رئيس الوزراء لكن لايمكن انتخاب كيلو بصل او طماطم كما من الصعب انتخاب زوجتك بمفردك.الحالة العراقية الخاصة ان الجنود يموتون على قوس من الجبهات يمتد من اقصى الجنوب الغربي حتى الشمال الشرقي فيما يتضارب نواب البرلمان كالاطفال في استهزاء واضحبالشعب.اذا كنت قبلا ممن يتحدثون عن رجال الدين كمشكلة فعليك الان ان تحسب حسابا لنساء الدين.كحالة خاصة لاتجمع اجرة السيارة في بداية الرحلة او نهايتها انما تجمع وسط الرحلة وقد فقدت الكثير من الناس حياتها بسبب المشاجرات بين السائق والركاب لنقص الاجرة او زيادتها.لاتحمل الدوائر الحكومية اي لوائح باوقات الدوام والوقت في العراق غير مهم ومقابل عبارة ليس عندي وقتا التي تسمعها في المانيا تسمع عبارة بعد وكت وشنوعندك.من السهل التعرف على موت اللغة في العراق فالسكان غير قادرين على التعبير عن افكارهم باللغة لذلك يستخدمون اجسادهم وظاهرة موت اللغة تتسبب بعنف واسع في البلاد سنفردله موضوعا كحالة خاصة.يتجمع الاطباء في شارع واحد من كل مدينة يسمى شارع الاطباء وهي حالة خاصة عراقية حيث الطبيب اقرب للتاجر الذي يختار مركز المدينة لزيادة ارباحه فيما تخلو الاحياء من اي طبيب والسلطاتلاتتدخل في توزيع عيادات الاطباء.عام ٢٠١٢ ضجت الميديا العالمية بخبر نهاية العالم بسبب نهاية تقويم قبيلة المايا وقلت حسنا لاذهب الى الجامعة للحصول على شهادتي ، كنت تخرجت العام ١٩٩٠ ولم احصل على شهادتي بسببظروف خاصة ، في التسجيل طلبوا مني اشياء عديدة منها البطاقة التموينية ولانني لااملكها تعذر اصدار الشهادة فقابلت مدير التسجيل وقلت لهحالة خاصة…في العراق فقط من بين كل دول العالم تتخرج من الجامعة وتحتاج الى تاييد من السوبر ماركت لتحصل على شهادتك الان عرفت لماذا يدرسون في مرحلة الابتدائية عبارة دكان البقال، الموظف اقترحللحصول على بطاقة تموينية ان اتزوج ، اي حالة خاصة ان الزواج في العراق اسهل من الاشتراك في سوبر ماركت.