19 ديسمبر، 2024 12:44 ص

العراق حاضراً في القاهرة

العراق حاضراً في القاهرة

محطة جديدة في إطار الانفتاح العراقي العربي, لوفد التحالف الوطني برئاسة عمار الحكيم؛ “أحد صناع السياسة العراقية”, كما وصفه الإعلام المصري, كانت القاهرة منطلقاً نحو المغرب العربي؛ لاطلاع عواصمها على الصورة الحقيقية للعراق, لاسيما انتصارات القوات الأمنية, ونزع فتيل الفتن والانقسامات, وضرورة التكامل الاستراتيجي المستقبلي, وتطوير العلاقات العراقية وتلك الدول.

ليس من سهل التصور, إن تحرك وفد التحالف الوطني, يأتي ضمن الأطر الوطنية, وتدارس مستقبل العراق, فالكثير لا تعطي أهمية لهذه زيارات, خاصة مع حملات الاستهداف السياسي الموجهة حزبياً, فالتحالف الوطني؛ يمثل الأغلبية إلا أن التهريج المظلل ضد البرلمان, أنعكس سلباً على حركته, رغم كونها نابعة من حرص كبير على مستقبل العراق, الذي يعاني انعكاسات الانغلاق, والحرب الطائفية عابرة الحدود.

القاهرة المحطة الأولى في زيارة وفد التحالف لدول شمال إفريقيا, لان مصر اليوم تعد من مراكز القوى العربية والإسلامية, فإنها تلعب دور في تطبيع العلاقات بين العراق والدول الأخرى, خلالها يمكن فتح أفاق جديدة للتعايش السلمي بين المذاهب, ومواجهة التطرف الفكري, مهام الوفد العراقي توضيح الصورة القاتمة للطائفية, كونها “طائفية سياسية وليست مجتمعية” ما يساهم بمنع الاحتقان الطائفي, والانقسامات المذهبية.

وفد التحالف من مهامه إبراز الصورة الناصعة, وتعزيز واقع ما نقلته بعض الوفود المصرية, عن ما يجري على الأرض العراقية, لاسيما انتصارات العسكرية وبطولات الحشد الشعبي ضد الإرهاب, الذي يحاول التوسع نحو الدول الإقليمية, الوفد سيبرز الدور الإنساني للعراقيين, لاسيما المرجعية الدينية, وإعادة النازحين لمدنهم, والسعي لأعمار المدن المدمرة جراء الحرب, ويبدد التهويل الإعلامي, والنقل المزيف للتصرفات والممارسات غير الواقعية.

الشأن السياسي؛ كان الأكثر حضوراً في إطار الزيارة, فمشروع التسوية الوطنية؛ يعد أهم المشاريع السياسية, التي لو أبصرت النور لرسمت خارطة طريق لمستقبل العراق, كما يراها التحالف الوطني, التي تعتقد اغلب مكوناته إن الأغلبية الوطنية الأفضل للمرحلة القادمة, كما يتبنى التحالف رؤيا جديدة تعزز الدور العراقي إقليماً ومحلياً, تتضمن أوليات خمس, كما يطلق عليها “الوحدة, والعروبة, والسيادة, والديمقراطية, ودولة المواطنة”.

الوفد لم تختصر الزيارة على البُعد السياسي, إنما سيكون للبُعدين الاقتصادي والأمني بين البلدين اهتمام كبير, خاصة بتوسيع المصالح الاقتصادية بين العراق ومصر, والتأكيد على فتح خط الأنبوب النفطي المرتقب بين البصرة والعقبة والعريش, وفتح الأبواب للعراقيين الراغبين في الدراسة والتجارة, والتمهيد لعقد اتفاقيات أمنية, كون مهمة البلدين توسيع التعاون المشترك للتضييق على الجماعات الإرهابية, وتطوير الأساليب القادرة على مكافحتها.

الأهم بذلك؛ المقبولية الإقليمية والدولية لشخصية رئيس التحالف الوطني؛ تلعب دور كبير برسم سياسة العراق الخارجية, وصناع القرار العراقي, رغم محاولات التشويه والتظليل التي تمارس ضده, خير دليل الدور الذي يضطلع فيه التحالف الوطني اليوم, يختلف تماماً عن السياسات المتبعة خلال الفترة الماضية, التي أدخلت العراق في دهاليز الحروب والطائفية.