بغض النظر عما ستخرج به ثورة العراقيين الممتدة من البصرة الفيحاء مدينة الفداء وبوابة النصر العظيم ،حتى اطراف بغداد العباسية الجريحة ،أنها ارسلت رسالة مهمة جدا ،الى جهات داخلية وخارجية،وبالذات ادارة اوباما وملالي طهران،فالتظاهرات التي انطلقت من البصرة مطالبة بتحسين الخدمات والكهرباء وغيرها ،توسعت الى محافظات اخرى كالناصرية وميسان وكربلاء وبابل والقادسية وصولا الى يوم الجمعة الماضية ،لتتحول من تظاهرات سماها البعض(ثورة الكهرباء) ،لان سببها كان المطالبة بتوفير الكهرباء لهم،الى (ثورة شعب )جريح،تجلت في قدرته ألفائقة على هز عروش طغاة بغداد من احزاب وكتل ونواب ووزراء وحكومة ،عندما قامت مجموعة خيرة مسحوقة من موظفين وعمال من مديرية سكك العراق،بقطع الطرق بالقطارات وشل حركة السير في بغداد مطالبة بصرف رواتبها المقطوعة منذ عدة اشهر ،مما افقد حكومة العبادي صوابها وأعلنت موافقتها الفورية على صرف الرواتب المتوقفة ،وأعلن وزير النقل باقر صولاغي بنفسه هذا ،واصفا التظاهرات وقطع الطرق،بالمؤامرة التي (دبرت بليل) ووراءها جهات خارجية ، وأصبح شعار الثورة فيما بعد (تظاهرة دبرت بنهار)، وأصبح تصريح باقر صولاغي هذا نكتة يرددها الاعلام والصحافة ويرفعها المتظاهرون شعارا لهم،فهل ستستمر الثورة،وماهي نتائجها الانية ،ولماذا انطلقت بهذا الوقت الحكومة تعيش معارك خاسرة مع تنظيم داعش، مدن كبيرة ،في استعادة محافظات تحت سيطرته،يقينا،التظاهرات التي تحولت الى ثورة شعب جريح ،هي احدى افرازات الفشل الحكومي في توفير الخدمات الاساسية للمواطن من قطع رواتب وكهرباء وبطاقة تموينية وسوء الخدمات التربوية والصحية بشكل كبير ومروع،وهذا كله نتج عن سرطان الفساد المالي والإداري المتراكم منذ بدء الاحتلال الامريكي ،والفساد السرطاني هذا ،لا يقوم به موظف صغير يمكن احالته الى القضاء وينتهي الامر ،لا،الفساد في نهب اموال العراق ونهبها باسم القانون الذي (هم) وضعوه وسننوا قوانينه ،يقوم به رؤساء الكتل والأحزاب ونواب البرلمان ووزراء الحكومة وكل من يدير العملية السياسية العرجاء،نهب منظم للنفط من قبل رؤساء كتل كبيرة ورؤساء احزاب متنفذة ،والسيطرة على الاستثمارات والموارد والعقارات ونهب وسرقة كل ماهو قابل للسرقة ،انظروا ماذا هتف امس اهل وأبناء البصرة العظيمة لعمار الحكيم رئيس المجلس الاسلامي الاعلى في العراق ،(يعمار شيل ايدك اهل البصرة ما تريدك)
ماذا يعني هذا والبصرة كلها تحت سيطرة المجلس الاعلى ونفطها يصدر له ولإتباعه،إلا يرسل اشارة قوية جدا لإيران،ان العراقيين ضاقوا ذرعا بأتباعكم وأذنابكم في العراق،ورائحة سرقاتهم وجرائمهم ازكمت الانوف،وحان الوقت لطردهم وإعادتهم اليكم،وتنظيف العراق منهم ومن امثالهم ،بلى ،كانت رسالة واضحة وقوية جدا ،اطلقها اهلنا وإخواننا في الجنوب في البصرة وكربلاء المقدسة وبابل وميسان ان ،لا مكان بعد اليوم (لعملاء) وأقزام وحرامية وقتلة ايران في العراق ،هذه الرسالة الاولى والصورة الرائعة لابناء العراق الاصلاء الذين يرفضون ايران وأقزامها ،ولو جاءت الهتافات من المدن (الشمالية) لكان الوضع يختلف تماما ،الرسالة الاخرى لثورة الشعب ،انها كسرت حاجز الخوف في وجه امريكا وعملائها وأحزابها ومريديها ممن يمتلك النفوذ في المدن العراق ،وان شعب العراق هو من يقرر مصيره بيده ،لا انتم ولا اقزامكم الذي جلبتموهم بعد الغزو،وان جميع مشاريعكم العدوانية ضد شعب العراق في نشر الطائفية والتقسيم والتفتيت وإشعال الحرب الاهلية العرقية والطائفية قد قبرت بثورة الشعب هذي،وهي ايضا رسالة موجعة للعرب وحكامهم،ان شعب العراق ينتظر منكم الدعم والمؤازرة لمواجهة مخططات ايران وأمريكا وخطرهما علينا وعليكم،ورسالة مباركة للداخل العراقي،اننا مازلنا وسنبقى شعبا واحدا لا تفرقنا الاحزاب والدول والمسميات الطائفية الكريهة،نحن شعب واحدة متماسك ومتمسك بوحدة شعب وأرضه وحضارته ،مهما كان حجم المؤامرات الدنيئة لتقسيم العراق،لهذا اثبتت ثورة العراقيين انها شعب العراق لن يهزم ابدا ،وانه كالعنقاء ينهض من رماده ،وحان الوقت كي ينتفض ويثور بوجه القتلة والعملاء والفاسدين والحرامية واللصوص ،ممن ادمن على قتل وسرقة وتهجير وإذلال العراقيين ،ونهب خيراتهم ومواردهم ،وتركهم اسرى بيد الجوع والإرهاب بكل انواعه ومشتقاته،لذا نحن ننظر على هذه الثورة،بوصفها شرارة لا تنطفئ ،علينا ادامة اشعاعاتها وأوارها بمزيد من كشف وتعرية السلطة الفاسدة ورموزها (مهما بدو كبارا)،وهتافات اهلنا كسرت حواجز الخوف وتحطيم اصنام السلطة ورموز احزابها الدينية العفنة ،التي تتبرقع تحت ستار الدين ،والدين منها براء،وما هي إلا اصنام ومجموعة لصوص تافهة سرقت الشعب والدين معا،الم يكن هتاف اهلنا في كربلاء (يا حسين يا حسين باكونا باسم الدين)،اذن الثورة مستمرة حتى تحقق اهدافها ،وهي اهداف شعب في ثورة سلمية،تطالب بحقوقها الشرعية وابسط مستلزمات الحياة،منها وأهمها احالة الفاسدين من الرؤوس الكبيرة الفاسدة الى القضاء،وإعادة السلطة للاصلاء النزهاء من العراقيين ايا كانت طائفته وقوميته،وإبعاد رموز الفتنة والفساد وتغيير القوانين والهيئات التي يسيطر عليها المالكي وعصاباته وحزبه،الثورة مستمرة بتضحيات العراقيين وإصرارهم على التغيير ،وإعادة هيبة العراق ،وعودة المهجرين والنازحين الى ديارهم ،الثورة مستمرة والعراق بخير ،حتى يرضخ الاخرون لمطاليبه ،ويرحل القتلة والفاسدون عن ألسلطة الى دهاليز السجون والإعدام ….