يشهد الواقع السياسي العراقي وضعا مزريا،في ظل تحولات دراماتيكية كبيرة متناقضة ،يشهدها الشارع العراقي اليوم،من تفجيرات دموية تضرب العراق كله الى مظاهرات تملأ شوارع العراق كله،الى اصلاحات حكومية واسعة جدا دون ان تصل الى جوهر المشكلة التي يعيشها العراقيون منذ عام 2003 ولحد الان ،فكيف يخرج العراق من مآزقه هذه وجميع ذئاب الارض تتربص به على الابواب ولا تسمح له ان يرفع رأسه ،ويتخلص من هذا الوضع الكارثي الذي وضعته ادارة الشر الامريكية عندما غزته ذوات عام قبل ثلاثة عشرة سنة من الان ،لذلك سنوضح في مقالنا هذا بعضا من الحلول التي نعتقدها تشكل حلا جذريا لازمات مستعصية ،استنتجناها من الواقع السياسي العراقي، الذي يشهد تعقيدا وتوترا شديدا ،يصل الى نهايات الاحتراب الطائفي ،وسط حرب طاحنة بين طرفي الارهاب الدولي، المتمثل في الميليشيات الايرانية التي تبسط سطوتها على كل العراق ،وبين سيطرة داعش على مدن رئيسية في العراق ،لا نغالي اذا قلنا ان العراق على شفا الهاوية التي ما بعدها هاوية ،عندما نقول هذا نعرف ما نقول ،وما التفجيرات الدموية التي تتحكم بها ميليشيات ايران وداعش تعلن عن تنفيذها،في حين يذهب ضحيتها دم عراقي طهور ،الارهاب يضرب العراق بكل قوة الان ،تفجيرات مدينة الصدر الكارثية ،وقصف مدينة الفلوجة الكارثية ،توازن الدم بين الميليشيات وداعش ،هكذا تتصاعد حدة الحرب الطائفية لإغراض دعائية وإشارات واضحة للثورة التي هزت عرش طواغيت المنطقة الخضراء والمفسدين من العمائم التابعة لولي الفقيه الايراني ومرشدها الخامنئي،الحرب اصبحت علنية واضحة بين من يتبع ولي الفقيه الايراني ،وبين داعش ومريدوه ،وأتباعه ،في خضم هذا الصراع الدموي بين طرفين تلعب ادارة اوباما لعبة القط والفار بينهما ،لإضعاف وارباك الوضع العراقي،لكي لا يخرج من الطرفين منتصر منهما ،تأتي الثورة العراقية المباركة الناصعة البياض،لتعم جنوبنا الغاضب والحانق على العمائم الفاسدة والسياسيين الفاسدين وعلى الاحزاب الفاسدة التابعة لايران (ايران برة برة كربلاء تبقى حرة)او ايران برة برة بغداد تبقى حرة) في اشارة صارخة الى رفض العراقيين في الجنوب العزيز التواجد الايراني وتدخلاته في العراق ،وهكذا خرجت الاصوات النشاز الايرانية الوقحة تهاجم التظاهرات وتصفها(بالكافرة)، لان رموزها وأتباعها وأقزامها ومصالحها قد ضربت ولم يعد لها مكان في العراق بعد اليوم،عندها خرجت ما سمي ب( حزمة اصلاحات العبادي) ،
واردفها بحزمة اخرى سليم الجبوري رئيس مجلس النواب ،الا ان هذه الاصلاحات في ظاهرها وباطنها ،لا تلبي طموحات شعبنا وطموحات ثورتنا ،ورجالها الذين زلزلوا الارض تحت اقدام الفاسدين من وزراء ونواب وبرلمانيين وشخصيات حزبية كبيرة فاسدة وأحزاب السلطة ،فشهروا اسلحتهم ضد الثورة وأردوا وأدها وسرقتها وركوب موجتها ،إلا ان وعي الثوار اعلى من غباءه هؤلاء الفاسدين،فالإصلاحات ترقيعية يضحكون بها على السذج من الناس ممن هلل للعبادي وإصلاحات الوهمية ،التي اراد بها ان تنطلي على الثوار قبل الشعب،فقبرتها الثورة ورفضتها،ويوم غد سيكون اعلان الشروط الفاصلة والتي تمثل اهم طلبات الشعب وهي الغاء البرلمان والدستور ومحاكمة الفاسدين وعلى رأسهم المالكي ومدحت المحمود وعصاباته ،وبقية الفاسدين ،على ان لا تستثني احد منهم ،وتكون الاجراءات فورية لا بالتقسيط كما اعلن العبادي نفسه،وبغير هذا ستتحول الثورة من مرحلة التظاهر الى مرحلة الاعتصام والانتقال من ساحة التحرير الى داخل المنطقة الخضراء،هذا هو القرار الاخير للثوار والثورة،وعلى العبادي ومجلس النواب ،والانصياع ارادة الشعب،لأنه مصدر السلطات ،وساحة التحرير هي الان من يعطي شرعية الحكومة والمجلس ،وما قام به العبادي ومجلس النواب هو تخدير لا تغيير ،نعم لمسنا ارتياحا شعبيا واضحا ،ولمسنا استجابة حكومية وبرلمانية،ولكنها لا تسد رمق المتظاهرين ولا تلبي الطموح ،ان تدخل ايران المباشر لإفشال الثورة،وتفريغها من محتواها ،لهو امر معروفة اهدافه ،وعلينا ان نفشل هذا المخطط بإصرارنا على التظاهر السلمي ،مع تدويل التظاهرات والطلب من الدول العربية وغير العربية دعمها بكل قوة ،اعلاميا ، وسياسيا،وهذا اقل واجب قومي ،يعيد العراق الى حضنته العربية، ويخلصه من براثن ايران الفارسية ،التي تريد ان تصبح بغداد عاصمة الامبراطورية الفارسية ،وبالتالي نجاح ثورة العراقيين وقصقصة اذرع ايران ودحر داعش هو ،ضمان لأمن الخليج والأمة العربية من الارهاب وتداعياته على مستقبلها ،اليوم العراق والآمة العربية في مفترق الطرق،وهذه الثورة هي خلاصة خلاص العرب من التبعية الايرانية ودحر المشروع الايراني الصفوي في المنطقة ،ولذلك لابد من الدعم والإسناد بكل قوة،اما امريكا وموقفها من هذه الفوضى العراقية في التفجيرات والإصلاحات ،هو موقف المتفرج على الخراب ،لا يهمها الا مصالحها التي ضمنتها بأضعاف وتدمير العراق،والآن تتحدث عن تقسيمه كخطوة اولى للخلاص من خطر في الشرق الاوسط اسمه العراق مستقبلا ،فمرة تقول لا مستقبل لسنة في العراق ويمكن اقامة دولتين كردية وشيعية ومرة تقول حان الوقت لتقسيم العراق ،اذن امريكا تبحث عن مصالحها كم ايران تؤكد على مصالحها وتدعم اذنابها ومشروعها في العراق والمنطقة ،هكذا يفكر اعداء العراق ،لهذا جاءت الثورة العراقية لتضع حدا للأهداف الشريرة والنوايا السيئة لأعداء العراق،وعليها تصحيح المسار الى النهاية مهما غلت ألتضحيات وارى ان الثورة بدأت ناضجة وواعية ومنظمة ايضا ،رغم التعتيم الاعلامي الحكومي والعربي عليها لإغراض وأهداف معروفة ، وهي تتصاعد بمطالبها وزخم اعداها المليوني يتزايد ،والمفرح جدا هتافاتها المدوية التي مزقت ستائر الاعداء وخلخلت اوضاعهم وصار الصراخ على قدر الالم ،ايرانيا وسلطويا، العراق ماض بتظاهراته طالبا الاصلاح الحقيقي ،لا الترقيعي، وطالبا وضع النقاط على الحروف ،لا تضييع الوقت بإصلاحات غير مهمة ،وشكلية ،ورمزية ، متناسين الهدف الجوهري للثورة اسقاط دستور بريمر وقوانينه التعسفية ،ومحاصصته الطائفية وتداعياتها،اضافة الى احالة رموز الفساد من الحيتان الكبيرة الى القضاء ،بعد تغييره وإزاحة رئيس مجلس الفساد الاعلى مدحت المحمود عن سدة القضاء ،عندها فقط يمكن لسفينة العراق ان تسير الى بر الامان ،الذي ينشده كل عراقي شريف……..