مر عامٌ كامل على إستعادة أرض الموصل
خرج تنظيم داعش وبقي أبشع أثر تركه ، بقيت ذكريات مُلطخة بدماء الأبرياء العُزل ، وشهداء قدموا أرواحهم فداء للوطن ..بقيت أحلام الأمهات الثكالى بعودة أبناهم من ساحات المعركة.
مازالت صورة رئيس الوزراء العراقي السابق ( حيدر العبادي ) وهو يقف مُبتهجاً بنصراً مبين وسط قوات الجيش العراقي وجهاز مكافة الأرهاب محفورة في أذهان الكثير .
نُجزم أننا تحررنا من الإرهاب بينما مازلنا نواجه إرهاباً متخفي بأذرع ممتدة في مفاصل الحكومة العراقية
مازال الكثير من النازحين تحت رحمة الخيام ومساعدات المنظمات الدولية ، مازالت مئات الجثث تحت الأنقاض لم يتم إنتشالها حتى الأن لأسباب عديدة ، بعض الأحياء يمنع دخولها أو الوصول إليها بوجود منازل مُلغمة بالكامل تشكل خطراً على حياة الناس بينما تعمل منظمات تابعة للأمم المتحدة بمشاركة القوات العراقية على تفكيك هذهِ المتفجرات .
الموصل بقيت على حالها دون تحريك ساكن سوى
فيما لم يتحرك سكون البرلمان العراقي إلا على ما يصب في مصالحهم العليا التي لا تمت بصلة لمصلحة المواطن وهذا الوطن ..!
الحقائب الوزارية أهم من المُدن المُدمرة ولولاهم لما دمرت بالأساس ..!
محاولات الأهالي الفردية بإعادة إعمار ما يمكن إعماره لا تكفي امام مُدن منكوبة بحاجة لبُنى تحتية وجهود جبارة حيث كشفت جهات مسؤولة في المحافطة عن نحو 8 من أحياء الموصل القديمة تحولت إلى ركام بفعل القصف العنيف والاشتباكات المسلّحة، التي تعرّضت لها خلال عمليات التحرير العام الماضي .
وفي تسليط الضوء على عملية إعادة الأعمار من قبل الحكومة العراقية ، وعند زيارة الموقع الإلكتروني الخاص بصندوق إعادة إعمار المناطق المتضررة ندخل على خانة المشاريع التي تم إنجازها فالنتائج كارثية مقابل الخراب الذي يسيطر على عموم المحافظة ..!
مدرستين في محافظة كركوك تم هدمهم وإعادة إعمارهم ، بالاضافة إلى إعادة تأهيل ابنية كلية الأداب والأدارة والإقتصاد وكليات الصيدلة وطب الأسنان في جامعة الموصل وأكساء الشوارع في ناحية القيارة وحمام العليل ، وتأهيل شبكات كهرباء في قرى ملا عبدالله و ادريس خباز و ادريس خزعل والهندية .
وفي تصريح لعضو مفوضية حقوق الإنسان د.فاضل الغراوي ان فرق مديرية الدفاع المدني في محافظة نينوى انتشلت اكثر من (٢٦٦٥) جثة معلومة الهوية منذ انطلاق حملة القضاء على عصابات داعش الارهابية ولغاية ٢٠١٨/١١/٦، وفي حين بلغت الجثث المجهولة الهوية(١٩٩٢) جثة و بلغ عدد جثث الاطفال المعلومة الهوية (٨٥١) جثة طفل منهم في المدينة القديمة (٣٤٥) طفل.
وأضاف الغراوي ان خطر وجود العديد من الألغام والعبوات والمخلفات الحربية ادى الى العديد من الحوادث كان آخرها استشهاد طفل وجرح اثنين في المدينة القديمة نتيجة انفجار (عبوة ناسفة) غير مرفوعة قرب جامع النوري الكبير كما أن وجود هذه المخلفات يمثل عائق كبير في عدم عودة العديد من العوائل إلى دورها.
وناشد بدوره الوزارات الأمنية كافة بالإسراع برفع المخلفات الحربية كما طالب وزارة الصحة بإكمال متطلبات فحص الحامض النووي وإجراء المطابقة مع الجثث مجهولة الهوية لإكمال المتطلبات القانونية .
يتبين لنا مما ذكر تلكأ سير العمل والوقت الذي تأخذه الحكومة لأتخاذ الأجراءات اللازمة لا يتاسب وحجم الأضرار الناتجة عن كل يوم يمر دون البدأ بأسس صحيحة لأعادة الحياة للمدينة .
إعادة إعمار المؤوسسات دون وجود منازل صالحة للحياة يعتبر خطوة عكسية من قبل الجهات المسؤولة وليست في محلها ، صفقات تبرم بمليارات الدولارات ينبأ بشرعنة باب جديد للفساد تحت مسمى إعادة الإعمار ؟!
نخرج من كارثة داعش وندخل كارثة الفساد على حساب أرواح المواطنين وحياتهم ومستقبل أبنائهم المجهول تماماً في واقع معيشي كهذا .
اي مدرسة تلك التي يذهب لها الأطفال للتعلم وإكتساب المعرفة وطرقهم ومنازلهم غارقة بالوحل وغير مؤهلة لحياة كريمة تحفظ للمواطن العراقي كرامتهُ وتحترم إنسانيتهُ !
لو بدأت الجهات المعنية بإنتشال الجثث وتطهير الأراضي والأهم عودة النازحين من المخيمات إلى مناطق سكنية منظمة ومهيئة لبداية مشوار حياة جديد.
هنا سيكون بمقدورنا تدارك الأزمات القادمة ، لكي لا يكونوا هؤلاء الناس أداة سهلة للأستغلال من قبل جهات تغريهم بالأموال وتستغل ضعفهم وحالهم السيء وحاجتهم لأبسط سُبل العيش .
لنستثمر هذهِ الطاقة البشرية ونؤكد أنه لن يُعمر الموصل إلا أهلها إلا أبنائها ، الموصل لا تحتاج لغرباء ودُخلاء لإعمارها حيث هنالك دعم دولي كبير لو تم توجيهه بالشكل الصحيح بمواظبة وإستمرار ستنهض الموصل وتزدهر وتعود أم الربيعين للحياة من جديد .