7 أبريل، 2024 9:05 ص
Search
Close this search box.

العراق ..تأجيل القمم العربية..رسائل سلبية!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

ينظر الكثير منالعراقيين ، ومراقبين ومتابعين للشأن العربي ، الى أن تأجيل القمم العربية ،وبخاصة التي تعقد في العراق ، يعطي رسائل سلبية ، ربما تكون غاية في الخطورة ،لايتمنى العراقيون أن يعاملهم القادة العرب ، على تلك الشاكلة من الجفاء وغيابالرؤية ، التي يؤكدها أعداء العراق والمتربصين به ، ومفادها أن القادة العرب هم منيديرون ظهرهم للعراق ، كلما حاول الإقتراب منهم ، أو كلما سعوا هم للاقتراب منه،واذا بهم يفاجأونه، بما يكدر خواطرهم ويترك غصة في القلب، مما يحدث أزاء بلد عربي،مثل العراق، كان هم شعبه على الدوام ، أن يكون للعرب دور ريادي في لم الشمل ، وتعضيدأسس التعاون المشترك معه ، على كل الأصعدة، ومواجهة تحديات الأمن العربي بروحجماعية، ونظرة ستراتيجية، تأخذ مصالح العرب وشعوبهم في الإعتبار!!

ويرى العراقيون ،أن المبررات التي يطلقها كل من سيادة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وملك الأردنجلالة الملك عبد الله الثاني، ومن قبلها تأجيل القمة العراقية السعودية ، لاترتقيالى مخاطر أحداث كبيرة وخطيرة ، بل يرى فيها آخرون ومنهم إيران ، ومن ساروا فيفلكها، أن رؤيتهم التي يرددونها ليل نهار، ازاء غيبة العرب عن العراق وإبتعادهم عنه ، هي التي أثبتت بما لايقبل الشك صدقمايروجون له منذ سنوات!!

بل أن مبرر تصادمقطارين بمصر أمر يحدث في أعوام كثيرة، ولم يكن مبررا أن تؤجل قمة ثلاثية عراقيةمصرية أرنية قبل أسابيع ، وتم تأجيها للمرة الثانية ، بسبب ما قيل عما شهده الأردنمن أحداث أخيرة، وما قيل عن “مؤامرة” إستهدفت جلالة الملك عبد اللهالثاني من شقيقه الأمير حمزة، وتبين لاحقا أن الأمر لم يصل الى درجة “التآمر” ، وأن الرجل جدد ولاءه للملك عبد الله الثاني ، وأعلن وقوفه الىجانبه، وتم تجاوز الأزمة باسرع وقت، وما حدث أمر يقترب من تلفيق جهات خارجيةوداخلية ، ربما لاتريد للأردن بقاء هذا البلد واحة للأمان والإستقرار في المنطقة،بل أن حضور جلالة الملك عبد الله الثاني لبغداد ، سيكون هو الآخر تأكيدا انالاوضاع في بلاده هي أكثر من مستقرة!!

كان العراقيون فيأقصى غاية الشوق لرؤية القادة العرب يتقاطرون على بغداد، وإن وجودهم فيها تكريملهم ولدورهم، ولكي ينسف العراقيون كثيرا من التأويلات وسيناريوهات التلفيق من جهاتتريد لقطيعة العرب أن تبقى هكذا، لكي لايلتقي العرب، ولا يكون بمقدور العراقالوقوف على قدميه ، عندما ترتفع معنوياتهم وهم يرون القادة العرب، موجودون فيبغداد حاضرة العرب، فيرتشفوا من عبقها ما يقوي عضدهم ويشد في أزرهم ، لكن سيناريو “التأجيلالمتكرر” ، غير المبرر ، هو من يضع الدواليب بوجه أية محاولة لخروج العراق منشرنقة الهيمنة الاقليمية ، التي تحاول دول المنطقة ، إبعاد العراق عن حاضنته وحاضرتهالعربية، وتبقى هي من تتحكم به وبقدرات شعبه، وقد أعطى القادة العرب المبرر لهيمنةخارجية من هذا النوع ، أن تبقى هي المسيطرة ، وهي من تؤخر إنطلاق العراق الى مايطمح اليه العراقيون ، التواقون لرؤية إخوتهم العرب، حاضرين في الميدان، وقد ودعواسنوات القطيعة معه، ولكي يخففوا عنه جراحه ومآسيه، واذا بهم يجدون مجافاة منإخوتهم العرب، ليس لها من المبررات القوية التي تمنحهم عذرا ، لكي يديروا ظهرهم لهعلى هذه الشاكلة!!

ويرى العراقيون أنأحوال الاردن ومصر والسعودية ودول الخليج وأوضاع بلدانهم ، هي أفضل منهم بكثير ،واوضاع دولهم مستقرة هي الأخرى ، وليس من المعقول أن يتم اتخاذ ” أوضاع طارئة” ليست بتلك القوة التي يمر بها العراق، في وقت يتقدم العراق الى العرب ويحضرالى عواصمهم، وهو في أشد حالات الخطر على مستقبله، وهم يؤجلون حضورهم لبغداد ، وهوما يخلق حالات من الأسى وغصة في القلب ، تكدر أحوال العراقيين وتزيد من معاناتهموتعمق من جراحاتهم، وهم الآن بأمس الحاجة الى من يداوي قلوبهم المكلومة وأوجاعهم التيأضنت أفئدتهم ، ومع هذا يمتلك العراقيون من القدرات ومقومات الحياة، مايرفع رأس كلعربي الى السماء!!

حضوركم ايها القادةالعرب الى العراق والى بغداد العروبة ، رفعة لكم ، وقوة لإحوالكم، حتى ولو حضرتم لمجردالحضور، وحتى بدون توقيع أي إتفاقات، ويمكن أن تتركوا توقيعها لذوي الشأن منالجهات العليا في بلدانكم، لكن غيابكم عن بغداد، وقطعيتكم معها ، يؤذيكم أنتم قبل غيركم ، ويرى فيها العراقيون أنها سكاكين تنغرسفي خاصرتهم، فلا تكلموا جراح أهل العراق، ولا تعينوا الآخرين على فرض سطوتهم عليه، ولكن الأمور تجري بما لايشتهي السفن.. وما يتمناه العراقيون أن يكون حضور قادة العربالى بغداد هو القاعدة وغيابهم هو الإستثناء ، لكي لايقال أن العرب هم من شهروابوجهكم السكاكين وأعوام الفرقة والتناحر ، وهم من يعطلون نهوضه وتوقه الى أن يرىنفسه عزيزا منيعا، ، ويبدو ان الأقدار قدكتبت على العراقيين هكذا ، وما عليهم إلا أنيصمتوا ويقبلوا بحالة القطيعة ، على أنها أمر واقع مفروض عليهم، وعليهم تحمل ظلمذوي القربى .. وصدق فيهم قول الشاعر: وظلم ذوي القربى أشد مضاضة على المرء من وقعالحسام المهند!!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب