يقدم الانسان نفسه للموت لعدة امور, أهما العرض والأرض والمال,وهذا الأمر موجود في كل أصقاع الأرض,وهذا الأمر متعارف عليه منذ فجر التاريخ ويستمر إلى أن يرث رب العالمين الأرض ومن عليها .
وقد أطر هذا الأمر خاتم الأنبياء والمرسلين صلوات ربي عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين بأن قال عليه السلام : من مات دون عرضه فهو شهيد، ومن مات دون أرضه فهو شهيد,ومن مات دون ماله فهو شهيد.وثمن الشهادة باهض جدا لذلك نرى القلة القليلة المؤمنة, وصاحبة الحظ العظيم تحصل على هذه الصفة, فالشهيد له مرتبة عظيمة في جنان الخلد, لأجل هذا يستميت المؤمنون من أجل الحصول على هذا الوسام العالي .
ولو عدنا الى العراق وبعد دخول رياح الخبث والكراهية والفسق والفساد. إنقسم الناس إلى معسكرين, الأول هم المؤمنون الذين لبوا نداء المرجعية العليا وتركوا ورائهم كل شيء المال والولد والأهل وإنطلقوا للحصول على واحد من أمرين، النصر أو الشهادة فالنصر يعني عودة العراق سالما غانما معافى موحد وبذلك يتركون بصمة طيبة تتغنى بها الاجيال القادمة ، وإن حصلوا على الشهادة فتلك هي ربح تجارتهم مع خالقهم جل وعلا ومع وطنهم ومع أنفسهم .
المعسكر الثاني هم المتشردون واللقطاء وناقصي الغيرة وعديمي الشرف الذين فتحوا أذرعهم ليعانقوا شذاذ الافاق الذين صدرتهم دولهم للتخلص من روائحهم النتنه فكانوا نفايات تراكمت على نفايات، تجمعوا فكانوا النسخة المستنسخة من معسكر إبن زياد عليه لعائن اللاعنين من الجنة والناس أجمعين،معسكر تبرأت منه كل صفات الرجولة وتجسدت فيه كل الصفات الحيوانية .
وبين هذين المعسكرين كان هناك معسكري إسناد احدهم من أصحاب اليمين والثاني من أصحاب الشمال، فهناك من مد يد العون لرجال الحشد الشعبي وإقتطع قوت عياله ليرسلها إلى جبهة الحق ، أما الأخرين فانا اتعجب لهم وأستغرب وأقول هل يكره الإنسان وطنه ! هل يكره الرجل أبناء جلدته! فيكون عبدا ذليلا للقيط متشرد اتاه من خلف الحدود ليجعله أميرا عليه رحمانا رحيما ينكح بفتوى الجهاد إبنته وأخته وحتى زوجته إن إقتضى الأمر. والأشد إيلاما أن بعض هولاء ممن يتربعون في أعلى مواقع المسؤولية .
وبين هؤلاء وهؤلاء يستمر الجهاد ويستمر التقدم في الجبهات كلها، وكيف لا والأرض غسلت بدماء الشهداء. بدماء رجال الحشد الشعبي .