23 ديسمبر، 2024 1:53 م

العراق بين نار الارهاب ولهيب الأزمات السياسية ؟!!

العراق بين نار الارهاب ولهيب الأزمات السياسية ؟!!

لسنا بصدد تعريف الارهاب ، او تحديد مفهومه باعتباره ظاهرة ، لها سماتها ، بقدر ما ما نركز على تاثيره ، ونتائجه ، وتداعياته على المجتمع ، والتي تجاوزت كل الحدود ، لتصل الى المعترك السياسي ، ليصبح الارهاب السياسي من اخطر انواع الارهاب ، كون هذا الارهاب يعتمد على ستراتيجية دقيقة جداً ، ووفق آلية حركة معقدة ، والغاية تحقيق مكاسب سياسية ، والذي تحت عنوان الارهاب السياسي المنظم . العراق ومنذ ٢٠٠٤ استهدف بصورة مباشرة من قبل مجاميع بعضها يحمل الصبغة السياسية ، والبعض الاخر حمل شعار ( الحرب ) ضد العملية السياسية ، والنوع الاول انطلق بأهدافه تحت غطاء رسمي ، فنرى مثلاً النائب في البرلمان او الشخصية السياسية ، يمارس العداء والعمل الارهابي وهو سياسي ، وهو ما يسمى بإرهاب المعارضة والتي تعد من اشد انواع الارهاب ، كونه يعتمد الحرب المفتوحة ، وباي وسيلة ، وباي ثمن يحقق أهدافها ، وعادة ما يكون المواطن العراقي هو المستهدف الرئيسي من تلك الاعمال الارهابية ، كما تعتبر تلك المجاميع السياسية والتي تُمارس الارهاب بانواعه ، فإنها تسعى الى خلق الفوضى الامنية والسياسية ، وزعزعة الأوضاع بصورة عامة ، من اجل تنفيذ غايات واهداف تعتبرها ستراتيجية بعملها السياسي ، كما يراد من هذا التحرك خلق جو عام مضاد ورافض لسياسة الحكومة ، ورفض التجربة عموماً عبر تسقيط الحكومة سياسياً ، والتشكيك بقدرتها على حفظ ارواح الناس ، وقدرة القوات الامنية على مهنيتها وقدرتهاعلى حفظ ارواح الأبرياء ، من خلال استهداف المؤسسات الحكومية ، والاحياء المكتضة ، لخلق حالة ارباك وفوضى أمنية ، تدخل البلاد في حالة من الانهيار السياسي ، والذعر والخوف وتعطيل مفاصل الحياة اليومية للمواطن العراقي .  بالتأكيد هذا الاسلوب ينشط في الدول التي تتعرض لازمات سياسية ، وحالة تحول ديمقراطي ، بعد تسلط ديكتاتوري تقبع تحت ظلمه ، وعندما تتغير خريطة هذه الدول ، وتبدا حركة الأحزاب بالنشاط ، تبدأ عملية الضد والضد النوعي الاخر ، والفعل وردة الفعل ، مما يجعل المشهد السياسي غاية في التعقيد والخطورة ، خصوصاً مع ضعف القانون ، وسيادة التسلط الحزبي والفئوي ، الامر الذي يفقد القانون اي قيمة ، وهذا ما نشهده بالفعل في البلاد ، اذ ان هناك مدن كاملة سقطت بيد تيارات وأحزاب ، وتبدا بممارسة السلوك الارهابي والتخويفي ، وتعتبره ديمقراطية ، فاجتياح البرلمان لا يمكن أعتباره ظاهرة ديمقراطية ، تُمارس من قبل جمهور يعود في أدبياته الى تيار ، ويلتزم بهذه الادبيات ، والذي يمتلك من الوسائل الديمقراطية ما تجعله صوتاً واضحاً ، ولكن في قبة البرلمان ، وليس في هدم الشرعية والدستور، وهذه القوى السياسية تعتمد ثقافة الارهاب السياسي ، وتعزيز لغة العنف داخل المجتمع العراقي ، لتنتج مجموعة خارجة على القانون تُمارس الابتزاز والضغط السياسي ، لتحقيق أهدافها تحت مسمى تلك التيارات والاحزاب . ان مايجرى ومن خلال قراءة المشهد السياسي المرتبك ، هو عمل منظم تقوم به جهات سياسية مدعومة إرهابياً ، وجهات ارهابية مدعومة سياسية  تسعى الى خلق جو رافض للتجربة السياسية في البلاد ، واعلان موت تجربة الاسلاميين تحديداً ، وتوجيه الرأي العام باتجاه رفض السياسات المتعبة حالياً ،واعلان فشلها في التعاطي مع هموم المواطن اليومية ، وهذا بحد ذاته رسالة ضغط من هذه الجهات ، لاستبدال رسالة التفاوض من كسر عظم المجاميع الارهابية ، الى أجبارها للعودة الى طاولة الحوار ، وتحت مسميات سياسية ، خصوصاً مع وجود الدعم الإقليمي المادي والسياسي ، ويبقى السؤال المطروح والملح ، في ظل هذا التصارع السياسي والممزوج بالارهاب ، العراق الى اين ؟!!