6 أبريل، 2024 10:53 م
Search
Close this search box.

العراق بين مهزلة البرلمان واستخفاف الحكومة

Facebook
Twitter
LinkedIn

عجبا لصور متعددة تظهر وعلى  الفضائيات العراقية والعالمية  … انها تتحدث عن الفساد الاداري والمالي في الدولة العراقية الديمقراطية الحديثة … انها الدولة التي كانت ولاتزال حلم العراقيين … كل رجل وامراة .. طفل وطفلة … شاب وشابة .. كبير وصغير … يقول لماذا نحن … ومتى نكون مثل تلك الدولة او اولئك الذين سبقونا بتفوقهم العلمي والتكنولجي والحضاري ، ونحن .. من نحن … ابناء الحضارات القديمة الحديثة والتي دانت لها الحضارات … انها حضارة بابل … وآشور … والحضارة الاسلامية والعباسية … ورجال الدولة العراقية الحديثة  في القرن العشرين ، الذين بنوا  وأسسوا دولتنا … والتي بدأت تظهر آثارها في بداية سبعينات القرن الماضي … ففي العراق كل شيئ حديث ومتطور ففي بغداد في ذلك العقد من الزمن … المطار الحديث و يعد أكير مطار في الشرق الاوسط ، وفي وقت  كانت الامارات عبارة عن صحراء جرداء ،  وكانت اسطنبول ممتليئة بالاوساخ … حيث تم بناء الشوارع والطرق الحديثة … والطرق السريعة … والتي بدأنا نفتخر بها ونتحدث عن تطور عمراني وسكاني في كل المحافظات العراقية … في وقت  كانت  بلدان أوربية لاتمتلك من تلك المقدرات ،  وكان لدي لقاءات مع الكثير من الخبراء وأصحاب الرأي ،  والذين شهدوا تلك الفترة الزمنية  وانهم لايمتلكون مانملك ويتمنون ان يكون لهم قسط يسير من مقدرات العراق ، و طريقا واحدا من هذه الطرق السريعة.. انها نشوة وحب الماضي والذي اصبح وأمسى يتآكل في حنايا الذاكرة ،  ونتحدث عن ذلك لاولادنا وأحفادنا وندعوا الله تعالى ان يعيد العراق الى مركز الريادة والقيادة العربية والاسلامية والعالمية … واعتبارا لما نمتلكه من موارد بشرية وطبيعية ، يجب ان تستخدم وتوضع في موضعها الصحيح.
أقول وأعود الى بداية حديثى الذي انستي ذكريات الماضي الجميل … عن ماذا اريد أن اتحدث .. وعن ماذا اريد ان اتكلم … اعود واقول .. ان الانتماء الحقيقي للعراق هو الذي يعيد عجلة البناء وليست التصريحات االسياسة المتهالكة والتي جعلت الناس يستخفون ببرلمان متهرء … لاتكاد تجد فيه ( الا من رحم الله ) من جاء الى مجلس النواب  للوطن وفي سبيله … وكل يدعي وصلا بليلى  وليلى لاتقر بذاكا …. فهاهي د. مها الدوري والتي تتحدث بين فترة واخرى …عن ملفات الفساد وتظهر على قناة البغدادية  .. فترى التهم من هنا وهناك تارة الى رئيس الوزراء واخرى الى صابر العيساوي وأخرى الى الوزير الفلاني أو العلاني … وتصريحات آخرى لصباح الساعدى فتراه يقذف من كل حدب وصوب كل من يلوحه بعينه، وأصبح النواب بل جلهم يتحدثون عن الفساد في الدولة العراقية  فترى النواب والحكومة العراقية كلها وكانها ملائكة والفساد يضرب اطنابها ( فترى من المفسد اذا كان كلهم يتحدثون عن الفساد وأضراره )  ، وانظروا الى بلدان العالم المتقدم وكيف أن دولة مثل الامارات العربية المتحدة والتي ميزانيتها لاتتجاوز الاثني عشر مليار وهاهو تقدمها وتطورها … وهاهو العراق بملياراته المائة وثمان وعشرون في عالم 2013 وفي خضم السنوات الست الماضية والتي صرف فيها الحكومة ، مايزيد عن 600 مليار دولار ولازلنا في الكهوف والمغارات والازبال وبيوت اللبن والخدمات المتضغضعة ، أقول يما من ملئتم الفضائيات بصيحاتكم وصرخاتكم عن الفساد  لقد استخف بكم الشعب العراقي ولاوزن لكم … وسوف يكتب لكم التأريخ صفحات سوداء لان صيحاتكم لم تكن من أجل بلدكم بل من أجل مصالحكم الخاصة ومنافعكم الاقاربية والحزبية ، لقد ملت الامة هذه الاصوات الهجينة التي تتحدث عن الفساد ولديها كتل وأحزاب قوية في الحكومة العراقية ولكنها لاتفعل شيئا  سوى ضوضاء تزعجنا ليل نهار.
انها مهزلة حقيقية من المهازل اليومية التي ينبرى بها النواب خلف منصات الاعلام ليظهروا انفسهم دعاة النزاهة والرقابة وليسوا من ذلك الواقع في شيئ .. انها صيحات ليخدروا المجتمع العراقي … ولن تنطلي على الشعب صيحات الفساد … وأعجب من برلمان هزيل ضعيف يعرف الفاسد ولايستطيع أن يقيله بفعل عوامل الضعف فيه والمحسوبية والحزبية والتشرذم وعدم الانتماء لعراق الحضارة.
والى حكومتنا المنتخبة اتحدث بملئ في … ان الشعب العراقي بدأ يستخف فيكم ولايقبلكم  … وهو شعب قوى بمقدراته وأمكانياته واذا وصل الشعب الى حد … فانه سوف لن يتراجع … ويزئر كما يزئر الاسد …ويقول قولة الحق لاتراجع فيها .. انه شعب قوى بحضارته  ورجاله وموارده … شعب لايريد سوى أمان وخدمة وانصاف وعدل … الاتريدون أن ينتخبوكم  … الاتريدون ان تروا مرضات ربكم قي دنياكم وآخرتكم  … فانكم ان لم تعدلوا في الرعية فسوف يحاسبكم ربكم عن كل صغيرة وكبيرة … سوف تجدون هذه الملايين العراقية معلقة في رقابكم يوم القيامة … تدعوا بحقوقها ياربنا ان حكومتنا لم تفعل لنا شيئا ياربنا لقد آذونا …. ياربنا لقد ذقنا الويل منهم … ياربنا لقد أخذوا حقوقنا وسلبوها … وعاثوا في الارض فسادا … ونهبوا مقدراتنا  … ترى هل سوف تحتملون غضب الرب جل في علاه من وراء هذه الصيحات … ارجو ان تعوا وأن تعودوا بالنظر الى الماضي السحيق والى سبعينيات القرن الماضي لكي نبدأ من جديد من أجل عراق أجمل وأفضل … عراق واحد … عراق قوي … عراق متعاون … عراق ديمقراطي … عراق يحب الاخرين … عراق السلام والتطور … عراق لايعرف الطائفية ولا العرقية … مع تحياتي للعراقيين الاصلاء

  

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب