23 ديسمبر، 2024 10:54 ص

العراق بين مطرقة “داعش” وسندان “التغير المناخي”

العراق بين مطرقة “داعش” وسندان “التغير المناخي”

واهم من يظن ان مشاكل العراق ستحل وتنتهي بانحسار وزوال خطر تنظيم داعش الإرهابي، فبالرغم من الويلات الكبيرة والكثيرة التي تعرض لها العراق وشعبه على يد هذا التنظيم الإرهابي، إلا انه بدأ يتقهقر وخطره بدأ ينخفض والمساحات الشاسعة من أرض العراق التي احتلها التنظيم المتطرف بدأت اليوم تتقلص وتعود الى أحضان الوطن، وفي القريب العاجل ان شاء الله ستتحرر جميع ارض الوطن، ولكن يا ترى هل ستنتهي مشاكلنا مع خلاصنا من خطر داعش الإرهابي؟ وهل سيعيش الناس بسلام وعيش رغيد؟
في حقيقة الأمر توجد مشكلة وتحدي كبيرين أمام أنظار العالم كله، تتمثل هذه المشكلة بالتغير المناخي، حيث دقت أغلب دول العالم أجراس الخطر والإنذار للتنبيه ضد هذا الخطر الجسيم الذي يهدد مستقبل كوكب الأرض، والعراق بموقعه الجغرافي الشرق اوسطي ليس بمنأى عن هذا الخطر، لا بل يعتبر من أكثر الدول تضررا من ظاهرة الاحتباس الحراري التي تؤدي بدورها الى ارتفاع درجات الحرارة، وقلة سقوط الأمطار وانتشار الجفاف والتصحر وانخفاض مناسيب نهري دجلة والفرات، وقائمة المشاكل والأخطار تطول وتطول.
ففي الوقت الذي شرعت فيه الحكومات والدول باتخاذ سياسات جديدة للحد من انبعاث الغازات الدفيئة ومصادر التلوث الأخرى المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري، والحرص على تقليل استخدام الوقود الأحفوري والتقليل من جرف الغابات واعتماد مصادر آمنة ونظيفة للطاقة، كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح والمياه.
وبالرغم من مشاركة العراق في مؤتمر باريس الذي عقد في نهاية العام 2015، وكانت كلمة جمهورية العراق التي تلاها السيد رئيس الجمهورية فؤاد معصوم والتي أكد فيها على ان العراق سيلتزم بتوصيات ومقررات المؤتمر الا اننا لم نلمس او نرى او نسمع حتى بسياسة وطنية عراقية لتلافي هذا الخطر الكبير، او القيام بحملات توعية وارشاد المجتمع والتعريف بهذه الظاهرة الخطيرة وتثقيف الناس باتجاه الترشيد وعدم الإسراف بموارد الطبيعة، اذ انها حقوق لكل البشر والكائنات على هذا الكوكب.
ان مسؤولية المحافظة على سلامة البيئة ضد التغير المناخي هي مسؤولية تضامنية تشترك فيها الحكومات والأفراد، لذلك لا عذر لأحد بعدم الجدية والعمل للمحافظة على سلامة وأمن البيئة، اذ ان المسؤولية الإنسانية والأخلاقية تحتم علينا عدم تلويث البيئة المؤدي الى تغير المناخ الذي ستعاني منه الأجيال اللاحقة اشد معاناة مهددة الوجود البشري على سطح كوكب الأرض وكذلك الحال بالنسبة للأحياء الأخرى.